بلد المليون تصريح ..! علاء كولي
Mon, 12 Mar 2012 الساعة : 13:03

انها البلاد الاوفر حظا بعدد التصريحات في العالم ، العراق البلد الذي ينام ويستيقظ على تصريح مفاجئ يلغي او يبني او يهدم او يلغي طرف اخر او يشعل حربا طائفية او ثار قضية من خلف الكواليس كل شيء مرهون بتصريح جديد ،دائما ما تأتي التصريحات بمشكلة او ازمة عابرة تلوح بالأفق وتبقى عالقة هي الاخرى بلاحل كما تجري العادة ايضا
وهناك تصريح عابر ليس له علاقة بأي موضوع كأن يصرح سياسي ما حول مشكلة قد تم حلها قبل اعوام او تصريح منتهي الصلاحية حول الربيع العربي او تصريح سياسي لشجب قرار امريكي يخدم العراق مثلا وهناك تصريحات اخرى لن تصل للمنصة ربما وهناك سياسيون لايحبون التصريحات لذلك قلما تجد الاضواء مسلطة عليهم يسجلون حضور فقط انهم من فئة (الحاضرون الغائبون) دوما وهناك سياسيات تقول ان صوت المرأة عورة .! ولاتصرح ابدا ومن هذا المنطلق سيكون عليها اشكال شرعي لاسامح الله .! وهناك من لايعرفون ماهو التصريح وشعب ينتظر تصريح يخدم البلاد ، كل هذه هي تصريحات ديمقراطية تساهم في عملية الحراك السياسي كما يسمونه.!
ناهيك عن التصريحات التي داخل الكتل ودائما تنتهي بمشادة كلامية او مشاجرة بين الايدي ،طبعا هذه المشادة ليس لقضية خالصة لصالح المواطن بل لان الطرف الاخر هو ليس من قائمتي لهذا يجب ان يرفض وبدون تعليق هكذا يجري الحال منذ اعوام تصريحات هائلة ربما لو تتيح لنا الفرصة بوضع خطة لاعداد هذه التصريحات لخرجنا بكم هائل ولربما نرشح العراق للدخول في موسوعة غينيس العالمية بتحطيم الرقم القياسي بعدد التصريحات التي يمتلكها العراق وهناك ايضا تصريحات صوتية وتصريحات صوت وصورة و تصريحات كونية ايضا ....الخ من التصريحات التي ليس لها معنى
بلاد تحب التصريح ..تصريح يقتل مئات الافراد من الشعب تصريح يلغي فيه حقوق ارامل وايتام واطفال تصريحات بكميات هائلة تملئ حتى الشوارع ولم يتبقى مكان لم يدخله التصريح ربما سيكون مستقبلا لافتات عملاقة للتصريحات السياسية وطبعا ستخصص ميزانية هائلة ايضا لدعم التصريح الوطني لمناهضة العنف مثلا او مناقشة الموازنة او محاسبة المفسدين ماليا واداريا وربما اخلاقيا
لقد اصبحت لدينا عقد فعلية ازاء التصريحات النارية والعابرة والمفاجئة لدينا عقدة لاخلاص منها في بلد كل شيء مرتبط بتصريح في اغلب الاحيان يكون فيه خطأ مطبعي او خطأ لغوي هذا مايحصل فعلا ، خلف الكواليس وامام الجمهور مصيرنا يرتبط بهولاء بل يرتبط بحجم وقوة التصريح وبنوع الشخصية التي تصرح حول اي شيء في البلاد انها فوضى هائلة بلاشك
شعب لايطالب بحقه كلا يقف مسافة واحدة امام مشكلته هو وليس مشكلة الاخرين معه حتى المطالبة بالحقوق صار امرا فرديا دولة لاتحب التجمعات ولاتحب التظاهرات ولات