لنستهل بـبدر الحكيم- احمد ماضي الفريجي
Mon, 5 Mar 2012 الساعة : 19:45

منذ ما يقرب العقد من الزمان تعرفت على أول بدري عن كثب ، كنت اسمع عنهم ما يسمعه العراقيون من هنا وهناك ، كانوا بالنسبة لي ولغيري من العراقيين اشباح يراهم الناس ابطالا حينا ووحوشا احيانا اخر، لم تكن الصورة لدينا واضحة عنهم ذلك ان التعتيم كان في اشده ابان تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق ، سوى بعض الاشارات التي تنقل عن عدد من الاسرى الذين عادوا من الاسر ورووا للناس روايات لا يصدقها العقل عن ابطال قارعوا ابشع نظام ديكتاتوري عرفه العالم ، رجال دخلوا حصن الغول وقاتلوه في عقر داره في وقت كانت فيه الشجاعة والاقدام اشح من ان تتوالد بين العراقيين ، منذ ذلك الحين وانا اراهم كشخوص الاساطير او كخرافة لا يمكن التواصل معها الا في موغلات العقل الباطن ، هكذا كانت الصورة قبل ان التقي رجلا كان قد عمل معهم اكثر من عشرين عاما ، لا يتكلم كثيرا ولا يقول عن نفسه الكثير ولو شاء لألف كتبا عن جهاده الذي ملأ الخافقين ، هذا الرجل غير الكثير مما كنت اعتقده عن البدريين وقد كنت قبل هذا من الجاهلين ، فالبدريون للذي لا يعرفونهم حملوا اعباء الجهاد ضد الطاغية في اوقات عجزنا فيه عن الاعتراض او المعارضة حتى في منازلنا فقد كان النظام وقتذاك يفرق بين الولد وابيه والرجل وزوجه ، في تلك الحقبة كان من الصعب جدا ان تعتقد ولو لبرهة ان هناك على حافات الهور وحدود العراق رجال يحملون مشعل الجهاد وقبس المعارضة ، للبدريين هدوء لم آلفه في غيرهم فقد عركتهم الليالي الطوال وسنوات الصبر والتحدي ولهم ايضا " اقول ذلك لاني امضيت سنواتي العشر الاخيرة اعمل معهم " سطوة على مجالسيهم ليست مفروضة لكنها تدخل القلب وتفرض عليك الاستماع لحديثهم . لست بطبعي مجاملا لكنني قلت ما رأيت وما حاولت ان اكتشفه انفا ، هؤلاء الذين اتكلم عنهم ترى جليا ان كل واحد فيهم حمل بقلبه وبمشاعره من آل الحكيم ذكريات وتاريخ سيدوم طويلا ذلك ان هذا البيت الطاهر كان ومازال منبرا لاخلاق اهل البيت عليهم السلام ولأرث سوف يبقى ما بقي الليل والنهار . اخيرا اقول ان اولئك الابطال بايعوا السيد الحكيم عمار ومن قبله عزيز العراق (قدس) ومن قبله شهيد المحراب (قدس) بقلوب ملؤها الايمان والولاء على ان يكونوا اليد الطولى والدرع الواقي لهذا الخط المبارك الذي عمد بالدماء الطاهرة وبالتضحيات الجليلة والصبر على النوائب وفي نظري ان هذه البيعة تحمل في طياتها الكثير من الاجوبة لتقولات حاولت ان تنال من هذا الصرح ومن تاريخ كتب بدماء الشهداء . البدريون اليوم كلهم متساوون بحبهم لآل الحكيم ليس لانهم يحملون فكرا متشابها وانما لانهم تربوا على الخلق والمبادئ التي زرعها وسقاها آل الحكيم فيهم فأثمرت ولاء وطاعة في زمن قل فيه المطيع والموالي وقل فيه الناصر الحقيقي ، فالنصح كل النصح لمن لا يجد هلالا يستهل به ان يستهل ببدر الحكيم.