القمة العربية في بغداد-جمال حسين مسلم- - النمسا

Thu, 15 Mar 2012 الساعة : 10:29

إعجاز أم استفزاز
في البداية يجب التوضيح بأن الحديث عن مجريات الامور في بغداد ما بعد 2003 , فالحديث يدخل في مداخل عدة ومن أهمها أن كثيرا من العراقيين الشرفاء,قد أصيبوا بخيبة أمل كبيرة جراء الوضع المزري ولاسيما ما يتعلق بشؤون المواطن وما يتعلق بالخدمات المقدمة له أن وجدت,والكتابة في هذا العنوان تصب في صالح العراق أولا وأخيرا,ولكن على القارئ أن يعي ،ان السهام الكتابية الموجهه للحكومة لاتعني أبدأ ان الناس تتباكى على طلل الدكتاتور ونظام العهر الذي اذاق العراقيين المرارة تلو المرارة ,أي اننا نصطف جنبا الى جنب في تشخيص النظام الذي استبد ببلاد الرافدين لأربعين عاما ولاخلاف في ذالك , ولكن نختلف في تقييم المرحلة السياسية وانجازاتها واستفزازاتها لما بعد 2003 , واليوم تصمت الاقلام بحيرة ازاء الاخبار المتسربة من هنا وهناك حول مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في بغداد نهاية اذار الجاري , وحيرة ذوي الالباب في وصف القمة القادمة متأت من كونها انجاز ام استفزاز؟؟انجاز يحسب للحكومة,بوصفها كسرت حاجز العزلة العربية من حولها وأعادت العراق لإخوته العرب من جديد وطرحت نفسها نظاما شرعيا يمثل العراق بأطيافه كافة ,وان الوضع العراقي من الداخل ما عاد مقلقا؛ حتى وصلت الامور الامنية والسياسية الى أرفع مستوياتها بحيث تحتضن بغداد القادة العرب ( بتحفظ كبير), وعاد العراق يؤدي دوره داخل الساحة العربية, وعادَ رئيساً ورائداً لأرفع مستويات الاجتماعات العربية,وانتهت القطيعة العربية, وها نحن نشد على أيدي بعضنا ,وها هي بغداد من جديد تلبسُ أبهى ثيابِها متزينة بقلائدها الجميلة كعروس سومرية رائعة ,وهاهم أهلُها يستعدون لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات في المنطقة العربية ,وها هم البغداديون يحتفلون بقياداتهم الّتي اثبتت وطنيتها من خلال كسب الاجماع العربي بأرفع مستوياته من خلال الحضور الى بغداد ,ومصافحة دولة رئيس الوزراء المنتخب باقتراع يشهد له القاصي والداني , وعلى الرغم من انتكاسات العملية السياسية وخصوصاً بما يتعلق بالمصالحة والوطنية أو ملف الارهاب الموجه الى ارفع شخصية في الدولة بعد رئيس الجمهورية ,وماتلا ذالك من تهم بالطائفية ومحاولة تدويل الملف والمساومة عليه ؛على الرغم من كل ذالك نرى بغداد تحتضن القمة العربية بإعجاز وانجاز كببرين( لكي يطمئن العالم على ان العراق دولة مسالمة وتريد الخير لجيرانها علينا ان نساهم في انجاح القمة..ونجعلها مصدر خير وأمان علينا ..لا مصدر للإرهاب والدسائس...
السياسة فن الممكن)....أم تراني كحاطب ليلٍ او اغرف مما لا اعرف....أليست القمة العربية في بغداد استفزازاً لمشاعر المواطن العراقي..السيد المواطن الذي سمع من كبار قادة الدول وبصريح العبارة عن دعم دول الجوار للإرهاب الذي يتم ورمل وأعاق من خلق الله كثيرا كثيرا..اما سمعنا عن طائفية الدول العربية المجاورة ,وتدخلاتها السافرة في كل صغيرة وكبيرة في الشأن العراقي...هل يعرف المسؤول عدد العراقيين في السجون السعودية ..