توضيح من رابطة المنتفضين العراقيين
Tue, 6 Mar 2012 الساعة : 15:21

حول ما جاء ببرنامج قناة الاتجاه مساء السابعة من يوم الجمعة الثالث من اذار الجاري
البرنامج كان مكملا لحلقة اولى بثتها القناة في وقت سابق من هذا العام. أن الحلقة الثانية التي بثت على الهواء يوم الجمعة الماضي كانت في غاية الاهمية للاسباب التي نوردها هنا:
اولا: لقد وفق معد البرنامج السيد محمد الخزاعي بطرح مشكلة ابناء الانتفاضة و ابناء رفحاء بشكل انه سلط الضوء و بوضوح و بهدوء و بأقل قدر من الجمل على السجال الدائر حول حقوق المنتفضين منذ 9 اعوام, و كان ملما بكل صغيرة و كبيرة عن خفايا الموضوع اكثر حتى من بعض المنتفضين. اننا نشيد بالسيد محمد الخزاعي لشجاعته في الطرح و وعيه بدقة لمشاكل الناس و نرى ان الوطن بحاجة لمثل هذا النوع من الاعلاميين اكثر من حاجته لالف برلماني. و لو كنا في رابطة المنتفضيين العراقيين نمتلك الحق بالتقييم و نحذو حذو الاخرين بتقديم الدروع و الاوسمة بأسم الانتفاضة لكان السيد الخزاعي اول من يستحقها, لكن احترامك ايها الخزاعي سيبقى متوهجا في ضمائرنا. حفظك الله و سدد خطاك لنصرت الحق.
ثانيا: كان البرنامج تفاعلي بين المقدم و المتصلين عبر الهاتف و كان جلهم من اخوتنا ابناء الانتفاضة و من محتجزي او معتقلي رفحاء, وللاسف لم يوفقوا في طرح الموضوع بشكل قد يزيد من تفهم الراي العام لمطالبهم. كل المتحدثين ركزوا على الامر من الزاوية الشخصية, و لم يطرحوها كقضية عامة و هذا كان احد اهم الاسباب لنسيان حقوق المنتفضين عبر السنوات التسع المنصرمة. فمتى يعي اخوتنا ابناء الانتفاضة ان وحدة الكلمة هي الطريق الانجع و الاقصر لنيل الحقوق. نرجوا ان لايفهم اننا هنا نحملهم مسؤولية ذلك, بالعكس هم اخوتنا و نعرف بساطتهم و نشامتهم التي كانت سببا في ضياع حقوقهم, لكننا نشد على ايديهم بالاصطفاف خلف مثقفيهم, و ترك مودة الركض وراء المسؤولين و البرلمانيين و الاحزاب السياسية فنحن لسنا بحاجة لكل هؤلاء, ان بوصلتنا الوحيدة في عراق اليوم هو الدستور, و ديباجة الدستور عرفت بشكل واضح الانتفاضة و ابناءها و شهداءها و ذويهم, اما التأخير في تشريع قوانين تتلائم مع الدستور, فذلك لانه يضر بالمصالح السياسية للاحزاب الحاكمة.
ثالثا: كان النائب المولى ضيفا على البرنامج من خلال الهاتف, و رغم تكالب النواب و السياسيين على البرامج الاعلامية اللا اننا نلاحظ ان هذا الموضوع تحديدا يبتعدون عنه. اشار الاخ النائب بوضوح يشكر عليه و هو بأختصار ( ان اقرت حقوق هذه الشريحة فأن استحصالها سوف لن يتم اللا في السنة المقبلة). الصدق الذي تمتع به هذا النائب يجبرنا على شكره و تقديره, ليعلم اخوتنا ابناء الانتفاضة ان الكرة الان بملعبهم, و هم فقط من يستطيع ارغام المؤسسات على الاستجابة لصوتهم اذا كان صوتهم موحدا و واضحا.
رابعا: ان التريث الذي طلبته الامانة العامة لمجلس الوزراء من مجلس النواب بعدم تمرير قراءة قانون للمرة الثانية يقضي بتعديل قانون مؤسسة السجناء السياسيين الذي لو عدل يمكن ان يحسب ابناء رفحاء محتجزين و يشملون بنفس القانون. ان اسباب التريث هو (لترى الحكومة ان كانت هناك اموال كافية لاستحقاقات هذا القانون). نقول هنا ان فعل الانتفاضة و معتقل رفحاء كحالات كانت موجودة قبل سقوط الطاغية و قبل اقرار قانون مؤسسة السجناء السياسيين. فلو انكم لم تقرروا استحقاقات السجناء السياسيين المادية, لكان سهلا عليكم ان تعدلوا القانون ليشملنا على الاقل لاسباب معنوية، المشكلة انتم من قرر الاستحقاقات المادية كلها من الرواتب العالية و الحراسات و المنافع الاجتماعية سيئة الصيت و ابقيتم الخزينة فارغة لتقولوا اليوم للمنتفضين (لا نستطيع احتسابكم لعدم الوفرة المالية). و بدون الخوض بتفاصيل تبذيركم لاموال الناس, نعلن بوضوح رفضنا لمهزلة التريث لانها غير منطقية و غير قانونية و لاتنسجم مع الدستور هذا اذا لم تخالفه, كما نعترض و بقوة على التأخير الحاصل في جملة من القضايا التي تخص حقوق الفقراء و الشهداء و المعوزين من كل شرائح المجتمع, و نعتقد ان لها الاولوية حتى على موضوع شراء المدرعات لاعضاء مجلس النواب.
