مصالحة بدون وزارة وصلح بدون مؤتمر ـ عقيل الموسوي-المانيا

Mon, 5 Mar 2012 الساعة : 21:19

على طريقة قناة الجزيرة في التحذير نسترعي عناية السيدات الكريمات بأن في المقالة حديث يتناقله الرجال فقط .. لذا ننصح بعدم قراءة المقالة خصوصا من قِبَل السيدات اولات القلوب الضعيفة .... رحم الله السيد هويدي الذي ذاع صيته في أغلب القرى التابعة لقضاء طويريج .. ففضلاً عما عُرِف به السادة من دمٍ حامٍ جعلت منهم مضربا للأمثال فقد حباه الله بطاقةٍ ليست اعتيادية كان يديمها بما في حوزته من تمر الزهدي ... ورحم الله زوجته التي طالما تعرضت للغبطة او الحسد من بنات جيلها على نعمة زواجها من السيد .. الّا أنها وفي ذات ساعةٍ وبعد سنوات معاشرةٍ بالمعروف ناهزت الثلاثين عاماً حملت نفسها زعلانةً لتحط الرحال في بيت جارهم في وقت كان فيه الجار بمثابة الاخ .. لم يسألها احدٌ عن سبب زيارتها الى أن حضر زوجها طالبا منها العودة , الّا أنها أبت وأصرّت على البقاء وكأنها تبحث عن محطةٍ للراحة والأستجمام كتلك التي يلجأ أليها برلمانيونا في بيروت .. وهنا تدخّل الجار مستفسراً عن سبب زعلها .. فراحت باكية لتفصح عن معاناة من نوع اخر , فقد تجاوزت الخمسين من العمر ولم يبقَ الكثير من الوقت ليسدل الستار على مسرحية الحياة الفانية وتريد أن تستعد للقاء الرب الرحيم بشيءٍ من الصلاة والدعاء والحفاظ على وضوءٍ دائم .. الّا أن السيد زوجها لازال ( مچلوبا ) فهو لايفتأ يطاردها ليل نهار حتى وصل بها الامر أنْ طلبت منه الزواج من أخرى لعلّها تستريح قليلا لتعرف اوقات صلاتها .. بعفوية تجاوزت حدود الخجل خرجت كلماتها التي اضطرت جارهم الى عقد مؤتمر صلحٍ شبيهٍ بمؤتمرات المصالحة الوطنية تمخّض عن اتفاق بين السيد هويدي وزوجته بتقنين حصته الى جولتين يوميا أحداهما مسائية والاخرى نهارية .. وافقت الزوجة بكل ممنونية وعادت مع زوجها بعد أن امضيا وقت التعلولة في بيت جارهم الذي مثّل دور وزير المصالحة الزوجية .. لم تمضِ سوى أربعة أيام حتى عاودت الزوجة زعلها ولنفس السبب السابق .. وحين سأل الجار عن نتيجة الاتفاق الذي لم يشكل لجنة متابعةٍ من اجله وعن تطبيقه على ارض الواقع .. قالت الزوجة ( سخام وجهي ) أنه لازال مچلوبا ولم يلتزم بحيثيات الأتفاق ففي تلك الليلة وبعد حصوله على حصته التموينية المقررة أيقظها في منتصفها قائلاً ( بروح أبوچ دينيني حصة النهار ) وهكذا بقي على ديدنه حتى أخذ أستحقاقه لمدة أسبوعٍ كاملٍ وها نحن في اليوم الرابع !!!
