اتفقت كلمة محللي توجهات الراي العام في فرنسا على اعتبار موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والذي اعلن رسميا عزمه على الترشح للسباق القادم للاليزيه،تجاه قضية مصرع الصحفي ريمي اوشليك وحضوره الشخصي الى احد المطارات العسكرية مع اسرة الصحفية المصابة بوفييه،ثم وانتصاره وتعهده بمعاقبة المتورطين بالاعتداءالوحشي ، وصعوده الى الطائرة وتخصيص فريق من المخابرات لمتابعة الملف التحقيقي.اعتبر هذا الموقف بمثابة اكبرانتصار يحضى به الرئيس فالشعب في فرنسا يقف دائما خلف الحكومة اذا ماوقفت الحكومة الى جانب الاعلام..وهذا عين مافعله ساركوزي وهذا عين ماكشفته استبيانات الراي العام.
الوقوف الرسمي الى جانب الاعلام ، يجعل الراي العام يقف تلقائيا الى جانب الحكومة.
الصحفي هو مؤرخ اللحظة .
والصحفي هو فدائي الحقيقة ولطالما قورن الصحفي بالاطفائي فكلاهما يتوجهان الى موقع الحريق او الكارثة وقت تفر الناس منه.
وكلما وجدنا صحفيين واعلاميين مثابرين كلما ازدادت اعداد الضحايا بين الاعلاميين .تقول تقارير مؤكدة ان عدد الاعلاميين الذين قتلوا في العراق يساوي ثلاثة اضعاف عدد من قتلوا من الاعلاميين طيلة الحرب الكونية الثانية.
وفي العراق فقدت الصحافة والدولة رمز الصحافة ففي مثل هذه الايام استشهد شيخ الصحافة ونقيب الصحفيين المرحوم الراحل شهاب التميمي رحمه الله.
وفي هذه الايام حققت اقلام وعدسات واراء وحوارات منابرنا الاعلامية منجزا تاريخيا سيظل محفورا بالذاكرة.
فقد انطلقت حملة كبرى تدعوا الى توفير الاموال للطبقات المحرومة . ثم وانطلق الشارع يهدر وتلقفت القيادات الدينية المرموقة وقفة الصحافة وتبنتها وقالت المرجعية كلمة مدوية تنسجم مع صوت الاعلاميين وينتصر لتطلعات المواطنين .
وسريعا ماوجدنا مجلس النواب يواكب خطاب الشارع وينسجم مع الرسالة ويلبي نداء المرجعية .
اظن اننا نقترب من تكريس حقيقة واضحةومماثلة لتلك التي افصحت عنها توجهات الراي العام في فرنسا.
لقد قاد الاعلام الوطني الحر والرسمي ايضا جهدا جبارا من اجل التنازل عن تخصيص سيارات محصنة لقيادات السلطة التشريعية.واكتسبت الدعوة مسوات القبول العام.
ان عودة مجلس النواب عن قراره تحمل رسالة طيبة تستحق الاكبار.
جرءاة الاعلامين الصحفيين والكتاب ومقدمي البرامج السياسية وتوجيهات المرجعية اسفرت في الاخير في صنع لوحة من التناغم والتفاعل والانسجام بين قيادات البلد والراي العام .
الاصغاء للصحافة والوقوف على رايها يؤدي الى نتيجة اكيدة ، هي تصحيح المسار والذهاب بالقطار على السكة الصالحة الى نهاية المشوار.
الدرس الفرنسي منح ساركوزي وضعا انتخابيا طيبا.
نوابنا وقد بادروا في اول جلسة بعد اجازتهم لمراجعة فقرة شراء المصفحات ضربوا مثلا طيبا في قبول راي الشعب والانسجام معه وبغض النظر عن احقيتهم وجدارة ومشروعية حاجتهم ؟
درس مفيد يجعلنا امام صورة واعدة تتضمن التزام قاعدة الانسجام بين الطبقة السياسية القائدة وجماهير الراي العام.
الاعلام يؤثر ويغّير في قناعات وتوجهات الراي العام.
الرحمة لشهاب التميمي شهيد الصحافة الذي اغتيل في شباط 2008 .وباقة ورد على ضريح الصحفي الفرنسي ريمي اوشليك والصحفية الامريكية ماري كولفن الذين هبوا الى موقع الحريق وقت كانت الناس تفر منه.قتلوا بنيران مدفعية الجيش السوري في بابا عمرو شبط 2012.