الفيسبوك وعلاقته بالصورة الشخصية والعائلية-عصام حاكم-كربلاء

Wed, 7 Mar 2012 الساعة : 19:38

اثناء وجودي على شبكة التواصل الاجتماعي المسمات (الفيس بوك) ومتابعتي للرسالة المرسلة ما بين الاصدقاء والغرباء.
لفة انتباهي شىء مهم له علاقة بالمعروض من الصور الشخصية والعائلية ذات الاوضاع المختلفة والمشاهد المختلفة والدلالات المختلفة وهي تتصدر صفحات ذلك المواقع الالكتروني صاحب الانتشار الاوسع عالميا.
ومن اجل لملمت هذا الموضوع وفهم أبعاده ومبررات وجود هذه النزعة الصورية التقينا بمشتركي هذه الخدمة علنا نلقى الجواب الشافي.

شينوار إبراهيم باحث ، وشاعر ، وكاتب قصة قصيرة وهو من العراقين المغتربين في المانيا ومنذ اكثر من ثلاثين عاما وهو غير متحفظ على فكرة تبادل الصور العادية الا انه بالمقابل يرفض رفضا قاطعا نشر صور الاطفال وحتى الصور العائلية.
ويعلل ذلك: بأن ليس من حق الاب ان ينشر صور اطفاله او عائلته على النت من دون ان يستاذن منهم او يستحصل موافقتهم بل وحتى الصداقات على النت والتي تجمع ما بين المراءة والرجل الشرقي هي في غير محلها خصوصا وان عالمنا الشرق اوسطي او الاسلامي محكوم بالعادات والتقاليد العربية.
يتابع: وعلى هذا الاساس نرى المجتمع منحاز بالكامل للفعل الذكوري حيث يسمح للرجل باقامة علاقة مع اي سيدة ولكن في نفس الوقت لا يسمح للمرأة ان تكون لها اي علاقات صداقة مع اي رجل وهذا يعني بان الرجل يبحث فقط عن ظالته هو، اما بالنسبة للصداقات هنا في اوربا فاعتقد انى شخصيا بانها صداقات عادية جدا و بدون اي خلفية جنسية الا ان الرجل الشرقي لا يمكن ان يرتبط بعلاقة عادية مع النساء.

الاعلامي منتصر الطائي يعتبر عرض الصورة الشخصية للرجل لا مشكلة فيها اطلاقا هذا بالنسبة للرجل اما بالنسبة للمراة فهذه تعود الى بيئة المراة وعلى العموم فان الموقع مخصص اصلا للتواصل والتعارف الاجتماعي وقد انشا لهذا الغرض ولذلك اتيحت خاصية نشر الصور والافكار والاراء بكل حرية.

الباحث والاديب صباح محسن جاسم قال لنا مما لاريب فيه إن وسائل التكنلوجيا المعاصرة أدت الى الترابط الثقافي والحضاري بين شعوب العالم المختلفة. وقد سعت هذه القنوات الاجتماعية الى ردم الهوة والمسافات ليصبح العالم قرية واحدة ، وهذا قد تحقق من خلال الفيس بوك والانترنيت

يتابع القول: لكن من المهم استثمار تلك الخصائص الالكترونية نحو السلام والبناء والحوار بين الاديان والحضارات والفكر والثقافة وليس للإبتذال والتعري والتفاهة ونشر الصور الخليعة، وهذا ما يعمد لنشره بعض"المتصعلكين"وهو بعيد عن قيمنا وأخلاقنا وموروثاتنا.
علي حسين عبيد يصف موقع الفيس بوك بانه أهم وأنجح وأكبر نافذة عالمية للتواصل الاجتماعي، وقد جعل الجميع في بوتقة اتصال واحدة، لدرجة أن العلاقات الاجتماعية باتت من السهولة بمكان، بحيث يمكن أن تحصل على الاصدقاء من دون ان تتحرك خطوة واحدة خارج غرفتك او شقتك او بيتك، وصارت واجهة الفيس بوك شاشة عريضة وكبيرة ودائمية لعرض الخصوصيات ايضا، وما يميز هذه الشخصية او تلك عن غيرها وبات متاحا للجميع أن يقدم نفسه وشخصيته للآخرين عبر الكلام والكتابة والصورة والصوت وما الى ذلك بحيث يبرز للآخرين سماته وصفاته ومؤهلاته وطبيعة حياته ويبقة خيار الصداقة متاحا للآخرين، وهذا أمر جيد بطبيعة الحال.
ويضيف: لكن ما يؤخذ على استخدام الفيس بوك هو عدم التقدير الصحيح لمرتاديه فيما يتعلق بعرض خصوصايتهم، فالبعض لا يتصرف بحكمة في هذا الجانب، مثال على ذلك عرض بعض الصور الخاصة جدا، مما يشكل ضعفا في شخصية المستخدم وتأشيرا على افتقاده للحكمة أو التصور الصحيح لنافذة الفيس بوك.
ويختتم حديثه: نعم هي وسيلة تواصل اجتماعي راقية وسهلة الاستخدام ومضمونة التوصيل وكلفتها بسيطة جدا، لكنها قد تتحول الى عقبة ومشكلة كبيرة في حياة مستخدم الفيسبوك، عندما لا يكون حكيما وواعيا لطبيعة هذه النافذة، بالاضافة الى ضرورة احترام الخصوصية والذات، وعدم التهافت على هذه الوسيلة لدرجة تؤكد فشل او مرض هذه الشخصية او تلك.

من جهته يصف الاعلامي علي خضير هذه المواقع هي مضيعة للوقت ومفسده للاخلاق حيث توفر مناخات طيبة لتكوين علاقات مشبوهه بين كلا الجنسين وان فرصة الانتفاع الثقافي تكاد ان تكون ضئيلة الى حد بعيد.
ويكمل: وان من اهم مسببات الاثارة والانحراف هي الصور الشخصية على اعتبارها مادة دسمة لتقبل الاخر وهي اشبه ما تكون بالمسجات والرسائل المشفرة حيث تتضمن ايحاءات مبطنه ودعوة لتشكيل صداقات غير شرعية خصوصا بين كلا الجنسين.

الاعلامية السعودية نوال اليوسف مديرة تحرير موقع سعوديات نت تعلق على هذا الموضوع قائلة: اذا ما كان الهدف من الحضور الى موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك هو تقريب وجهات النظر والتعارف بصورة شفافة فما الداعي ان نضمنها الصور الشخصية فالافكار والقراءات تنتج من العقل والذات ولا علاقة للشكل بما يطرح من اراء.

وتتابع: ورغم ان القضية شائكة وتحتمل الكثير من السيناريوهات ذات العلاقة بواقعنا العربي اللاهث خلف العلاقات الثنائية حيث تأمن تلك المواقع ملاذات امنه للتفريغ عن الكبت الموجود ومحاولة تسويق الذات وابراز مفاتنها وقد تتجسد تلك الفكرة عبر نافذ الصور المفبركة والمعدلة والمنتقاة بصورة جيدة جدا عسى ان تحقق تلك المناظر ما يصبه اليه الجنسين من تقارب نفسي وجسدي .

وتكمل حديثها: وعند ذاك تتضح ملامح تلك الرغبة الجامحة للاشتراك على موقع الفيسبوك فهي تخفي من ورائها نوايا غير طيبة من اجل تشكيل علاقات غرامية مع اكبر عدد ممكن من النساء او الرجال.
 

Share |