هل جرحكم ميناء مبارك وهو يخنق العراق...هل عرفتم قيمة الجواز العراقي في مطار عمان( وهي إهانة كبرى ).هل يبست الدماء في البحرين .وهل استكانت قطر من مؤامراتها على العراق..ماذا يقول الاخونجية المسلمون عن حكومة العراق وعن رحيل الطاغية... هل سمعتم بإذاعة تونس وظلاميتها الجديدة..هل تعرفون ان الموريتاني يعبد الطاغية ..والزرقاء تنحر للشهيد المتعفن....ماذا قدمت الدول العربية للعراق .وهل نسيتم البند السابع ..هل انقطعت المفخخات وقضينا على الكواتم... كم صرفنا من قوت الشعب على اعداد القمة العربية وكم ملف فساد سيفتح ويغلق بعدها ..هل استوفت الخدمات كلها او نصها اوربعها , عن ماذا نتحدث عن المجاري ام الكهرباء ام التعليم ام الصحة ام النقل ام البطالة أم.الحصة و ( طحين تحت الصفر ).........حتى ساعة اعداد القمة والبرلمان يناقش مسالة اعادة بناء مدارس الطين البالغة 1200 مدرسة من خلال الدفع بالأجل وحتى اللحظة لم يتفق على الموضوع !!!!ولِمَ يتفق؟؟كم صرفت على القمة...احسبت ان الرعاية الاجتماعية ومرتباتها ترقى الى مستوى القمة ( ياخسارة والله) ,اما دوى في سمعك صدى مظفر النواب لاهثا (قمم قمم قمم ) ,تريد معرفتهم سلْ عنهم { أحمد مطر } اما عرفت ان فتات الخبز من القمة يكفي لعلاج المناضل الكبير صوت العراق وضميره فؤاد سالم ام ان الغناء حرمة شرعية ..اين كانت هذه الحرمة عندما علا صوت فؤاد سالم وخفتت أصوات...عجبي ...كم هي اللجان المشكلة والتي ستشكل لدراسة هذا وذاك..كم مناضل حرمه الدكتاتور من نعمة العيش والزواج واعتبره السادة في المادة 140 للهجرة والمهاجرين غير مشمول لأنه لم يتزوج قبل السقوط ..في وصف قانوني قل نظيره في التفاهة والسخرية ؟؟هل ستناقش القمة مثلا لمَ يحرم المهاجر من التقديم ان كان يعمل في دولة عربية (( لو يدر خلف بصواب ضيدان.....جا طر الثنية وطلع عريان))..هل ناقش البرلمان بجلسة مصفحاته مالجدوى من انعقاد القمة العربية ..أما يحترم صوت الشعب ويسال عن ذالك الحدث الواهي...فلينزل المسؤول الى الشارع ويستفتي في الامر ....وليسمع بإذنه الصماء الاجوبة الحقيقة عن هذا البذخ في الاموال من اجل عربان لم يكونوا في يوم من الايام إلا امراء سوء ومكر اتجاه العراق وشعبة وياليت يسمع من تنادي في قصر تحيط به لجج الظلمات ,ومواطن يفترش الارض بلهيب تموز عله يستر عرضا او شرفا تكاد تزحلقه ابصار التماسيح في دولة ارقام الصادرات النفطية التي ماعرفنا طعمها حتى اللحظة..وان شاء الله لن تكون القمة مزايدة كما كان يفعلها القائد الضرورة حين كان الشعب يتضور جوعا وألماً , وكان القائد الضرورة يهب لمن يشاء ويحرم من يشاء ويبني المساجد في تونس الخضراء وقصوره كلاسماء الحسنى في العدد والموتى من العراقيين على ( لائحة الانتظار ) فتلك مصيبة و ((ان كانت هذه القمة مثل ذيج ...))عليكم سادتي بالقمة واللقمة على افتراض ان المسؤول قادر على الصرف على القمة واللقمة في ان واحد ,وان المواطن فوق الاعتبارات الاخرى,فقد بلغ السيل الزبى , وفي مثل هذه القرارات نأمل أن يصوت الشعب مباشرة ويحاور لعله يملك ما يبرر هذا البرود والنفور من أنباء انعقاد القمة في بغداد
جمال حسين مسلم

Share |