ازدواجية ألمصالحه ألوطنيه وكنية الإرهاب/المحامي عبد الإله عبدالرزاق الزركاني

Mon, 30 May 2011 الساعة : 14:07

تعتبر القوانين والتشريعات عبر البرلمانات ألمنتخبه طبقا للدستور الذي ينبثق بإرادة الشعب فان دوره سيكون المتوازي الذي ينشط استقرار حركة مؤسسات ألدوله في تنظيم العلاقات بين الأفراد بالرغم من السلوك الإجرامي المعادي الذي لا يخلو منه أي مجتمع حيث ياخذ أشكالا متخفية تحت مظلة ومسميات متعددة الأهداف للضغط وذلك باستخدام طرق الفساد الملتوية لسرقة المال العام والقوة الارهابيه بقصد إلحاق الضرر بالجسد الإنساني والممتلكات ألعامه والخاصة والمساس بالكرامة والمعتقدات للإذلال و ألابتزاز كظاهرة مرضية سلبية لا تؤدي إلا إلى الدمار .وقد أثبتت ألمرحله ألانتقاليه التي مر بها العراق بعد سقوط النظام المقبور نشاطا واسعا من الإرهاب والتخريب تارة بالاعتداء على المواطنين بالتفجيرات الانتحارية الرهيبة وتار بتجريف الطبيعية العمرانية للمشاريع التنموية لنحر الإنسان العراقي وتدمير اقتصاد البلد بأسلوب وسلوك وحشي مما يفقد المنفذ الطبيعي للانسانيه وجوهرها ويغلق ممراتها الحره بمبررات غير مشروعه وباعلى درجات الوقاحة التي لا تمد للادميه البشرية باي صله لامن بعيد أو قريب بشى بالرغم من سلمية الجوهر المشرق للحياة التي يعيشها الإنسان وينعم بها مسالما و ديعا. مستقرا . ان المطلع على الأهداف الشريرة لأصحاب الفتاوى ألخرفه التكفيرية والذين كما يسوغ لهم في الوقت الذي تسبح العاصمة العراقية بغداد بدماء أهلها فقد نظم هؤلاء الفاسقون الطامعون هواياتهم ألمدمره للانسانيه وأطلقوا الاعيب الجهاد المزعوم في قاموسهم الدموي على العمليات الارهابيه لقتل المواطن العراقي وخاصة أتباع آهل البيت عليهم السلام وباقي معتنقي الديانات الأخرى بوصفات لا أساس لها في دستور الانسانيه القران الكريم والشرائع ألسماويه فهذا إرهابهم بأم عينه ولا تبرير له
عند الشرفاء وأحرار العالم المتحضر بحجة الدفاع عن الوطن كوسيلة ينظرون لها على انها ضرورية في سبيل الله لبناء الدولة الإسلامية خلافا لثوابت الإسلام دين الانسانيه والاخاء والرحمة دين السلام والمحبة ويرفض هذا السلوك المريض فالجهاد المحمدي العلوي له طرقه ألمشروعه ولكل أبناء الوطن من دون استثناء ولكن ليس لقتل المدنين على الهويه والطائفة والمعتقد واستخدام العنف الاجتماعي المقنع وانتهاج الامساواة الاجتماعية و الاضطهاد والاستبداد الذي يهدف الى إيقاف تصحيح الوضع الاجتماعي والسياسي وايقاف نشاط الحكومة ومنعها من استكمال البناء والاعمار حتى لا تسترجع الحقوق وتحقق العدالة ألاجتماعيه. ان الإرهاب الذي يرتكب تحت أي مسميات هو ذاته العنف والسلوك الحيواني لذلك فانه لا ينطبق على المجتمعات ألحضاريه كون هذا الاسلوب ذي غريزة هدفها تدمير الطبيعة والإنسان متى ما توفر الخرق لذلك لا يوجد في الطبيعة الإنسانية ما يبرر الإرهاب بدوافع قتل الانسان باسم الجهاد المزيف وزراعة العنف في مكون المنضومه الاجتماعية وهذه
