ارقام الانتخابات السحرية في سيرك الأنظمة القمعية!- د. خليل الفائزي
Sun, 11 Mar 2012 الساعة : 13:44

عودتنا الأنظمة القمعية لاسيما الأنظمة الجمهورية ذات الحكم الاستبدادي الفردي للحزب او الحاكم الواحد من ان نتائج الانتخابات دوماً تكون مزيفة او متلاعب بها و يتم تعيين الأفراد من قبل السلطة مسبقاً و لا دخل بتاتاً للجماهير في تعيين او تغيير نتائج الانتخابات خاصة و ان بعض الأنظمة و من السخافة تجري انتخابات شكلية و صناديق الاقتراع غير شفافة اي مطلية بألوان داكنة و لا يمكن رؤية داخلها منذ بدأ التصويت لان مثل هذه الصناديق تكون عادة شبه ممتلئة بأصوات لصالح مرشح او مرشحين النظام و السلطة و ان المواطنين ان شاركوا او لم يشاركوا فان نتائج الانتخابات و نكرر القول في أنظمة الجمهوريات المزيفة محسومة مسبقاً و لا دور للمواطنين في تعيين او تغيير نتيجة الانتخابات غير النزيهة و غير العادلة.
و كانت الأنظمة المزيفة و المبنية على سلطة و قدرة و بطش الفرد الواحد او الحزب الحاكم تتصور الجماهير مجموعة من الخراف و الماعز و الحمير و لذلك كانت تعلن هذه الأنظمة نسبة نتائج الانتخابات في السابق ما بين 99 و 9/99% كما فعل ذلك النظام الحاكم في سوريا قبل أعوام و كذلك نظام حسني مبارك و القذافي و سائر الأنظمة الجمهورية الجوفاء و المزيفة، و اليوم و نظراً لنضوج وعي الجماهير و انتفاضة الشعوب او قرب اندلاع الاعتراضات الشعبية الشاملة ضد أنظمة الجمهوريات المزيفة اضطرت هذه الأنظمة لإيجاد تغييرات في نسبة نتائج الانتخابات الشكلية و المحسومة مسبقاً فغيرتها من 99% الى 64% كما حدث بالضبط في ايران و روسيا و سوريه و غيرها من الأنظمة التي لا تعير أهمية للمعارضة و الإصلاحات و تتصور انها باقية الى ابد الدهر و ان الشعوب لن تثور ضد أنظمتها المحتكرة للسلطة و المانعة لمشاركة الجماهير الواقعية حتى في تعيين مصيرها من خلال صناديق الاقتراع.
و من اسخف ما رأيناه في سيرك و مسرحية الانتخابات في سوريا و ايران و اخيراً في روسيا هو ان نتائج انتخابات هذه الأنظمة المتشابهة في قمع أصوات المعارضة و عدم القبول بالإصلاحات كانت بحدود 64% و كل نظام استنسخ مسبقاً نتائج الانتخابات من النظام الذي يشبهه و يطبق سياسة قمع المعارضة و عدم القبول باي إصلاحات واقعية قد تنقذه بالأساس من مصيره المحتوم و الآيل للسقوط و تجنبه انتفاضة الشعب العارمة ضده ان كانت تندلع اليوم او في المستقبل القريب.
