من الخنافس الى الإيمو-نعيم كرم الله الحسان-الناصرية

Mon, 12 Mar 2012 الساعة : 13:09

في اواسط السبعينيات من القرن الماضي حينها كنا طلاباً في الثانوية شاعت في اوساط المدارس حكاية تقول ان الرئيس العراقي آنذاك احمد حسن البكر قام بزيارة تفقدية الى كلية الادارة والاقتصاد وحين دخوله الى قاعة المحاضرات تقدم نحو احد الطلبة الجالسين في الصف الامامي وقال له في حديث متبادل بينهم (يابنتي) فقال له الطالب (اني مو بنية سيدي) فقال الرئيس (ما مبين عليك لان شعرك طويل بطول شعر ...الطالبات) فخجل الطالب وجلس وكانت في حينها وفي الجامعات من النادر جداً ان تجد طالبة ترتدي الحجاب حيث شاع السفور ولبس (تنورة الميني) بشكل طاغي كما شاعت ظاهرة الخنافس بين الشباب وهي ظاهرة ترك الشعر طويلاً الى حد لا يمكن تمييزه عن شعر الفتيات الامر الذي ادى الى اشتباه الرئيس وعلى اثر ذلك اصدر امراً عمم على الجامعات والمدارس والمعاهد وتلي على الطلبة واذكر عبارة من ذلك الامر تقول (يمنع التزلف والتخنث) وقامت على اثر ذلك مفارز من الانظباط العسكري بمطاردة اولئك المتشبهين بالنساء وجز شعرهم امام الانظار والحقيقة انني اريد ان اقول ان الظواهر الشاذة عن السلوك السوي لم تكن جديدة على مجتمعنا فأنها بدأت تظهر انعكاساً لظواهر المجتمع الصناعي المادي وما افرزه من تلك الظواهر فلم تكن الخنافس هي الظاهرة الوحيدة بل تلتها ظاهرة (الهيبز) و (الهليكوز) وغيرها الى ان ظهرت اليوم جماعة الإيمو ولقد سمعنا من خلال وسائل الاعلام انهم يتعرضون الى القتل من قبل جماعات مجهولة وكلنا يعرف ان مرحلة المراهقة هي المرحلة الاخطر في حياة الانسان وان انسياق البعض وراء الظواهر الشاذة ناتج من عدة عوامل اهمها التربية وضعف الوازع الديني .
ان الامر الاهم في الموضوع هو الا تكون هناك جهات تضع نفسها وكأنها قيمة على ارواح البشر ودمائهم فلا يحق لأي جهة ان تجعل نفسها قوة الى جانب قوة الدولة او تكون خارجة عن القانون .
فالذي قتل اراد ان يكون مصلحاً فاصبح مجرماً وان الظواهر التي تطرأ على مجتمعنا يكون معالجتها وفق لدستور البلد وقوانينه فلا يحق لاحد ان ينفذ القانون بنفسه فنحن مجتمع اسلامي لدينا دولة ولدينا دستور يؤسس بأن الاسلام دين الدولة الرسمي وهو مصدر اساس للتشريع في المادة 2 اولاً.
فعلينا جميعاً وفيما يخص ارواح الناس ودمائهم ان يكون الرأي الاساس للمرجعيات الدينية والمرجعيات الحقيقية للبلد بكليته .
نحن مع معالجة الظواهر السلبية ليس من قبل القتلة ولكن من قبل القانون ومؤسساته والعلماء الفقهاء مراجع المسلمين حراس الشريعة .

Share |