آلية في الدماغ تتيح للإنسان أن يمحو بإرادته القصص الحزينة
Mon, 30 May 2011 الساعة : 12:28

دواء جديد يفتت الذكريات المؤلمة
لندن - الزمان
قال باحثون كنديون ان عقار "ميتيرابون" يساهم في تخفيف قدرة الدماغ علي تذكر العواطف السلبية المرافقة للذكريات المؤلمة.
وقال باحثون من جامعة مونتريال ومستشفي "لويس لافونتان" ان تذكر أحداث مؤلمة عند تناول عقار "ميتيرابون" يخفف قدرة الدماغ علي اعادة تسجيل العواطف السلبية المرافقة للذكريات المؤلمة.
وقالت الباحثة ماري فرانس ماران ان الميتيرلبون عقار يخفف بشكل كبير معدلات هرمون الكورتيزول، وهو هرمون توتر مرتبط بعملية التذكر.
وشملت الدراسة 33 رجلاً يسمعون عن قصة فيها أحداث عادية وأحداث سلبية، وبعد 3 أيام تم تقسيمهم الي 3 مجموعات، تلقت احداها جرعة واحدة من الميتيرابون والثانية جرعتين فيما حصلت المجموعة الثالثة علي دواء وهمي.
وطلب من الرجال تذكر القصة وتم تقييم أداء ذاكرتهم بعد 4 أيام.
وقال مارين "وجدنا أن الرجال في المجموعة التي حصلت علي جرعتين من الميتيرابون واجهوا صعوبات في تذكر الأحداث السلبية في القصة بينما تذكروا الجوانب العادية فيها".
وكشفت نتائج دراسة نشرت في الولايات المتحدة وجود آلية في الدماغ البشرية تتيح للانسان ان يمحو بارادته الذكريات المؤلمة. وقال برندن ديبيو المشارك في وضع هذا البحث الذي نشرته مجلة ساينس الامريكية الصادرة هذا الاسبوع اظهرنا في هذه الدراسة ان لدي الافراد القدرة علي تعلم محو احداث مؤلمة معينة من ذاكرتهم.
واضاف نعتقد اننا حددنا الاليات العصبية لهذه الظاهرة ونامل ان يتيح هذا الاكتشاف وما سيعقبه من ابحاث في المستقبل التوصل الي وسائل علاج جديدة وادوية جديدة لعلاج مجموعة من الاضطرابات الانفعالية.
واشار ديبيو المتخصص في علم الاعصاب في جامعة كولورادو (غرب) في هذا الصدد الي
حالات الخوف المرضي والسلوك المضطرب او حالات الانهيار العصبي الناجمة عن صدمات
نفسية مؤلمة.
وكان علماء أمريكيون قد قالوا ان سدّ جزيئة في الدماغ يمكن أن "يشفي" من حالة الاضطراب والخوف الشديدين التي تستتبع النجاة من كارثة. وأوضح هؤلاء ان الانسان قد ينجو من حالة تحطم طائرة أو حريق أو سقوط جدار أو هجوم ارهابي أو كارثة طبيعية لكن تأثير ذلك علي الدماغ قد يبقي لبعض الوقت.
وبحسب الدراسة التي نشرت في جورنال "نايتشر نيوساينس" فان ثلث الناس يمكن أن يعانوا من عارض الاضطراب الذي يستتبع التعرض لكارثة.
وقال البروفوسور لي هيوي تساي الذي أعد الدراسة فان هذا البحث قد يبعث الأمل في ايجاد أدوية لمعالجة الاضطرابات العاطفية أو النفسية التي يصاب بها المرء بعض التعرض لمثل هذه الحالات.
من جانب آخر، ذكرت دراسة أجراها الجيش الامريكي في عام 2004 أن واحداً من بين 8 جنود أمريكيين عانوا من حالة الاضطراب النفسي والقلق الشديدين بعد عودتهم من العراق.
وقدر المعهد الوطني للعلاج السريري والصحي بأن 5 من بين 100 رجل و10 من بين 100 امرأة في المملكة المتحدة يعاونون من هذا العارض خلال حياتهم.
ولا توجد حالياً أدوية لمعالجة هذا العارض ولكن بامكان المريض استخدام العلاجات المضادة للكآبة أو الحبوب التي تساعد علي النوم لمكافحة مشاعر القلق والغضب والكآبة التي يشعر بها