النظام الجمهوري المزيف في سوريا أعلن عبثاُ و من خلال انتخابات شكلية لم يشارك فيها سوى 10% في افضل الحالات من الذين يحق لهم التصويت ان نتائج الانتخابات هي موافقة 64% من أبناء الشعب على الإصلاحات و ان 84% يوافقون على تغيير الدستور !، وهو الدستور الذي صاغه الحزب الواحد الحاكم و المستبد في السابق ليبقى لنفسه سلطته الى مدى الدهر ثم اجبر المواطنين او بالأحرى أنصار النظام للمشاركة في انتخابات شكلية بالتمام و الكمال للإعلان عن نتيجة جاءت ايضاً لصالح الحزب الحاكم و الرئيس المستبد بالسلطة، في حين الرأي الحقيقي و الذي يجب ان يؤخذ به هو رأي الشعب و المواطنين النازلين للشوارع و الذين صاروا يهتفون منذ حوالي عام بإسقاط النظام و تغيير الحزب و السلطة و المطالبة بالإصلاحات و إيقاف حمامات الدم والمجازر التي ترتكب ضد ابناء الشعب دون توقف و النظام يواصل قصف المدن بالدبابات والمدفعيات و الصواريخ ، في حين ان هذا النظام الجمهوري الثوري و الصامد و التقدمي ـ حسب قوله ـ لم يطلق حتى الان و منذ نكسة 1973 و لا رصاصة واحدة ضد إسرائيل و لم يحرك اي ساكن لتحرير الجولان.
الوضع المسرحي و سيرك الانتخابات تكرر ايضاً في ايران حيث اشرف النظام الحاكم على انتخابات شكلية و معروفة النتائج مسبقاً حيث أكدت جميع التقارير خلو كافة او معظم مراكز الاقتراع من المواطنين و لم يصوت في هذه الانتخابات سوى عناصر الحرس و الأمن و التعبئة الذين ان جمعتهم و أسرهم يصل عددهم 10 ملايين شخصاً ، و هؤلاء هم الذين شاركوا في الانتخابات الصورية التي جرت في ايران و ان حوالي 38 مليون شخصاً لم يشارك و لم يصوت لاي من مرشحي النظام.
و من السخرية و السخافة في هذه الانتخابات انها جرت على شكل منافسة ( او ملحمة حسب زعم أجهزة النظام) بين المحافظين أنفسهم الذين يطلق عليهم إعلامهم الرسمي بالأصوليين و المبدئيين! اي المتمسكين اصولاً و مبدئياً بالسلطة و احتكارها و عدم السماح للجماهير و لا المعارضة المشاركة معهم في الحكم الفئوي و المبني اساساً على الماديات ونهب المال العام.
و مع ان مشاركة الجماهير لم تتجاوز 4/6% الا ان النظام الحاكم في ايران عودنا إضافة صفر لاي نتائج يجريها هو لصالحه و يحذف صفراً من اي نتيجة يحصل عليها المعارضون او المنتقدون للسلطة اذا سمح لهم بالأساس المشاركة في الانتخابات، وعلى هذا الأساس خرجت نتيجة الانتخابات المحسومة سلفاً بنسبة 64% كما حدث بالضبط في سوريا لتكتمل حلقة اخرى من حلقات التزوير في أنظمة الجمهوريات المزيفة.
و من المفارقات السخيفة و كما يقول المثل الشائع ان الكذاب تكون ذاكرته ضعيفة فان النظام الحاكم في ايران و عندما اقدم على تزوير الانتخابات الرئاسية و استبدل اسم الفائز في الانتخابات السيد موسوي بالخاسر فيها أعلن ان آنذاك نفس الرقم السحري (سبحان الله!) و ادعى النظام ان احمدي نجاد فاز في الانتخابات بنسبة 64 بالمئة و كأن هذا الرقم هو الرقم الأبرز و المكرر الذي يصر عليه النظام الإيراني في تزوير اي انتخابات!.
و ننقل هنا بعض الحقائق الأكيدة التي أشارت إليها قوى المعارضة الإيرانية في الداخل و نشرت على مواقع الإنترنت:
*في طهران يقطن اكثر من 12 مليون شخصاً و يحق لحوالي 8 ملايين التصويت فيها في حين ان وزارة الداخلية اعترفت رسمياً مشاركة حوالي مليون ناخب في طهران اي 13% فقط من مجموع الناخبين و ان 5 مرشحين استطاعوا الحصول على ربع الآراء و ان 25 مرشحاً آخراً سوف يتنافسون على مقاعد طهران في مرحلة قادمة، فأين هي مشاركة اكثر من 64% من الناخبين، كما زعمت أجهزة النظام؟.