الازدواجية كنية يراد من خلالها الإساءة با تجاه المنضومه ألاجتماعيه بعداء منظم لنهج الحياة البشرية التي ترفض مسالك الشر وتغذية الكراهية ألعدوانيه لان تاريخ البشرية هو تاريخ سلمي و الحق يقال إن التاريخ الإنساني بدأ بطرق سليمة إلا إن استخدام القوه النظيفه وعلى درجات ألدقه والتواصل للتحرير المشروع من دون ان يكون الهدف قتل المدنين فالتحرير من الاحتلال مطلوب كما هو حال ألثوره ألجزائريه والثورة الاسلاميه الايرانيه بقيادة الإمام الخميني قدسه سره الشريف وبالحكمة الإلهية حقق الانتصار التام واستطاع استرجاع الحق ورد الظلم ونيل الاستقلال بابداع عقلي متنوع تتنوع معه المعاني الانسانيه والطبيعتة الادميه . ان الاستقراء للاحداث وحده يضمن لنا الوصول الى الحقيقة التي تتفق حولها العقول النظيفه
وتطبيق الأفكار ألبنائه فهو الضمان المعتمد للمبادئ التي تساعد على التحليل و التركيب و الاستنتاج و أهمها مبدأ إبراز الهوية الوطنيه واستكمال مراحل ألمصالحه الوطنيه من دون التسامح مع التخريب والقتلة وأصحاب الشعارات كذريعة للقمع و التسلط و والنخر الأمني والاقتصادي لان هذا السلوك السوي يتناقض مع مفهوم التسامح فلا يصح التسامح والعمل مع أصحاب الأيادي ألملطخه بالدم العراقي لان التسامح سيصبح وسيلة تخرج ألمصالحه باجاه نقيضها وعن معناه الحقيقي وهذا هو التخاذل بام عينه كونه شعار وهدف الإرهاب التكفيري ويشاركهم ذي المصالح السيئه الذين لا يؤمنون بحق الأخر وفي حقيقتهم ثوابت كامنه في مخيلتهم ألمريضه بدافع التنصل الازدراء والتعالي و الطغيان اذ لا قيمة لاي التزام مع هؤلاء لأنه مغمض العينين وسيولد ميت كما هو معروف
والثابت في أفكارهم ألمريضه. ان ألمصالحه ينظرون لها مهنه فاقده لقيمتها ألأخلاقية طالما البعث المقبور طريقهم من دون ان يفهموا ان عودة الحبلى بلقيطها مستحيل فالروح الطاهرة للشهيد علي اللامي كانت ضحيه من اجل الوطن وإسقاط لكل الخونه وأهداف الشر المعادي للعراق وشعبه وليعلم قتلة الشهيد علي اللامي انه علم وسارية كل العراقيين فلن يتسامح مع ألقتله لممارستهم قتل العراقي وكان الشهيد الحر الاراده ألحيه الملتزمة بالمبادئ ألقانونيه التي كلفت اليه فكان الضد للمجرمين والقتلة . ولذلك إذا أراد المفاوض انتهاج السلام يجب ان يضع قيد للتسامح بمفهوم ألمصالحه ألوطنيه قيدا نظيفا كونه أداة لسعادة الإنسان العراقي ونظامه الدستوري
ومن دون نقيض لمبدأ أخلاقي مطلق كونه مطلب إنساني ضروري يمثل الأطروحة ألفلسفيه لعصر تتنور به الإرادات ألوطنيه كمشروع للسلام الدائم و الشامل وللحضارات لأنه يدعم حقوق الإنسان و الحريات الدينية و الثقافية و السياسية كما يدعم الديمقراطية و سيادة القانون ونبذ العنف لاقرار الفضيلة وجعل التعايش السلمي دون عوائق لكي يحل السلام ويساهم في إحلال ثقافة الاستقرار ألامني بدل ثقافة الدم الطاهر والاقرار بحق الأخر في مقابل حق الجميع لان
الحرية التي يولد عليها الافراد مطلقة لا قيد عليها سوى القانون اعتزازا بمبدا السلام كضروره للتقدم الاقتصادي و الاجتماعي وتعايش الإفراد كلا ضمن معتقده ودياناته و حضارته و قيمه وبما هو مالوف اجتماعيا
و مواجهة التعصب وفقا لقاعدة الانفتاح الفكري السليم وهذا النهج ذاته الذي يؤدي الى التعايش السلمي بين الحضارات و الأديان و الأجناس واستقرار السلم الأهلي و التداول السلمي للسلطة باعتباره فلسفه ترتبط بحرية المعتقد و الإيمان و الضمير في عصر الحداثة ألدوليه لكي تمتد جسور التآخي و التواصل بغية مكافحة العنف والعنف المضاد فكريا و سياسيا ودينيا وعرقيا .