أعتقد جازما أنني وبسبب هكذا وضوح في الطرح سأتعرض الى الكثير من الأنتقادات بل والتجريح أيضا , ولكني آليتُ أن أكون على هذا القدر من الصراحة لسببين الأول أننا سئمنا الحديث مع ذوي الصلة بالتي هي احسن بعد أن جعلوا في آذانهم وقراً كي لا يسمعوه لذا قررنا أن نخاطبهم بما يصغون اليه من حديث بعد أن أكتشفنا أنهم يتقنونه ويسترطبون به , والسبب الثاني لأبيّن أن المجتمع يكاشف نفسه حتى في الامور التي قد تخدش الحياء من أجل التوصل الى حلول لمشاكله , ناهيك عن رأي الدين وما أستحفظ رجالاته من مقولات أشهرها ( لا حياء في الدين ) خصوصا عند أولئك الذين تتفتق لديهم عبقرية التشريع حين يكونون ضمن مجتمع أنثوي .. لذا تراهم يندفعون دون رويّةٍ في شرح مسائل الحيض والاستحاضة وغسل الجنابة والخرطات وكأنهم عجزوا عن أيجاد نساء دينٍ على غرار أنهم رجاله رغم انتشار حوزات النساء العلمية .. أعود لأسأل أذا كنا نتكاشف حتى في الأمور الحساسة على المستويين الديني والأجتماعي فلماذا لازال الغموض يلف برامجنا السياسية والزعل عنوان تلك البرامج حتى أصبحنا لا نميّز بين المچلوب والزعلان والكل يبكي على ليلاه بعد أن قتلوا ليلى الوطن تحت ذريعة الزعل .. الزعل الذي مابرح ينهش البلد وخيراته وأرواح أبنائه .. ورغم أننا نمتلك وزارة للمصالحة الوطنية ربما تتحول الى قومية أذا ما أستعاد العراق دوره الريادي ضمن المنظومة العربية مترامية الاطراف عريضة المنكبين شلولخ ( في حال وصول رياح الربيع العربي الى مضارب آل موزه ) .. أقول ورغم وجود وزارة للمصالحة الوطنية الاّ أننا لم نلحظ دخول أحدهم باب المصالحة في وقتٍ تمطّى فيه طابور الداخلين باب الزعل منذ العام 2003 مع مناداة الجميع بضرورة المصالحة .. ولكني لحد الآن لا أدري ماذا تعني لهم المصالحة .. هل تعني أنّ على الحكومة تطييب خواطر المجرمين وقتلة الشعب بطبع القُبل على رؤوسهم ومنحهم أوسمة الرافدين من النوع الاجرامي ومن الدرجة الاولى متبوعةً بشارة التفخيخ وشارة سيد صروط وحيّة سيد دخيل ؟؟ أم انها تعني أنشاء مجالسٍ واستحداث وزاراتٍ ترهق ميزانية البلد وتنهب حقوق أيتامه أرضاءً لشرذمة تاجرت ولازالت تتاجر بدمائنا ونحن في وقت أحوج ما نكون فيه الى بناء بلد مؤسسات دستورية على غرار بلدان العالم الرابع
وأنتم ( وليس نحن ) على اعتاب مؤتمر جديد للمصالحة فيما بينكم أتمنى عليكم وضع مصلحة البلد فوق لهاثكم وراء تمر الزهدي وما يمنحكم من طاقة تصعق عقولكم وتعمي عيونكم وتميت قلوبكم ثم تردّون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون , ولو كنتم وطنيين حقا فأجلبوا زقنبوتكم معكم الى المؤتمر أو أرسلوا أحد حماياتكم بورِقكم الى مطعم فلافل حيدر دبل وليأتكم بما كنتم تأكلون سابقا لعلكم تذكرون جزءاً من ماضيكم وتوفرون القليل من مال اليتامى والفقراء الذي تنفقونه على ولائمكم في هذه المؤتمرات وفي غيرها , وأخيرا أرى أن لا فائدة ترجى من وزارة المصالحة لذا أقترح شمول هذه الوزارة بالترشيق الوزاري المرتقب منذ فترة ليست بالقصيرة وأذا ما زعل السيد الوزير فأدعو الى حذف تاء التأنيث الساكنة من المصالحة لتصبح بأسم وزارة المصالح العراقية لتأخذ على عاتقها متابعة كل ما فيه مصلحة البلد بما في ذلك استعادة أموال العراق المنهوبة في الخارج وملاحقة الاشخاص الذين نهبوها أمام المحاكم الدولية

Share |