الشعب السوري والمحرقة القادمة-وائل راضي المختار-بريطانيا

Wed, 7 Mar 2012 الساعة : 19:49

اشك ان الاوضاع في سورية تسير باتجاه واحد نحو التصعيد دون وجود اي بوادر سياسية لحل الازمة في ظل تزمت النظام ومراهنته على الحل العسكري الامني وفي ظل انقسام قوى المعارضة وغياب رؤية سياسية موحدة , وتحول البعض منها الى أوراق اقليمية تدير الصراع بالنيابة على الساحة السورية ، الامر الذي ينذر بتكرار الازمة اللبنانية في منتصف سبعينات القرن الماضي واعادتها بنفس السيناريو المدمر والمؤلم , ومما يزيد من هذه المخاطر التدخل الايراني السافر في الشان السوري من خلال ارسال مستشارين عسكريين واسلحة ومعدات مراقبة فضلا عن دعم مادي كبير وتأييد ايراني واضح تنقله القنوات الايرانية في كل نشرة خبرية حيث تتصدر انتصارات الجيش السوري النظامي في القتل والتشريد وتدمير المدن السورية التي اصبحت تعرف في الاعلام الرسمي الايراني بمعاقل الخونة والعملاء !!! , ,يقابله في الطرف الاخر صراع محموم من دول الخليج وتركيا وبعض الدول العربية لتسليح المعارضة السورية ومدها بالعتاد والاموال وأجهزة الادارة بالاضافة الى دعم اعلامي منقطع النظير وفرته عشرات الفضائيات العربية للدفاع عن المشروع المعارض السوري بشقيه الديمقراطي الليبرالي والراديكالي السلفي الذي تشكل القاعدة احد اعمدته المتينة وبالتالي تهيئة الفصائل السورية المعارضة لمعركة تحرير دمشق ، هذه التوجهات الخطيرة للثورة السورية سببها الرئيس هو الدعم الايراني المبكر على المستوى السياسي والاعلامي والمادي للنظام السوري الذي اضفى على الواقع السياسي المتأزم اصلا بعدا طائفيا خطيرا استفز الاخرين و كان بمثابة المحفز القوي لجهات اقليمية اخرى تحركت تحت ضغط شعوبها او مصالحها الاقلمية ضمن صراع الاجندات القائم بالمنطقة ، ووفق هذا السياق فأن المنطقة برمتها مقبلة على بؤرة توتر جديدة تشكل دمشق مركزا لها وتدور رحاها على الارض السورية ويدفع ثمنها الشعب السوري من دماء ابناءه وامواله وبناه التحتية و من حاضره ومستقبله ، ولو سارت الامور بهذا الاتجاه لاسامح الله فأن العراق سيكون الخاسر الاكبر في المنطقة بعد الشعب السوري الشقيق ، لطبيعة العلاقة التأرخية التي تربط بغداد بالشام ولخصوصية تركيبة العراق الداخلية المستعدة لاستقبال اي موجة طائفية قادمة من الخارج وكنتيجة لموقعه الجغرافي بين ايران والدول العربية الذ ي دفع ثمنه غاليا في عهد البعث المقبور وفي العهد الجديد, وقد بدأت بوادرانعكاس الازمة السورية على الواقع العراقي من خلال تطوع ابناء المحافظات الغربية للمشاركة في دعم المنتفضين السوريين امام موقف شعبي عام يسود المدن العراقية متحذر ومتوجس من خطورة التغيير في سورية في ظل وجود بصمات واضحة للقاعدة في الصراع المتصاعد بين النظام والمعارضة ، وعلى هذا الاساس يتوجب على الزعماء والقادة العراقيين ان يفعلو مبادرة السيد رئيس الوزراء التي ساندت الشعب السوري في حرية اختيار نظامه السياسي وطالبت باجراء انتخابات تشريعية في سورية تحت اشراف الامم المتحدة لكي تضمن اليات شفافة لانتقال السلطة وتجنبيب الشعب السوري والمنطقة زلزال كبير قد تعرف بدايته ولكن لااحد يستطيع ان يحدد ملامحه النهائية ،الامر الذي يتطلب تحركا سريعا وفاعلامن القادة العراقيين على المستوى الاقليمي والدولي، باتجاه الامم المتحدة والاوساط الدولية من خلال تحريك مبادرة الحكومة العراقية بضرورة التعجيل باجراء انتخابات سورية تحت اشراف الامم المتحدة , ولحد هذه اللحظة لم نسمع اي كلمة او تصريح لمندوب العراق الدائم في الامم المتحدة الاستاذ حامد البياتي ، بعد ان تحدث الجميع عن الازمة السورية وغاب العراق البلد المؤسس لهذا المنبر الدولي , وان يتحرك وفد عالي المستوى على الجارة ايران ليوضح لها وجهة النظر العراقية القاضية بعدم اقلمة وتدويل الملف السوري وضرورة ترك الشعب السوري ليختار من يمثله بعيد عن التدخلات الخارجية ، وعلى ضرورة ان تكف ايران عن دعمها لنظام بشار الاسد لان ذلك يسحب المنطقة وشعوبها الى محرقة طائفية جديدة المستفيد الوحيد منها هو القاعدة والنظم القمعية ، كما يجب على القادة العراقيين استثمار انعقاد القمة في العراق لتفعيل السياسة الخارجية العراقية وطرح الرؤى العقلانية الغير منفعلة التي تأخذ بالحسبان المصلحة العراقية وامن واستقرار المنطقة ، فلا يمكن للعراق الجديد الا ان يكون مع دعوات الحرية وفي معسكر الديمقراطية وحقوق الانسان ..
 

Share |