الانتفاضه الشعبانيه المباركه في قلب التاريخ !!-عبدالامير الخرسان- فنلنده
Thu, 8 Mar 2012 الساعة : 12:30

بعد عقود من الزمن الصعب والجهاد الطويل والكفاح المرير في طريق التحرير ورفع القيود والاغلال عن
المواطن واصلاح الواقع الاجتماعي والانساني واسترداد العافيه والطمأنينه وتلاحم القوى ووحدة الصف والمصير
والانتقام من الذين انتهكوا حرمة البلاد وعاثوا في الارض الفساد واهلكوا الحرث والنسل والدواب , فلم يتركوا
رمزا وطنيا الا ّقتلوه ولا فئه تحرريه الاّ وأبادوها ولا مظاهره انسانيه وطنيه الاّ سحقوها حتى وصل الحال الى
العلماء الاعلام والمراجع العظام وبالأخص المرجع آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله
عليه) الرمز الوطني الديني والسياسي القيادي الذي لم يرهبه جلاّد ولن تغريه الاضواء والعناوين ولن يتراجع عن
موقفه يوما ويعيش الكفاف احساسا منه بحاجة الناس الى مواساته لهم وقد ترجم صدقه للشعب حبا وتضحية
ليؤسس حركة البناء والتغيير ودحر الارهاب والقمع .
لقد بات السيد الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) وكل الشهداء الاحرار يعيشون في قلوب المسلمين عموما وفي
قلوب العراقيين خصوصا الما وحسره فلن يهدأ الشعب ولا ينام على ضيم حتى حانت فرصة الانتفاضه الشعبانيه
الجماهيريه المباركه 1_3_1991 والتي تزامنت مع ولادة الامام الحجه المنتظر امام العصر والزمان والعدل
والسلام وملهم الاحرار وقائد الانسانيه وصاحب الرحمه الالهيه والفيض الرباني الذي شمل الوجود والذي طبع
بصمات الثوره في ضمير كل انسان ضد الطغيان والاستبداد والجبروت اسأل الله ان يعجل فرجه الشريف .
لقد عاش الشعب العراقي عظمة الامام المنتظر سلام الله عليه وروحه الربانيه المقدسه المعطائه ودعوته للعدل
والسلام والوئام والثأر من القتله والمجرمين والمستبدين وتأسيس دولة العدل الكبرى في ارجاء
المعموره التي ترتقي مع طموح الانسان وكرامته وعزته وسيادته ورفع مستواه العلمي والثقافي والخدمي .
لقد اراد الشعب العراقي ان يجسّد دعوة الامام المنتظر روحي فداه التي قادها السيد الشهيد محمد باقر الصدر (
رض) مستلهما منه روح الثوره والصبر واليقين ليدك قلاع الظالمين ويمحو آثار التخلف والجهل والفقر والجريمه
والضلال التي خلفها النظام البعثي البائد وبهذا يكون قد طوى فتره مظلمه من تاريخ العراق الشامخ .
اخوتي لقد تعدى جبروت المجرم صدام على الدول الجاره الشقيقه الآمنه عندما ادخل الشعب العراقي في حروب
ظالمه مع جمهورية ايران الاسلاميه ودولة الكويت . وبعد معركة عاصفة الصحراء التي قام بها الاميركان ثار
الشعب العراقي حاملا مشعل الحريه والكرامه والسياده في الانتفاضه الشعبانيه المباركه التي غيرت مجرى التاريخ
العراقي والعربي من الظلمات الى النور ومن الكبت الى الحريه واطاحت بالصنم الاكبر والطاغوت الرهيب وجعلته
ذليلا خاسئا يلفظ انفاسه الاخيره , وأيقضت الشعب العراقي الذي هب من من الجنوب الى الشمال لينقذ العراق من
ايدي المستكبرين والظالمين التي عبثت به عقودا طويله وفرضت عليه قيود ثقيله بغيا وانتقاما وعدوانا .
لقد جائت الانتفاضه الشعبانيه المباركه لتفترس الجريمه والمجرمين وتقضي على الظلم والظالمين وتهلك الجلادين
وتمزق اشلاء المنافقين وتقضي على الوهم والخوف والاحباط الذي خيم على المواطن العراقي وتنضج الفكر
والعقل وتنقذه من التشوه والترهل الذي اصابه اثر كبت الحريات ومصادرة الفكر وسياسة القمع والتهميش .
جائت الانتفاضه الشعبانيه لتشرق الامل في النفوس وتضيء الحياة وتلمس الواقع الانساني لتؤصّله وتعيد اليه
وحدته وكيانه وتنشر اجنحة السلام فوق ربوعه وتشرق النور في ثناياه ليبتسم البراعم ويتطلع الجميع الى
مستقبل افضل في ضل حكومه وطنيه منتخبه ودستور عادل يضمن حقوق الجميع ليعم الخير والرخاء في كافة
ارجاء الوطن الحبيب .
