مَن قال اِن ّ عصر المعجزات قد ولى ّ ، هذه دعوة لكل مَن مازال يشك بحدوث معجزة في أيامنا أن يتابع هذه ألاسطر ، نعم ياسادتي هذه معجزة بحق حدثت تحت سقف مجلس النواب العراقي ،ففي التصويت الاخير على ميزانية الدولة للعام الحالي تبيّن لنا بما لايدع مجالا ً للشك اِن ّ بعض فقرات الميزانية قد صوتت عليها ( قوى غير منظورة ؟ ) ربما اِن اِبليس قد بعث بعضا ً من جنوده الشياطين لمساعدة جنوده البشر في مجلس النواب ولتصوّت بدلا ً عنهم على أساس اِن ّ ( ألاخوان ) يُعرفون في الشدائد !.
وكي أكون أكثر وضوحا ً فان فقرة شراء السيارات المصفحة يبدومقترح ابليس وجنوده لزملاءهم ( نواب مجلسنا ألموقرين ) وهؤلاء الشياطين الابالسة هم من صوتوّا على هذا ألبند وليس النواب المساكين . لقد تابعت خلال عدة أيام تصريحات نواب الكتل السياسية العراقية فأنظروا ماذا كانت النتيجة :
في ألائتلاف الوطني ( الكتلة الاكبر بالبرلمان ) ، ألدكتور / وليد الحلي
من حزب الدعوة قال ان كتلته ( ائتلاف دولة القانون ) لم تصوّت على هذا البند ( يعني طار 89 صوت ) ، الدكتورة لقاء ال ياسين من كتلة الاحرار قالت ان كتلتها لم تصوّت على هذا البند ( طارت 40 صوت أخرى ) ، حبيب ألطرفي من كتلة المواطن قال انهم لم يصوتوا على هذا ألبند ، يعني مَخلص الحجي .. ألائتلاف الوطني لم يوافق على هذا ألبند
ألدكتور / محمود عثمان قال ان التحالف الكردستاني وقف بالضد من هذا ألمقترح منذ البداية ، يعني الاكراد لم يصوتوا عليه ايضا ً ، ألقائمة العراقية وعلى لسان الدكتور / حيدر الملا ( هيّ بُقـَـت عليه شو كلهم دكاتره !! ) ، ألمهم حيدوري قال انهم لم يصوتوا على فقرة شراء سيارات مصفحة للنواب وأضاف سيادته ،ان من سرّب هذه المعلومة شخص من تربية عدي الكسيح ( هاي الكسيح من عندي مو بالتصريح ) !!
ألان لو جمعنا أعداد ألممتنعين عن ألتصويت على هذه الفقرة من هذه التصريحات سنصل لنتيجة مفادها ان ألـــ325 نائب لم يصوت معظمهم على هذا البند وبالتالي تتحقق معجزة ان هناك قوى خفية ( كالشياطين مثلا ً ) نزلت وصوتت نيابة عن نوابنا !!!
بعد ضجة قوية واستهجان عم ّ معظم ان لم أقل جميع مكونات المجتمع العراقي عاد برلماننا ليصوّت ( بالاجماع) على الغاء فقرة السيارات المصفحة من بند الميزانية ( فما عدا مما بدا ؟ )
اِن َّ ما حصل هو كالتالي ، مَن وضع فقرة السيارات المصفحة في الميزانية هو شيطان فعلا ً ، بل وقد زاد على ابليس دهاء ً .. فسعر السيارات المصفحة كما قيل لايتجاوز الخمسين مليون دولار ونحن نتكلم عن ميزانية تجاوزت المئة مليار دولار يعني بحدود الفي ضعف سعر السيارات المصفحة ، فكان لابــد من استفزاز الجمهور بفقرة المصفحات والهاءهم عن السؤال عن باقي الميزانية واوجه الصرف ، ألم نقل ان واضع هذه الفقرة ( شيطان ) يعرف بالضبط ما سيستفـز العراقيين ويشغلهم عن باقي بنود الميزانية بحيث يتسنى تمريرها دون عناء يُذكر ، وتم لهم ما أرادوا فعلا ً؛ وظهروا علينا بمظهر المهزومين وهم يصوتون ضد ( مصفحاتهم )في حين انهم مرروا أضعاف هذا المبلغ دون رقيب !
