ربيع الشعوب العربية الخروج من عنق الزجاجة للدخول فيها..!-ناصرعمران الموسوي
Sun, 11 Mar 2012 الساعة : 15:21

الحديث عن التغيير في المناطق التي تشكل صناعة الحدث العالمي ،امر ٌ يثير الكثير من الاسئلة التي تظل اجاباتها معلقة ،وقد تحيلك اجاباتها الى مراحل مستقبلية في قرارة الزمن ، تؤكد لك ان الحقيقة ستظهر يوما في وثيقة رسمية لدى مؤرخ تاريخي يحاول أرشفت المرحلة التي نعيشها ، بعد ان ينتهي عمرها الراهني لنكتشف ان ما عشناه لحظة الحدث وفي خضمه لم يكن سوى سيناريو هزيل ، طبلنا له كثيرا ً واقمنا له مناسبات عدة ،بعد ان دفعنا من حوارنا فيه الكثير من الشتائم والسباب العلني في الاتجاهات المتعاكسه اعلاميا ، والانكى من ذلك اننا وبفعل موروثنا القائم على اباحية الدم لاي سبب كان ،والمقترن ابدا ً بغليان مشاعرنا الغير محمودة العواقب دوما ندور حور محاور ثابته في اعمها الاغلب عقيمة، فالتغيير أوالثورة أوالربيع العربي كلها لاتأت من خلال ظواهر متسلسلة منطقيا ، وانما تغلف نفسها بالاحجية والالغاز أومايعرف باستراتيجية السياسة ، الحدث التغييري من شمال افريقيا تونس ومصر وليبيا وحتى اليمن والبحرين وسوريا عند مناطق الشرق الاسيوي ، لم يكن بعيدا عن ثنائيات الظهورالمتناقضة حتى ان الوقوف بمسافة عقلية ومنطقية يكون عسيرا ً بعض الشيء ، فحكومات تضخمت على حساب دم ومال الشعب لسنوات طويلة ،أمر ٌ في غاية البساطة انك ستكون مع الشعب في صرخاته وهو يطالب بالحرية والحياة الافضل بعيدا ً عن هيمنة انظمة استبدادية مهما اختلفت تسميات نظام حكمها ، وبالمقابل تبرز لك اذرع كثيرة تحيط بصرخات الشعب تضخمها تحفزها وتقف الى جانبها في الدفاع عن حقوقها وحرياتها وهي ليست بمنأى في تاريخها عن دعم هذه الانظمة ،وبعض الداعمين او من حسب نفسه رائدا ً تغييريا ً،يكون كالنعامة يطالب الاخرين بالحرية والمساواة وحقوق الانسان وحين يتعلق الامر بما يعيشه يدخل رأسه في الرمل ليتناسي ما يحدث في داخل بلده من مآسي ،بين حكومات مستبدة ودكتاتوريات ظالمة وبين استراتيجيات قذرة يدور فلك الربيع العربي ،
كانت الشعوب العربية تبحث عن لحظة انعتاق وتحرر من عنق الزجاجة واذ ا بها تخرج من عنق الزجاجه لتعود اليها ،هل هي مغامرة الشعوب الخارجة من معطف الحكومات الحديدي ...؟ ،والعودة اليه بعد ان اكتشفت بانها وبعدة عدة عقود من الزمن تنام على كوارث ،فليس المعطف الحكومي الحديدي سوى جلباب ورقي مصفر ،كان في حالة يرثى لها ،وكانت تعوزهم لحظة تصميم واصرار تا خرت كثيرا وقدمت الشعوب خلالها الكثير من الاضاحي ،لكنها اليوم وبلحظة استراتيجية منحتها جملة من الظروف ليس بعيدا عنها استراتيجية سيناريو المشهد الشرق اوسطي وشمال افريقيا الذي تعد له الولايات المتحدة الامريكية والذي ابتدأ مع صقورالمحافظين الجدد ولن ينتهي بحمائم الديمقراطيين ،وعلى الشعوب هذه المرة ان تهيأ نفسها على ما ستؤول اليه الامور،فهاهي التيارات الاسلامية تحصد ثمار الديمقراطية التي لا تؤمن بها ،لتكون في سدة الحكم وسؤال كبير يحيط بها عن اليات علاقتها بالغرب الكافر الذي يحتضن ويدعم الديمقراطية التي صعدوا عليها ليكونوا في السلطة ،والتحدي الاخر هو في البرنامج الذي ستضعه هذه الاحزاب والتيارات في مرحلة تقنية وعولمة يظهر فيها العالم قرية صغيرة ، نشد بقوة على ايدي الشعوب التي اعلنت الحرية دما ً ،لكننا نحذرها من الافواه التي ستلتهم منجزات الثورة واولها الاستراتيجيات المشبوهة ،حتى لا تكون هذه الشعوب كالمستجير من الرمضاء بالنار ،او الخروج من عنق الزجاجة لدخول فيها .