خامسا: اثار السيد مقدم البرنامج تساؤلا مهما, معناه (لماذا نجح الاخوة الكرد بتسويق جريمة المقبور على ابناء حلبجة عالميا, بينما لم نستطع تسويق الانتفاضة و قضية رفحاء). نقول, لقد نجحت الاحزاب السياسية و الاسلامية منها على وجه الخصوص بأن تسوق الانتفاضة و رفحاء على ان من قاموا بها و من اعتقلوا برفحاء هم جماهير تلك الاحزاب. لقد نجحت الاحزاب ان تسوق نفسها من خلال الانتفاضة و رفحاء, و من يحيد عن هذا التوجه يسقط سياسيا و اجتماعيا و اعلاميا و بكل الوسائل المتاحة حتى تلك التي نهى عنها الشرع. و الجميع يتذكر ان اول علامات الصراع لتجيير الانتفاضة كان الصراع الحميم على اسمها فالاحزاب الاسلامية نجحت بتسميتها (الانتفاضة الشعبانية), بينما لم تنجح قوى اليسار و الديمقراطيين من الاصرار على تسميتها ب (أنتفاضة اذار), و برأينا نحن ابناءها ان كلا التسميتين لا يستقيمان مع ما كنا نطلق عليها اثناء قيامها اذ كنا ننعتها ب (الانتفاضة الشعبية) حرصا على تلاحم كل فئات الشعب في انتفاضتهم ضد الطغمة الفاسدة. لكن في نهاية المطاف, استطاع الاسلاميون من تثبيت اسمها في الدستور ب (الانتفاضة الشعبانية) و لاضير في ذلك, اذ اننا في رابطة المنتفضين العراقيين نحتفل كل عام مرتين مرة بذكراها الهجري في 15 شعبان و مرة بذكراها الميلادي في الاسبوع الاول من اذار.
سادسا: بقي ان نسلط الضوء على بعض الخصوصيات التي طرأت على ابناء الانتفاضة و كيفية التعاطي معها:
يجب ان يشمل الاستحقاق كل ابناء الانتفاضة. الشهداء سهل جدا احصاءهم, و الذين اعتقلهم النظام البائد و افرج عنهم يقترض انهم شملوا بنفس قوانين السجناء السياسيين, و من لم يفرج عنهم فهم كلهم في القبور الجماعية (التي سماها الدستور المقابر الجماعية). أن الاحياء منهم ان لم ترعاهم مؤسسة ما فهم اولى بأطلاق مشروع مؤسسة جديدة تخصهم, و احصاءهم يتم دراسة اسلوبه بدقة كان يأخذ شكل المضبطة و الشهود و ما شاكل, لكن بعيدا عن الاحزاب.
يجب ان يشمل الاستحقاق ابناء الانتفاضة الذين تمكنوا و تحت الرعاية الدولية من النزوح الى الدول المجاورة, و نعلم ان الكثيرمنهم شملوا تحت لافتة المهجرين من قبل النظام السابق, و ان النزوح كان الى السعودية و ايران و تركيا
النازحون الى تركيا اغلبهم من الاخوة الكرد و نعتقد ان من لم يحصل منهم على تعويض فله الحق في ذلك, و كذلك النازحون الى ايران لانه يشملهم قانون المهجرين
اما النازحون الى السعودية في مخيمي رفحاء و الارطاوية فانهم ليسوا كأقرانهم في تركيا و ايران, اذ ان السعوديين اعتقلوهم بمعتقلات كبيرة بينما عاملتهم كل من ايران و تركيا على انهم لاجئين
اذا النازحون الى السعودية يستحقون مثل اقرانهم الذين نزحوا الى ايران و تركيا تحت بند الهجرة, و يستحقون ايضا اعتبارهم معتقلين او كما يراد تصغير شأنهم محتجزين
المحتجزون في السعودية خرج منهم الى مختلف دول العالم كلاجئين تحت رعاية الصليب الاحمر و الامم المتحدة. و منهم من بقي حتى بعد سقوط النظام. هؤلاء الذين بقوا لغاية 2003 و هم عدد قليل جدا يجب ان ينطبق عليهم قانون مؤسسة السجناء السياسيين كما هو عليه الان, اذ انهم ليسوا بحاجة لتشريع جديد. لقد بقوا قيد الاعتقال من 1991 لغاية 2003 او ما بعدها فأين هي المشكلة في رعايتهم و حفظ كرامتهم بعد ان ذاقوا الامرين.