لقد اظهرت الانتفاضه الشعبانيه المباركه مدى قوة الشعب العراقي وعظيم ثقافته وجميل وعيه وشدة تمسكه
بكرامته وسيادته واستقلاله من براثن الظلم وكل اشكال الاستبداد ليصنع البطوله ويواصل المسيره العلميه والتطور
الحضاري والازدهار التقني والالتحاق بركب التقدم الصناعي والتكنولوجي والابداع الفكري في كل ميادين الحياة.
لقد كشفت الانتفاضه الشعبانيه اللثام عن انياب الشر والبغي والاعتداء على كرامة الشعب واضطهاده وابادته
جماعيا بلا رحمه ولا انسانيه حتى وصل الحال الى قطع الارزاق والدواء وكل الخدمات الاجتماعيه والصحيه
والاقتصاديه عن الشعب العراقي المظلوم .
لقد أظهر الأعلام العالمي ما قام به النظام البعثي البائد كل الاعمل الاجراميه الدنيئه ووضعوا حزب البعث الغادر
في نظر الاعتبار للقضاء عليه والاستراحه منه وقد عمل علمائنا ومراجعنا الكبار والسياسيين الاوائل المعارضين للنظام العميل بشرح
وافي للرأي العالمي العام والهيئات والمنظمات الانسانيه العالميه عن هذا النظام المجرم وما فعله بالانسانيه على
مر هذه العقود الطويله من الزمن ليقوضوا اركانه ويساعدون على القضاء عليه .
لقد شكلت الانتفاضه الشعبانيه علامه مهمه ودلاله مضيئه ونقله نوعيه في تاريخ العراق الطامح نحو الحضاره
والرقي ليأخذ دوره بين الامم الراقيه والمتحضره بعد ان ساد فيه الفساد الاداري والعجز الاقتصادي والاستبداد
السياسي فجاء رفض الشعب ردا عنيفا على الحكومه العميله الصهيونيه والاستكبار العالمي بعد قراره الحاسم
بالانتفاضه وانتزاع الحقوق بالقوه وارجاعها الى نصابها الشرعي وانهاء دور العفالقه العملاء وكل اشكال التطرف
الحزبي الواحد والسياسي الواحد والقائد الواحد ليحل محله النظام الدستوري السياسي الذي يتبنى الحريه والتعدديه
والديمقراطيه واعادة البنيه الهيكليه للعراق وانشاء المؤسسات الخدميه والعمرانيه والصحيه وكافة مرافق الدوله ,
واعادة العلاقات العامه مع الدول الجاره والبعيده والدخول في معاهدات وبرامج تعاونيه اقتصاديه وسياسيه
وعسكريه لضمان السياده والاستقلال .
لقد عاشت الانتفاضه الشعبانيه في تاريخ العراق وشعبه البطل الذي مازال يعيش انتصارها ويحتفل بذكراها لانها
صارت عنوان الحريه والتغيير ورمز التحرير ونموذج الاحرار وقدوة الشعوب ومثال الطموح وامل الجميع في
القضاء على الاستبداد والصهيونيه والعملاء والاذناب , وانهاء سلطة الظالمين وكل المصالح النفعيه والانتهازيه
وطرد كل اشكال التبعيه من ارض العراق الحبيب , وهذا مادعى دول الاستكبار العالمي وقوات الاحتلال ان تسمح
للطاغيه صدام المقبور ان يحرك بقايا قواته التي ترزح تحت حكمه والتي تتسلح بالاسلحه الكيمياويه والصواريخ
بضرب الشعب الاعزل الذي لا يملك سوى روحه الذي حملها على أكفّه لمقارعة الظلم والاستكبار .
ستبقى الانتفاضه خالده بعطائها وبروحها وبشعبها الاصيل , وهكذا بقيت مشعلا وقّادا يضيء الطريق امام
السائرين في ركب الحريه حتى تم القضاء على الصنم الاكبر والطاغوت الاعظم في تاريخ البشريه في سنة
2003 ليبدأ التاريخ يسطّر الملاحم البطوليه للشعب العراقي البطل .
وفي نهاية المطاف نأمل من الحكومه العراقيه تقديم كل الخدمات الاجتماعيه وتطوير الماكنه التكنولوجيه وتوفير
الامن والاستقرار وكل ما يرتقي بالوطن العزيز والمواطن الوفي الكريم .
رحم الله شهداء الانتفاضه الشعبانيه المباركه وشهداء العراق الابرار , تغمدهم الله بواسع رحمته وفسيح جناته
انه قريب مجيب .