البطاقة والقرطاس والقلم- مرتضى الشحتور-الناصرية
Mon, 5 Mar 2012 الساعة : 20:03

منذ قرنين طوت البشرية وقطعت علاقتها بالسيف والرمح وحلت البنادق والمدفعية محل المنجنيق والنبال وانتهت ادوات الحرب تلك الى قطع اثرية تتوسد الصناديق الزجاجية في المتاحف ومحلات الانتيكات ولربما نلمحها في مواكب العروض العسكرية والاحتفالات البروتوكولية.
ومنذ حوالي العقدين شرع العالم في مرحلة استخدام الحواسيب والارشفة الالكترونية واستدعاء قواعد البيانات من ايقونات الكومبيوترات فائقة السرعة و عالية التقنية.
عنابر ورفوف الملفات استعيض عنها بالاقراص المدمجة والهاردات الصغيرة.
الفتوح الالكترونية اجتاحت عالم الشرق وتقول تقارير خبرية ان رئيس وزراء تركيا دشن مطلع شباط الماضي مشروع الفاتح الالكتروني ووزع خمسة عشر مليون حاسوب ايباد يعمل باللمس على طلاب المدارس في بلاده فضلا عن نصب 260000 لوحة زجاجية بدل السبورات في قفزة تتوائم مع التغييرات على النظم الاكاديمية في العالم.
اننا الان ازاء تعليم مغاير يفقد فيه القلم والقرطاس ميزاته ومكانته التقليدية.
ولربما وبعد عقد من الان سنكون معنين باعادة صياغة ذلك البيت المعروف المنسوب لابي الطيب المتنبي
الخيل والليل والبيداء تعرفني و السيف والرمح والقرطاس والقلم ...
اما البطاقة المنوه عنها فذات علاقة بهذا الحديث ..
انها فكرة ترتبط بتقليص دور الوثائق الورقية في دوائرنا و اذا مااخذ المشروع طريقه فستكون الفكرة بمثابة الحد الفاصل بين عهدين.
في العراق لازلنا اسارى ازدواجية وثنائية وتكراروشهية استنساخ واستنتاج المستمسكات وتوسيع متطلبات المعاملات الرسمية وير الرسمية .
ترانا كما اطفالنا نحمل حقائب ملغمة بالاوراق الثبوتية..نتبختر بها في اروقة الدوائر .
ثم وتتفتق افكار الموظفين في الزامنا بتقديم المزيد والجديد .
لدينا شعور اليوم بان كل اسرة تحتاج الى جهاز استنساخ وجهاز تصوير فوتغراف ؟ اينما نولي وجوهنا يريدون المستمسكات الاربع.
علما ان واحدة منها لاتظهر للوجود دون ولادة اخواتها الفاتنات .
والعملية مستمرة.
في شباط اعلنت وزارة التخطيط عن موافقة مجلس الوزراء وتخصيص مبلغ 400 مليار دينار لاطلاق مشروع البطاقة الموحدة.
حسنا استطيع التكهن ان هذه البطاقة ستكون رقمية وتقرأ الكترونيا وستكون صغيرة وستتضمن كل المعلومات الاساسية.
الذي نريده ان لاتصبح البطاقة الجديدة اضافة جديدة ، بحيث نصبح مطالبين بخمسة وثائق لااربعة.
نريد بطاقة تلغي ماقبلها وتغني الموظف عن سواها.
ونريد قرارا حكوميا موازيا وفوريا وحاسما يعاقب الموظف الذي ينادي بوثائق اخرى.
تجربتنا مع النظام الالكتروني سيما في المعاملات التي تصدرها دوائر وزارة الداخلية كانت طيبة بل ومدهشة.
فبعد دهر من الاسى اصبح الحصول على الجواز امرا ميسورا واكاد اجزم ان كل عراقي يملك اليوم جوازا حتى مع عدم وجود النية للسفر.
اجازة السوق والاستمارة الالكترونية تنبيء بتطور مماثل.
استصدار الوثائق الكترونيا يجعل المواطن في منئاى عن مجابهة الموظف ومزاجيته وغطرسته ، مع اعتزازي بالغالبية من الموظفين الطيبين، انما ليس بالامكان ان ننفي المزاجية عند البعض والغطرسة عند نفر اخر.
الطريقة الالكترونية ستوفر مرشحة اخرى وتقوض فرص الفساد.
مهم ان نوفر الجهود ونفك الاختناقات ونقلّص الورق والحبر والمخازن الفسيحة المتاحة للاحتراق اذا ماصادفها تماس كهربائي.
نناشد وزارة التخطيط المباشرة الفورية بالمشروع.
علينا ان نستذكر مشروع ارقام السيارات . وتسجيل المركبات وانهاء ملف سيارات الادوات.
تحقق نجاح واضح بمستوى واضح ، واذا انعقد العزم تختصر المسافات.
نتمنى وننادي بانهاء عهد الصداميات الاربعة. فشهادة الجنسية وثيقة عبثية لامعنى لها في كل الدول .
وهي تكرار غير مبرر لهوية الاحوال.
نريد وثيقة تغني عن كل الوثائق نريد ان نودع زمن الحقائب الملغمة بالاوراق غير الضرورية نريد ان نتجاوز الاستنساخ والتصاوير والملفات واعتماد وثيقة واحدة .
وثيقة الكترونية لقد انتهى زمن القرطاس والقلم .كما انتهى زمن السيف والرمح.
نتمنى وننتظر ونتمنى وننتظر .