السياسي المجرم والمجرم السياسي-الاستاذ الدكتور عبدالكريم نصار-بغداد
Wed, 14 Mar 2012 الساعة : 11:58

السياسي المجرم والمجرم السياسي من مفاهيم السياسة الشائعة التي يتداولها السياسيون دون تفريق وهذا خطأ كبير يقع به رجال السياسة ومشكلة العراق السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا هو هذا الخطأ في الفهم .الفرق كبير ان يكون السياسي مجرما وان يتهم كل من يعمل بالسياسة بالجرم ليس بالضرورة ان يكون السياسي مجرما ولكن عندما يتحول السياسي الى دكتاتور فانه يرتكب ابشع الجرائم من اجل ذاته واشباع رغباته وليس من اجل الحزب الذي ينتمي اليه على افتراض ان الاحزاب السياسية كلها اهدافها وطنية وغاياتها الشعب ولكن الاشخاص هم الذين يقتلون باسم الحزب وهم الذين يرتكبون ابشع الجرائم باسم الحزب من هنا نجد ان الفترات السياسية التي مر بها العراق تشير على ان الاتهام لا يوجه الى الاشخاص المجرمين بل الى الاحزاب السياسية وهذا نادرا ما نجده في الدول الديمقراطية فكل الاحزاب لها حضور وكل الاحزاب تعمل من اجل شعوبها اما الحال عندنا فان الحزب الذي يصل الى السلطة يجرم الاحزاب الاخرى ويخون الاحزاب الاخرى وربما يصل الامر الى حد الاحتراب. الاحزاب العلمانية تتصارع مع الاحزاب الدينية والعكس صحيح وغاية كل واحد منهم كرسي السلطة وليس الشعب ولكن الضحايا هم الشعب ويتفنن هذا الطرف وذاك بالقاء التهم السياسية على الاخر .اقول ان كل دساتير العام بما فيه الدستور العراقي يؤكد على حرية الفكر والعقيدة ولكن اين نحن من ذلك .ان ما يجري في العراق هو نتيجة منطقية لهذه المقولة وان الخلاص ببساطة يقوم على ان تشترك كل الاحزاب السياسية في بناء الوطن وان من يخرج من هذا الهدف ويسهم في زرع الخوف في نفوس الاخرين فانه السياسي المجرم وانه لا جريمة من يؤمن بفكر يقوم على تحقيق كرامة الانسان وان نسهم جميعا في زرع الامان في نفوس الناس وان نحترم مقولة ان الشعب هو مصدر السلطات و لا صوت يعلو على صوت الشعب وان من يستخدم الحزب في ايذاء الناس هذا هو الجرم الحقيقي وان من يوزع الارزاق على الناس بناء على الولاء الحزبي هذا هو الجرم الحقيقي وان من يسرق باسم الحزب هو الجرم السياسي وان من يقتل الناس لانتمائهم السياسي هذا هو الجرم السياسي وان من يحرم الناس من حقوقهم هذا هو الجرم السياسي وان لا يجد المواطن قوته اليومي بسبب انتمائه السياسي هذا هو الجرم وان لا يقبل الطالب في مقاعد الدراسة بدون وجه حق هذا هو الجرم السياسي وان لا يتبؤا المواطن مكانه الطبيعي بسبب عدم انتمائه الحزبي وان يعطى المكان دون استحقاقالى اخر لانه من الحزب الفلاني هذا هو الجرم السياسي وحتى لا تستمر الجريمة علينا ان نفرق بين المجرم السياسي وبين السياسي المجرم من اجل عراق خالي من القتل والترهيب ومن اجل عراق آمن تسود ابناءه المحبة والسلام نتباهى به بين شعوب العالم لافرق بين مواطن واخر بسبب الانتماء السياسي كل المواطنين لهم حقوق متساوية وعليهم واجبات في هذا نكون قد اوجدنا ثقافة المواطنة بدل من ثقافة الحزب الحاكم والسلطة الحاكمة وبهذا نقضي على مفاهيم الحقد والكراهية والثار والقتل غير المبرر ونؤسس لثقافة الاخلاص والتضحية والعمل الجاد من اجل بناء عراق خاض حروبا مريرة واقتتالا داخليا راح ضحيته الملايين من ابناء شعبنا منذ تأسيس الدولة العراقية حتى يومنا هذا نحن جميعا مدعوون ان نخدم العراق بعيدا عن الحزبية والاقليمية والطائفية كلنا عراقيون وكلنا نخطأ وعلينا ان نستفيد من اخطاءنا من اجل المستقبل وان نرمي الانانية والمحسوبية وراء ظهورنا وان نقف مع الخيرين من اجل البناء وان لا ندع الفساد ان ينخر بجسم العراق قبل ان يستفحل امره ويصعب علينا القضاء عليه.