قسم من النازحين الى السعودية في كلا المعتقلين, رفحاء و الارطاوية مورست بحقهم وسائل تعذيب بشعة تعوق البعض منهم, و مات البعض الاخر, و منهم من سجن بسجون سعودية عسكرية جماعية او سجون فردية, و منهم من يحمل تقارير طبية صريحة و واضحة مصدقة من الصليب الاحمر الدولي و منهم من حكم عليهم بالأعدام لتلافي شواهد جرائم التعذيب. كل هؤلاء لا يمكن ان يتعدى عددهم ال 200 شخص في كلا المعتقلين. اذ ان 53 شخصا من الذين حكموا بالاعدام تمت تسوية قضيتهم بان اعادتهم السلطات السعودية الى العراق بعد افتضح امرهم للمنظمات الدولية. ان هؤلاء ال 200 يوجد بينهم ما لايقل عن 150 من يحمل وثائق تثبت تعرضه للسجن او التعذيب, و نعرف ان قسم قليل منهم قد عوضتهم السلطات السعودية, اذا بحدود ال 100 شخص هم اولى فورا بأن يعوضوا و تعطى لهم استحقاقاتهم بدون الانتظار لقانون جديد. و ان لم تستطع الحكومة لاسباب مالية فالاولى بها و هؤلاء ناخبيها ان تفعل هذا الملف لتأخذ حقهم من السلطات السعودية, لكن طبيعي هذا الطرح لايستقيم مع قرب انعقاد القمة العربية, الذي يعرفه القاصي و الداني عدم جدواه لا للعراق و لا لكل العرب, فقط محاصرة سورية, كما ان حكومتنا يفترض انها بعيدة عن اجواء الزعامات التي غالبا ما تتيح لها القمم من فرص لنفش ريشها. لكن كم من الثوابت الوطنية قد تم التنازل عنها لانعقاد القمة في بغداد! حقيقة لانعرف و نتمنى اننا على خطأ, لكننا متأكدين ان ملف المعتقلين في رفحاء هو اولى ضحايا التقارب العراقي السعودي, و طبيعي فأننا نحرص على التقارب مع كل الدول لكن ليس على حساب مصالحنا, فماهي مصالحنا في حصار سورية, اليس السير في خط متواز كحلقة وصل بين ابناء الشعب السوري و بين حكومته هو الذي ازعج الاخرين, و كأستراتيجية, هي انسب لنا من كل الخيارات الاخرى. كما ان القمة ستكون سببا اخر لتعطيل عجلة الحياة في العراق, و تأجيل استحقاقات كثيرة تراكمت منذ امد كقضية ابناء رفحاء التي ما انفك القائمون عليها من ازاحتها عن اجندتهم منذ 9 اعوام.
اننا في رابطة المنتفضين العراقيين, نحيي ابناء الانتفاضة, و نتوسم فيهم وحدة الكلمة و وحدة الصف لنيل حقوقهم, فالحقوق تؤخذ و لا تعطى, فالا تترجون من احد يمن عليكم بها. و الدستور اتاح لكم العمل بين صفوف منظمات المجتمع المدني, و تأسيسها و تأسيس احزاب سياسية ترعى مصالحكم كما ان الاعلام سيكون حتما بجانبكم و ان لم يكن فبمقدوركم ان تؤسسوا لقنواتكم الاعلامية بما يحفظ صوتكم.
و بمناسبة الذكرى ال 21 للانتفاضة المباركة, نتقدم بالتهاني والتبريكات لكل اخوتنا المنتفضين, و أهلهم و ذويهم وكل أعضاء رابطة المنتفضين العراقيين في داخل الوطن وخارجه, متمنين لهم طول العمر والموفقية و وحدة الصف والكلمة, لينالوا حقوقهم في وطن عزيز يليق بهم, ضحوا من اجله, ومستعدين دائما للعمل سوية مع ابناء شعبهم من اجل مستقبل زاهر تصان فيه حرية وكرامة الانسان.
المجد و الخلود لشهداء الانتفاضة و الوطن
المجد للعراق ..وطننا, و لشعبه.. اهلنا
و الله ولي التوفيق
رابطة المنتفضين العراقيين
الإثنين، 05 آذار، 2012 ميلادي