السعودية تهدد بعدم المشاركة في قمة بغداد والعراقية ترحب بالقرار
Tue, 6 Mar 2012 الساعة : 8:18

وكالات:
بعد أن لمحت السعودية الى مقاطعة القمة العربية المزمع عقدها في بغداد نهاية الشهر الجاري على أن يتم توحيد موقف الكتل السياسية وانهاء الازمة الحالية على الرغم من ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي باستقلال العراق وتأكيدهم على عدم التدخل في سيادته، وهو ما رأته العراقية منطقيا في ظل وجود ازمة سياسية هي الأخطر.
الا ان ائتلاف دولة القانون بدا غير مهتم مؤكدا على انعقاد قمة بغداد سواء حضر ت السعودية أم لم تحضر على الرغم من اعترافه بأن دولة مثل السعودية ما ان غابت فسوف نعطي انطباعا سلبيا لنجاح القمة . عضو ائتلاف القائمة العراقية النائب نبيل حربو قال نحن في العراقية بدأت تتكون لدينا قناعات بأن اللقاء الوطني سوف يعقد قبل قمة بغداد .
واضاف حربو في تصريح لمراسل المدى في مجلس النواب ان ممثلي القائمة في اللجنة التحضيرية تكونت لديهم قناعات ايجابية بعقد اللقاء الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية جلال طالباني ، والانتهاء من الملفات العالقية ليس بين دولة القانون والعراقية فحسب بل على مستوى جميع الكتل بما فيها حكومة اقليم كردستان وبغداد .
وتابع حربو أن السعودية بكلتا الحالتين ستكون حاضرة وان كان التمثيل ليس على مستوى الملك او ولي العهد لكن ممثل المملكة العربية السعودية سوف يكون قويا ومؤثرا، منوها الى ان ما تنويه السعودية يعتبر مبادرة وليس تدخلا، واصفا ما ذهبت اليه السعودية بالمنطقي .واستدرك حربو لا نريد ان تكون هناك مقاطعة من قبل دولة عربية ، هناك مشاكل عالقة بين الدولتين والمشاكل ليست وليدة الحكومة الحالية بل هي تراكمات السنين .مؤكدا على ان هناك مبادرات جادة ونوايا صادقة يمتلكها الطرفان لخلخلة هذه المشاكل والوصول الى حلول واعتقد حربو ان الطرفين سيتوصلان الى حل سريع . من جانبه اكد ائتلاف دولة القانون ان القمة العربية لم تتأخر او تتأثر بغياب دولة او اكثر والعراق عازم بكل ما يملك لانجاح اول قمة بعد سقوط النظام الديكتاتوري، نافيا أن تكون السعودية قد مارست اوراق ضغط على العراق من اجل مشاركتها وعودة العلاقات مع المملكة . عضو ائتلاف دولة القانون النائب خالد الاسدي اكد ان العراق موقفه واضح من كل ما يجري في المنطقة العربية وكان ولا يزال داعما لثورات الشعوب ولا توجد اي ضغوطات مارستها السعودية على الحكومة العراقية بتغيير موقفها حيال سوريا .واضاف الاسدي في تصريح لمراسل المدى في البرلمان قمة بغداد ماضية ولم تتأثر بأي غياب عربي حتى لو كانت السعودية منوها الى انها ليست حاجة عراقية بقدر ما انها حاجة عربية وممكن ان تفك عقد المنطقة العربية بعد جملة من الازمات والمتغيرات وان جميع البلدان التي سوف تشارك في قمة بغداد هي بحاجة الى حضور القمة العربية لمعالجة مشكلاتها ومن بين الدول التي تشهد اضطرابات وعقدا سياسية المملكة العربية السعودية ، وان انعقادها ممكن ان يساهم في ان يعيد الامور الى نصابها.
واوضح الاسدي ان عدم انعقادها او تلكؤها سيفتح ثغرات كثيرة في جسد الجامعة العربية والجانب العراقي حريص على إنجاحها باعتباره هو من المؤسسين للجامعة العربية وهو مهتم في ان يطور علاقاته مع الدول العربية خصوصا دول الجوار. وعن الأزمة الحالية وإمكانية تأجيل اللقاء الوطني الى ما بعد قمة بغداد اشار الاسدي الى ان على جميع السياسين ان يعوا ان هناك اولويات وبالتالي ان انعقاد القمة هو استحقاق وطني وانجاز يحسب للسياسسين لا للحكومة داعيا جميع الاطراف الى انجاح القمة وان يجعلوها ضمن اولوياتهم معربا عن استعداد ائتلافه لعقد اللقاء في حالة توصل اللجنة الى ورقة نهائية واتمام كل ما يتطلب انجاح المؤتمر الوطني . وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد دعا الكتل السياسية في العراق الى توحيد موقفهم قبل القمة العربية في بغداد. وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في ختام اجتماعات دول الخليج العربية:لن نقاطع القمة العربية في بغداد"، مؤكداً أن دول الخليج ترحّب باستقلال العراق وعدم التدخل في سيادته. دعا الفيصل التيارات السياسية في العراق إلى توحيد موقفها من القضايا العربية قبل القمة، وتمنى أن يكون العراق حينها عراقاً موحداً بكل طوائفه ومذاهبه. وأعلنت وزارة الداخلية ، الأربعاء، الماضي عن اتفاق الوفد الامني العراقي مع السعودية على مرحلة جديدة من التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب عبر الحدود.
وأعلنت الحكومة العراقية، اليوم السبت (3 اذار 2012)، أن المملكة العربية السعودية لم تمل أية شروط على العراق لتحسين علاقاتها به، فيما أكدت أن الانفتاح على المملكة لن يكون على حساب دولة أخرى.
وكانت القائمة العراقية قد اعتبرت في وقت سابق القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي أن الانفتاح على السعودية قضية دولتين وليس قضية رئيس حكومة، وفيما أعربت عن أملها بأن تكون العلاقة دائمة وليست تكتيكية، دعت الحكومة العراقية إلى الابتعاد عن سياسة المحاور واخذ دورها الفاعل في المنطقة.
وقال رئيس كتلة العراقية البرلمانية سلمان الجميلي إن "الانفتاح العراقي على المملكة العربية السعودية ليس قضية المالكي أو قضية رئيس حكومة بقدر ما هو قضية دولتين مهمتين في المنطقة"، مؤكدا ضرورة أن تكون العلاقات "طيبة" بين البلدين. وشدد الجميلي على "جعل مصلحة العراق في مقدمة أي علاقة مع أي دولة"، مبينا أن "سياسة العراق الخارجية تتجه نحو الانفتاح على دول العالم والابتعاد عن تهديد دول الجوار كما كانت في عهد النظام السابق".
وأعرب عن أمله بأن "تكون العلاقة مع السعودية دائمة وليست تكتيكية"، داعيا الحكومة العراقية إلى "الابتعاد عن سياسة المحاور واخذ دورها الفاعل في المنطقة".
وأكد رئيس الكتلة العراقية أن "العراق له دور مهم في العلاقات مابين العالم العربي والإسلامي"، مشيرا إلى أن "العراق سيكون فاعلا في المنطقة والعالم، إذا ما انطلق من مفهوم المصلحة المشتركة في علاقاته مع كل دول الجوار".
المصدر:المدى