دراسه علميه :المواطن بين الواقع والطموح !!-عبدالامير الخرسان-فنلنده

Wed, 14 Mar 2012 الساعة : 8:50

ان الواقع الذي يعيشه الانسان منذ ان خلقه الله واستخلفه في الارض واقعا غنيا بخيراته وثرواته وطبيعته الماديه
وجعلها الله سهلة المتناول لما ذلّل الارض لبني البشر ليعيش عليها ويزرع فيها ما يشاء ويستخرج منها مايشاء
ويبني عليها سكنه ووطنه وينظم حياته الفرديه والاسريه والجماعيه .هذا من الناحيه الماديه .
اما من الناحيه العلميه فقد جعل الله للواقع الانساني اصناف عدّة من العلوم التي يعتمد عليها الانسان في تعامله

وتنظيم شؤونه وتقويم ذاته وصياغة انسانيته وكفائته الاجتماعيه وانصهاره بحب وطنه وتفانيه في حمايته وحفظ

كيانه الاجتماعي ووحدته الوطنيه من التفرق والتمزق والدفاع عن مقدساته وكرامته والمحافظه على العداله في

الحكم والحقوق والتوزيع .
ان العلوم الرئيسيه التي ينبغي التعرف عليها نظرا لاهميتها لانها تمثل اصالة العلوم الحديثه سواءا كانت تخص

العلوم السياسيه او الاقتصاديه او الاجتماعيه هي :
1 علم النفس وهو علم كبير وعظيم ويحتاج الى دراسه عميقه لمعرفة ما يدور في النفس من غرائز وصفات

سايكولوجيه مؤثره على الانسان والمجتمع لانها تتبع سلامة النفس او مرضها وقيموميتها بذاتها ام جائت بالوراثه

ان علم النفس علم دقيق شمولي لا نستطيع ان ندركه او نحيط به بكل جوانبه ولكن على سبيل القاعده (ما لايدرك

كلّه لا يترك جلّه) , باعتبار اكثر الامراض ان لم تكن كلها جائت من طريق مرض النفس لان اهمالها يسبب

مرضها ومرضها يؤدي الى امراض الجسد العضويه .
ان معرفة علم النفس ولو بالشيء المتواضع واليسير يؤدي الى معالجة الكثير من امراضها وتعديل ميولها وتقويم

ذاتها وانسانيتها لانها اذا بقيت على عنادها وشرودها وانحرافها تؤدي الى هلاك الانسان كما قال الامام زين

العابدين (ع) الهي اليك اشكو نفسا بالسوء امّاره وبمعاصيك مولعه تسلك بي مسالك المهالك وتجعلني عندك اهون

هالك ) .
2 علم الاجتماع يبحث في احوال المجتمعات والشعوب الانسانيه والقوانين التي تحكمها والنّظم الاقتصاديه التي

تمارسها في معيشتها او اقتصادها .
ان علم الاجتماع يفرض على الفرد والجماعه الالتزام بالسنن الالهيه والانظمه المدنيه والقوانين والاعراف

الاجتماعيه السليمه التي تعارف عليها الناس في حفظ الارواح والدفاع عن المبادئ والوطن والتماسك الاجتماعي

والوحده الوطنيه والتعايش السلمي وجعله الله في فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليبقى المجتمع

مجتمع الخير والمعروف والاصلاح وعلى الجميع شعبا وحكومه الالتزام بهذه المبادئ الانسانيه .
3 علم الاخلاق علم يبحث عن اصالة السلوك ونوع التعامل الانساني في القضايا الاجتماعيه والسياسيه

والاقتصاديه ويسن او يضع قوانين الاخلاق التي تؤدي للمسامحه والعفو والتواضع والرفق وتسهيل الامور وقضاء

الحاجات والتواصل بين افراد المجتمع والدوله . وان كان علم الاخلاق لا يبحث عن علم النفس او علم الاجتماع

واحوال المجتمعات ولكنه يرفع معنويات الفرد والمجتمع لو كان التعامل الانساني والاخلاقي يسود المجتمع كما قال

رسول الله (جئت لأتمم مكارم الاخلاق).
ان طبيعة الاخلاق الحسنه لاتعرف التجبر والتكبر والقسوه والقطيعه والظلم وفي ممارستها يعم العدل وينشر

السلام . ان الاخلاق الحميده تصوغ الفرد والمجتمع صياغه جوهريه نقيه خاليه من الحسد والبغض والكره وتجعل

منهم اخوانا واحبه متعاونين فيما بينهم ومتآزرين في كل امورهم احدهم يعين الآخر ويساعده ويلتزمه .
ان الاخلاق الكريمه تلغي الفوارق الطبقيه التي صنعها اصحاب رؤوس الاموال او الحكام والرؤساء والشيوخ

وتجعل كل واحد منهم يعيش مع اخيه بمستواه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كما كان رسول الله يعيش بين

الناس كاحدهم .
ان الاخلاق الحسنه تبني المجتمع بناءا حضاريا متطورا خاليا من كل اشكال الجهل والتخلف والتطرف لان الاخلاق

علم كبير قائم بذاته يبني الوطن ويرفع مستواه الثقافي والادبي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ويجذّر

الحداثه والتحديث في نظمه وقوانينه لتلعب دورا مهما في تنظيم السلوك ونشر مبادئ العدل والسلام والامن

والاطمئنان .
ان الواقع الذي يعيشه المجتمع والفرد بهذا المستوى من العلم والرقي سوف يختزل كل الصفات الذميمه من

التخلف والجهل والظلم ويقضي على الجريمه في وكرها ويعزل المجرمين والمتسلطين عنه ولا يمنحهم الثقه بكل

الاحوال ولن يسمح لهم بالتعدي عليه او حكمه او تسلّطه او سيادته .
لو درسنا واقعنا الاجتماعي الحالي هل نجده ذلك الواقع الاجتماعي المثالي او شبه المثالي يسوده العلم ويعمه

الخلق الكريم ويحفظ سننه وقوانينه الالهيه والاجتماعيه ويحافظ على القانون ويحرص على النزاهه سواءا من

جانب الحكومه او الشعب .
لو درسنا المنهج الاخلاقي في واقعنا هل نراه يحكم كل الشعب حكومه وافراد وجماعات ؟ هل وجدناه يلغي كل

الفوارق الطبقيه ؟ هل تراه يساوي بين الغني والفقير ؟ هل تراه يرفع مستوى الفقير الاجتماعي والاقتصادي

ليساوي اخاه الحاكم والتاجر من حيث الراتب والمكانه الاجتماعيه ؟ الله خلقنا واراد منا ان نكون متساوون في

الحقوق والواجبات هذه عدالة السماء في الارض , هذه النظريه هل وجدنا لها التطبيق ؟ .
لو درسنا واقعنا الاجتماعي وتسائلنا هل حفظنا القوانين الاجتماعيه والمدنيه ؟ هل حفظنا روح الوحده الوطنيه

والتعايش السلمي ؟ . هل سلّمنا المعتدي والقاتل للقانون يحاسبه ؟ طبعا كلا !! لان القاتل لازال بالسلطه والآخر

يساوم على مبادئه وقضاياه المصيريه الكبرى .
فأين نحن من الطموح والرقي والتقدم ؟ ونحن لا زلنا لا نعيش الواقع المثالي او حتى الواقع المتواضع لاننا اهملنا

قضيتنا الوطنيه العادله وتمسكنا بالنفعيه والمصالح الشخصيه وحب الدنيا التي هي رأس كل خطيئه .

Share |