ليكن ضميرنا هو الرقيب-دلال محمود-المانيا
Wed, 14 Mar 2012 الساعة : 10:48

من أكثر الأمور التي تقلقني , وتشكل هماًّ كبيراً على قلبي هو ظاهرة غياب الحس الوطني والضمير النقي , في العراق, فلماذا أغلبنا يتناسى هذا الأمر ويستهين به رغم أنه امر بالغ الأهمية .
لماذا لم نكن ننتبه لتصرفاتنا , ولم نراقب خطواتنا , او نراجع مواقفنا , في حياتنا اليومية كي نتعرف على هفواتنا وأخطائنا التي للأسف الشديد أصبحت عادات من الصعب جداً أن نقتلعها .
لايخفى على من تعلم في مدارسنا العراقية أنه كان في كل مدرسة عدد من المعينين وهم مانطلق عليهم أحياناً , بالمنظفين وهؤلاء يكون واجبهم ,تنظيف الصفوف ,او القاعات الدراسية المخصصة للطلاب.
كنا نرى المنظفين ينظفون ماملقى على عاتقهم من أماكن ولكن بطريقة ليست متقنة والدليل أنه عندما يرى أحدنا المدرسة نظيفة بطريقة متقنة فأنه , سرعان مايتبادر الى ذهنه بأن الموظف المفتش سيزور المدرسة في ذاك اليوم.
هل تعلمون كم من الصفات البذيئة أجتمعت في في نفوس جميع من تحويهم المدرسة , إبتداءاً من الطالب الذي سننقل الى ملكته الفكرية أنه ليس مفروضاً عليه ان يتقن العمل المنوط به الاً في حالة ان يكون هناك من سيراقب عمله , وبهذا سيترك وازع الضمير الذي يجب أن يأمره بأن يتقن عمله خير أتقان ,كما أوصانا رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم, حين قال (ان الله يحب , إذا عمل أحدكم عملاً, أن يتقنه) وسيتعلم الغش والكذب والتمثيل حين يظهر للمراقب فقط انه قد اتقن ماملقى عليه من مسؤولية, وبهذا ينطلق عليه قول الرسول العظيم حين قال ( من غشنا فهو ليس منا).
لقد كان لأدارة المدرسة الدور السيء والخطير في بناء تلك الصفات في نفوس الطلاب.
هذه ثقافة كانت ولازلت , سائدة في مجتمعنا العراقي , واستطاعت ان تنخر كل دوائر الدولة, حيث لاصدق ولاأمانة , ولاأخلاص الاّ في حضور من هو أعلى شأناً ومرتبة منَّا.
الكل كان يعمل على خداع الكل, والكل يعلم بما يعمل الكل.
والمحزن في الأمر أنه حين كان يحكي أحدنا لذويه, عما ,يحصل في المدرسة من ركض ولهف عندما يداهم المفتش المختص الكادر التدريسي , وكيف تتغير طريقة التعامل مع المعين و تصبح طريقة التدريس رائعة ومشوقة حتى للكسالى من الطلاب , حيث كنا نتمنى ان يكون المفتش زائرنا اليومي الذي لانمله , فبوجوده نشعر ان المعلمة أنسانة هادئة ورصينة ونشعر بآدميتنا التي نفتقدها طيلة العام الدراسي , حين كنا نسرد الامر لاهلينا لم يستهجنوا الامر ولم يفكروا بنقاشه فهو اشبه بالامر الشائع , أتعلمون لماذا؟
لأنه حتى في داخل بيوتنا الاسرية التي يجب ان تكون مأوى الأمان , كنا نخشى الصراحة والصدق, وكنا نتقن التزييف .
إذاً متى نصدق مع انفسنا ونعمل بضمير حي ونقي؟
ليس الأمر ,بعسير , فبالصدق سنتقن ماملقى على عاتقنا من واجبات في داخل البيت وبهذا سننقل صفاتنا تلك ألى مكان عملنا سواء في المدرسة او الدائرة او المصنع وسنعلن عن امانينا, دون خوف عندها لن نحتاج الى التزييف والتمثيل , وسنعمل حتماً بكل الصدق والنزاهة.
حين تنشأ المعلمة في داخل اسرتها على الصدق والاخلاص سوف لن تحتاج الى التزييف عند وجود المفتش فضميرها كفيل بأن يراقبها.
وسوف تدرس الطلاب بكل صدق بحيث لاترغمهم على أخذ دروس خصوصية يستقطعونها من قوتهم ليسددوا لها ألاسعار الخيالية,
وبهذا ستنقل اسلوبها الى من هي مسؤؤلة عليهم سواء المعينين او التلاميذ.
عندها سنكون قد وضعنا الحجر الأساس في بناء الشخصية العراقية التي يحتاجها العراق العظيم.
إدعو معي كي نزرع البذور النقية والمخلصة في أرض العراق المعطاء.