*في الوقت الذي أعلنت فيه الداخلية الإيرانية ان الذين يحق لهم التصويت في طهران عددهم لا يتجاوز 7 ملايين و 300 الف شخصاً، في حين ان الوزارة نفسها كانت قد ذكرت قبل 3 اعوام من ان 8 ملايين و 800 الف شخصاً يحق لهم التصويت في طهران خلال الانتخابات الرئاسية، و اذا ما أخذنا بعين الاعتبار زيادة نفوس طهران خلال الأعوام الثلاثة الماضية يتأكد للجميع زيف جميع تقارير وزارة الداخلية.
*وفقاً لتقرير رسمي صادر عن مؤسسة الإحصاء الحكومية فان الذين تتعدى أعمارهم 18 عاماً في ايران اكثر من 52 مليون و 800 الف نسمة حسب الإحصاء الجديد لهذا العام و هؤلاء جميعهم يحق لهم التصويت لكن وزارة الداخلية كانت قد ادعت من ان الذين يحق التصويت حوالي 48 مليون شخصاً اي ان هذه الوزارة قلصت مسبقاً عدد الناخبين حوالي 5 ملايين شخصاً.
*أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية ان نسبة المشاركة كانت 64% (الرقم السحري!) و اذا تم احتساب العدد الحقيقي لنفوس الناخبين فان عدد المشاركين في هذه الانتخابات لم يتجاوز 50% وفقاً لإحصاء وزارة الداخلية، فمن اين أتت نسبة 64% كما زعمت هذه الوزارة؟.
*في مدينة بروجرد (وسط ايران) ادعت وزارة الداخلية مسبقاً ان الذين يحق لهم التصويت حوالي 230 الف شخصاً فقط، و لكن هذه الوزارة زعمت في بيان رسمي لها مشاركة 430 الف ناخب في هذه المدينة!. و كذلك فعلت الوزارة مع محافظة ايلام حيث اعلن عدد الناخبين فيها قبل الانتخابات 373 الف شخصاً، و بعد الانتخابات ادعت وزارة الداخلية مشاركة 483 الف شخصاً في هذه المحافظة الصغيرة جداً.
*أكدت تقارير إعلامية من ان آراء الكثير من المرشحين تم العثور عليها في المزابل او مدفونة تحت الأرض ، و يا ترى من اين جاءت بطاقات الانتخابات التي امتلأت بها صناديق الاقتراع المزعومة والتي تملأ عادة مسبقاً بواسطة قوى الحرس و الأمن و التعبئة.
هذا الواقع اي مسرحية و سيرك تزوير الانتخابات تكرر ايضاً في روسيا زعيمة الاستبداد والقمع و التزوير و راعية و داعمة الأنظمة الجمهورية المزيفة في إيران و سوريا حيث اعلن النظام الحاكم في موسكو فوز بوتين و سبحان الله! بنتيجة 64% أيضا من مجموع الأصوات اي نفس الرقم السحري الذي شهدته الانتخابات المزيفة في كل من سوريا و إيران.
اننا نؤكد و نضم صوتنا الى كافة الجماهير المعترضة و المنتفضة من ان اي انتخابات لا تجري تحت إشراف منظمة دولية معترف بها و منظمة مقبولة مثل منظمة التعاون الإسلامي او منظمات حقوق الإنسان على الأقل، هي انتخابات مزيفة و مزورة و لا يمكن القبول بها بتاتاً و ان جميع أصوات المشاركين و الناخبين و المرشحين باطلة شرعاً و قانوناً و نتائج مثل هذه الانتخابات غير معترف بها دولياً و لا جماهيرياً و لا قانونياً و لا في اي من الشرائع السماوية.
***********
** إعلامي و قانوني مقيم في السويد
[email protected]