الايمو اسبابها وعلاجها !!-عبدالامير الخرسان-فنلنده
Sun, 11 Mar 2012 الساعة : 16:39

لقد جائت ظاهرة الايمو من الفراغ الذي يمر به العراق من عدة وجوه منها الفراغ الثقافي ونعني به ثقافة المجتمع ثقاقة التواصل والتزاور والمحبه ثقافة التكافل والتراحم والعطاء ثقافة المعروف والاصلاح , ينبغي على المجتمع والعوائل الاسريه والجماعات والافراد ان ينظروا الى شبابهم ويفكروا في مستقبلهم وينظروا الى حوائجهم ولوازمهم وما ينفعهم ليقدموه لهم وما يضرهم ليبعدوه عنهم ينبغي على المجتمع تشكيل منظمات او لجان تثقيفيه وتربويه من العلماء والاساتذه والوجوه المؤثره اجتماعيا ودراسة مايتطلبه العصر من قضايا معاصرة مهمه تخص الشباب ومايدخل على شبابنا من ثقافات مترديه او طباع سيئه او عادات شاذه ليضعوا لها الحلول الناجحه وابعاد الشباب عنها ولا يجوز اهمالها او تركها مطلقا لانها تسبب الكوارث والانهيار للمجتمع الذي تحل به مثل هذه العادات السلبيه السيئه . لذا شكل هذا الفراغ الثقافي نقطه مهمه في دخول هذه التقاليد الرديئه مثل الايمو والهيبز ومصاصي الدماء وربما تعود حالة الشقاواة والخاوه والعصابات المتمرده اجتماعيا اذا لم تسرع الدوله وبمساعدة المجتمع ومثقفيه واطلاق حمله ثقافيه من اجل احتواء العادات السلبيه القادمه من الخارج والتي ورائها اجنده خارجيه صهيونيه للقضاء على اصالة المجتمع واعرافه الطيبه وعاداته الحسنه . هذا من ناحيه اما من الناحيه الثقافيه الثانيه فهي ثقافة العقائد وللعقائد الدور المهم والرئيس في بناء شخصية المجتمع والفرد لان العقيده غذاء الروح ومنظم السلوك الانساني ومربي الفطره السليمه ومرشد الفكر والعقل نحو الطريق المستقيم ويعيش اغلب شبابنا اليوم الفراغ العقائدي رغم كل هذه المحاضرات الاسلاميه الحسينيه واحياء المراسيم والمناسبات الاسلاميه لانهم يعيشون حالة الازدواجيه وتشتّت الفكر وشرود الذهن من الاوضاع الصعبه التي يعيشونها في وطنهم مثل حالات الارهاب والتفجير وغموض المستقبل وعدم تلقي الرواتب المعيشيه الكافيه , كذلك يعيش شبابنا ضعف الايمان وعدم وعي الايمان لان الايمان بالله ومعرفة الله حقا هي غنى وقناعه لان الله هو الرزاق وهو المعطي وهو المغني وهو الضار والنافع فلو علم الشباب ثقافة الايمان بالله ورسالة الله الانسانيه وعقائده الحقه لما انحرفوا ولذابوا وانصهروا بحب الله ورسالته السمحاء ودافعوا عنها بكل غال ونفيس , وهذا الامر يحتاج الى فتح الدورات التثقيفيه العقائديه من قبل الدوله ورجال الدين الذين يتحملون المسؤوليه امام الله ولا ينبغي ان يكتفوا بالفتاوي التي تحرم قتل الشباب الايمو او الهيبز او اي عاده مفتعله جديده .
على مراجعنا الكرام وعلمائنا الاعلام ان يبادروا من هذه اللحظه لتوعية الشعب وتحذيره من قتل اي انسان او شاب لان هذا لا يرضي الله ورسوله ولا يرضي الانسانيه جميعا , وان يضعوا البدائل التربويه والتوعويه وزيارات الناس الى مساجدهم او مكان تجمعاتهم والكلام الطيب معهم والمعبر عن الروح الانسانيه عند الانسان ان لا يقتل اخاه ولا يؤذيه بل يلاطفه ويبتسم بوجهه ويعرف وجهة نظره ويعامله معاملة حسنه ثم يستطيع طرح العلاج النفسي من خلال الحديث الهادئ والاسلوب المتين والامثله الواضحه واضرب مثل او قصه حدثت في زمن رسول الله (ص) حيث اتى له شخص يشتكي احد الشباب المتمردين قال له يارسول الله ان هناك شاب واقف في الطريق ويتعرض للبنات بالسوء والكلام اللاذع فقال رسول الله لعلي (ع) اذهب وأتني به فجاء به امير المؤمنين الى رسول الله فنظر اليه النبي وابتسم في وجهه وادناه منه ولاطفه عند ذلك قال له ماحملك على هذا فقال الشاب احب ان افعل هذا فقال له النبي (ص) هل تقبل بان احدا يؤذي والدتك هكذا او يؤذي اختك هكذا فقال الشاب اقتل من يفعل هكذا بعرضي وشرفي فقال له النبي الكريم ان الله لا يحاسبك بجريمة احد يعتدي على عرضك اواعراض الناس ولكن يحاسبك على جريمتك وجريمة اعتدائك على اعراض الناس عند ذلك اعتذر الشاب من رسول الله وواعده ان لايعود اليها فقال له رسول الله ماذا تطلب مني من مساعده فقال الشاب اريد ان تساعدني بالزواج فخصص له رسول الله مبلغ من المال وزوجه . ينبغي على الشارع المقدس وعلى الحكومه النظر في قضايا الشباب الاجتماعيه والاقتصاديه وتوفيرها لهم وتسهيل امورهم الماديه ورفع مستواهم المعنوي والثقافي والعقائدي لينشأ نشأة صحيحه نافعه .
اما الناحيه الثالثه التي يمربها الشباب ثقافة المهنيه والحرفيه بحيث يعيش الشباب وخصوصا هؤلاء الشباب المسكين مثل شباب الايمو التي لم تتوفر لهم ظروف سمحت بتربيتهم تربيه صالحه هؤلاء يعيشون الفراغ المهني او يعيش عاطل عن العمل وهذا خطر على الشباب لانه يسبب التذمر والتمرد والعصيان على الاهل والمجتمع والدوله وعلى الجميع التعاون وانقاذ هؤلاء الشباب بفتح الدورات المهنيه لهم واستقطابهم وتشجيعهم على احتراف المهن الميكانيكيه والتجاريه والزراعيه وتشغيلهم في دوائر الدوله او المعامل او حقول الزراعه او غيرها من المجالات الكثيره , وهكذا تستطيع الدوله احتواء شبابها ورجالها ونسائها اذا وفرت لهم اسباب العمل او ضروف العيش الملائمه والكريمه لهم .
ان قضية شباب الايمو وانتشارها في العراق قضيه خطيره يجب الاسراع في معالجتها واصلاحها بكل هدوء واطمئنان وبدون قتل او ايذاء احد لان هؤلاء ضحايا الاستعمار العابث والصهيونيه المتمرده على الانسانيه وعصابات الماسونيه اليهوديه وعلينا ان نفهمهم انهم ضحايا هؤلاء المستكبرين والعدوانيين وينبغي علينا ان لانرد بالعدوانيه فما هو الفرق بيننا وبين هؤلاء الصهاينه , ليكن العلاج علاج تهذيبي وتأديبي بلا عقوبه بل بالسماحه والهدوء والموعظه الحسنه والكلمه الطيبه النبيله .