لقد صوّت مجلس النواب على اضافة مخصصات اضافية له ( اضافة ً لكل المخصصات والرواتب ورواتب الحمايات ومخصصات السفر والايفادت ) اضافة لكل هذا اضاف المجلس هذا العام مبلغ 100 مليون دولار لميزانيته ( يعني الجماعة لايزرعون ولا يصنعون ولا ينتجون ولا حتى تكاثروا بين العام الفائت وهذه السنة ) فما سبب هذه الزيادة ، اِن لم تكن أتاوة ( خاوة ) يضعها مجلس النواب باستقطاع نسبة مئوية من ميزانية الدولة لمصلحته الخاصة؟
ميزانية العراق خضعت للصفقات والمساومات وحتى للابتزاز ،ألاكراد أصروّا على نسبة ال17% التي يأخذوها من ( عين ) الحكومة المركزية كل عام ، وأضافوا لها هذه السنة ( حلاوة استضافة الهاربين من حكومة بغداد ) رواتب البيشمركة وتجهيزاتهم فوصل مايأخذوه اضافة لايرادات الكمارك ( وحسب تصريح لاحد البرلمانيين ) الى حوالي 23% من ايرادات الدولة ، يعني الاكراد وحدهم ياخذون مرتين ونصف استحقاقهم الدستوري هذا من غير النفط الخام المهرّب بالصهاريج الى ايران والمشتقات النفطية التي نشتريها سنويا ً يمليارات الدولارات و يعيد الاكراد تهريب جزء منها الى دول الجوار !!!
ألبرلمان المحترم صوّت هذا العام ( ومن باب الحرص على المال العام ؟؟ ) على الغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء المجالس المحلية ، ورُغم انني شخصيا ً مع مبدأ الغاء الراتب التقاعدي لكل من يتسلم مسئولية حكومية لاتتجاوز خدمته فيها بضعة سنوات والاكتفاء بمكافأة مادية مجزية له بعد انتخاب مسؤؤل يحل محله كشكر له على انجازه واجبات منصبه وحفظه للامانة المكلف بها ( هذا لو حفظ الامانة اصلا ً !! ) ولكنني أود سؤال اعضاء مجلسنا ألموقرين ، كم ياترى هو الراتب التقاعدي لعضو المجلس المحلي ، انه لايتجاوز بأحسن الحالات 200-300 دولار ، ألم يكم الاجدر بالبرلمانيين أن يبدؤا بأنفسهم أولا ً ( خاصة وان البرلمان هو أول من سن ّ هذه السُنـّة ) فلماذا لم ُيلغى تقاعد اعضاء مجلس الحُكم والجمعية الوطنية وتقاعد اعضاء الدورة السابقة على أن يبدأ النواب بأنفسهم ويمنعوا عن أنفسهم التقاعد أولا ً لنقول لهم ( بوركتم ) بدل قولنا :
يا أيها الرجل المعلم غيره **** هلا ّ لنفسك كان ذا التعليم !!
ألم يكن ألاجدر بهم قبل أن يركضوا وراء ( فتافيت ) المجالس المحلية أن يـُلغوا تقاعد ألملا ّ ألشيخ ( محمود المشهداني ) والبالغ 40 ألف دولار شهريا ً يقبضها من المال العام لسنتين قضاها في ( ألسب وألشتم ) وبذيء الكلام والتجاوز على كل الاصول العامة ، وفي اعطاء أسوأ صورة للسياسي العراقي بل ولكل العراقيين الذين ارتضوا أن يمتطي ( ... ) مثله كرسي رئاسة البرلمان العراقي !!!
مئة مليار دولار تسربت كالماء في الرمال كما تسربت مئات غيرها منذسنين عدة ، ومشكلتنا صارت هي بضعة ملايين خصصت لسياراتهم في حين لم تـُثار أي ضجة لأكثر من ضعف هذا المبلغ على سيارات اشترتها الحكومة لتعمل ( يوم واحد فقط ) لخدمة زوار القمة المرتقبة ؟؟؟
قبل سنين عدة ، وبالذات في ايام ( ابن صبحة ) المقبور ، كانوا يسمونه
( قائد الجمع المؤمن ) واليوم وبعد ( معجزة ) ألمصفحات أصبحنا ندرك جيدا ً ان الجمع المؤمن هم فعلا ً نوابنا المحترمين، هذا ما يدفعني لان أقترح ان يُخصص مبلغ السيارات المصفحة لاقامة ( مزار ) مجاور لمجلس النواب العراقي يُـثـّبت على جدرانه نبذة مختصرة عن كل سياسي دخل العملية السياسية في العراق ( كيف كان .. وكيف أصبح ) ليتسنى للعراقيين زيارة هذا ألمقام واشعال الشموع وتقديم النذور والابتهال وألتوسل برب العالمين أن يعطينا عُــشر ما أعطاهم انه بالسؤال جدير وعلى الاجابة قـــدير !!!