إلا إن المشكلة التي تتعلق بقضية ألمصالحه ألوطنيه في حياتنا هو ان الشخص الذي يتخذ مبدأ في حياته يقع ضحية لاتسامح مع الاخرين بسبب الكيان الذي ينتهي اليه للقيود و الشروط المثقل بها فما جدوى التسامح في وضع غير متاح
علما ان كل الفلسفات و الأديان و المعتقدات تلتقي حول فكرة واحدة و هي الرغبة في بلوغ فكرة الإنسان فالله سبحانه وتعالى هو محور الجذب المطلق في الكون و كلما تعددت الديانات و الحضارات فإن الحكمة منها الا تكون الحضارة ملكا لأمة أو ديانة وهذا هو الذي ابتكر ارقى درجات التسامح لتلتقي الحضارة على الإبداعات مع الأخر وهي الحالة التي تصبو إليها أرقى الحضارات و أكثرها ازدهارا إذا تنفتح الحضارة على إبداعات أبنائها ثم تتقبل إبداعات الحضارات الأخرى دون الذوبان فيها لأنها تدرك ان منطق التطور هو تجاوز الحدود فالحضارات القديمة لم تتطور غلا عندما أخذت من غيرها فاليونان أخذوا عن قدماء المصرين و اخذ المسلمين عن اليونان علومهم و فلسفتهم و طوروها ثم أخذت أوروبا عن المسلمين علومهم و فلسفتهم وطوروها هكذا احدث التطور العلمي الذي نعيش رفاهيته اليوم.لكن التاريخ نفسه يخيرنا ان هذه الحضارات لم تلغي بعضها البعض ولم تفرض واحدة نفسها على الاخرى لهذا حدث التعايش و كان التسامح مبدأ أخلاقي مطلق .لكن ما نعيشه اليوم هو ثقافة إلالغاء من دون ان ناخذ من الحضارات ألأخرى و تهمش المطالب ألمشروعه حتى بين ابناء الشعب الواحد في حجة الجهاد والعولمة لهذا من الضروري الانطلاق من حركة التاريخ ان كون هدف ألمصالحه الوطنيه مع من هو اهلا لها يؤمن بالانسانيه والتسامح و الحوار القائم على المساواة وليس التفاضل فلا يمكن اليوم الحديث عن ألمصالحه في إطار الصراع الطائفي والاجتماعي و التكالب على الحكومة المنبثقة من ارتاده برلمانيه ترفض سلطة الاستغلال الاقتصادي و اضطهاد الأقليات و الأجناس وتدعو من خلال مكوناتها الاعتراف بالتسامح و زرع ثقافة الوعي الوطني بين ابناء الشعب الواحد في واقع ملموس كمبدأ أخلاقي على قاعدة دستوريه و التسامح كفضيلة أخلاقية يدعوا الى احترام و تقدير الاخر من دون خرق لقواعد العداله و الدستور فمن الأفضل التسلح بالمفاهيم ألدستوريه ومد الجسور مع البرلمان باعتباره الممثل لإرادة الشعب وشكرا .

Share |