مقابله مع الدكتور الحمود المدير الاقليمي لمنظمة امسام نائب رئيس صندوق تنمية الصحة العالمية

Sun, 4 Mar 2012 الساعة : 10:25

اجرى الحوار عادل محمود وحسين باجي الغزي
دعا السياسي والخبير الاقتصادي الاردني  العراق الى العودة لإجراء استفتاء حقيقي وشفاف برقابة دولية على بنود دستور جديد ينص على مدنية الدولة ومرجعيتها العربية ونبذ التطرف والعنف الطائفي، وإيجاد السبل الكفيلة بإعادة الوئام بين الشعب الواحد ليتمكن من إعادة بناء البلاد على أسس وطنية فقط. واستبعد الحمود في حوار شامل معنا  وقوع ضربة عسكرية ضد ايران في ظل الدعم الروسي لطهران من جهة وتخوّف الولايات المتحدة الأميركية على مصالحها بالشرق الأوسط من جهة ثانية.  ويذكر ان الدكتور الحمود يعتبر من الساسة الاردنيين المؤثرين في الساحة الاردنية سياسيا واقتصاديا بل تتجاوز نشاطاته حدود الاردن الى الوطن العربي والعالم من خلال عمله نائب رئيس صندوق تنمية الصحة العالمية الدكتور وسفير النوايا الحسنة، المدير الإقليمي لمنظمة (إمسام) سابقاً - المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، وله اسهامات وفعاليات جمة على أصعدة مختلفة، له آراء تتسم بالجريئة بخصوص الأوضاع المختلفة في المنطقة والعالم، التقيناه ووجهنا له مجموعة من الاسئلة وكان هذا الحوار :

-  الأوضاع الأمنية تتفاقم في العراق .. ما هي برأيكم الحلول الأمثل للخروج من نفق اللاستقرار؟
الحقيقة أن الواقع الداخلي للعراق أمر مؤلم، إذ باتت البلاد فريسة للطامعين بمقدراتها كما لم تسلم من بعض أبنائها ممن ينفذون سياسات وبرامج لدول أخرى تسعى للهيمنة على البلاد ومقدراتها وعزلها عن محيطها العربي.الأسلوب الأمثل في الحالة العراقية، وهو العودة لإجراء استفتاء حقيقي وشفاف برقابة دولية على بنود دستور جديد ينص على مدنية الدولة ومرجعيتها العربية ونبذ التطرف والعنف الطائفي، وإيجاد السبل الكفيلة بإعادة الوئام بين الشعب الواحد ليتمكن من إعادة بناء البلاد على أسس وطنية فقط.ما دامت قوة نافذة في المشهد السياسي العراقي تدين بالولاء لأنظمة خارجية وتسعى لإجراء تصفيات على أسس طائفية ولو بدت سياسية في الظاهر، فإن أفق المستقبل السياسي للبلاد سيظل مظلما.بدون العودة لجذور المشكلة المتمثلة في إذكاء التعصب الطائفي وإعادة بناء دستور صحيح ، فإنني لا أرى نورا آخر النفق، وستظل البلاد تموج بدماء أبنائها الذين ضحوا بفلذات أكبادهم في سبيل الحصول على دولة مدنية قادرة على التماشي مع الواقع الحالي لغالبية دول العالم.مؤشر الفساد في البلاد لا يزال مرتفعا وهو ما يدل على غياب الشفافية والمساءلة، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه في حال أرادت البلاد لاستعادة أمجادها، كما أن الانحدار الحاصل في مناحي الحياة شمل البنية التحتية والصحة والتعليم، وهو ما يجافي المنجزات التي حققتها البلاد قبل الغزو الأميركي.
-  يواجه الأردن اليوم أكثر من سيناريو .. وكل الخيارات مفتوحة .. فهناك مخطط الوطن البديل وهناك عدم الرضي عن عملية الإصلاح .. وأيضا هناك هجرات عربية منها ليبية وسورية .. برأيك الأردن إلى أين ؟
كلا من الأردنيين والفلسطينيين يدركون تماما أن الأردن للأردنيين وكذلك فلسطين للفلسطينيين، وهم واعون تماما لتلك المشاريع والمخططات الرامية لتفريغ الضفة الغربية وربما مناطق محتلة بعام 1948.كما أن بعض تلك المخططات ترمي للإيقاع بين الشعبين الأردني والفلسطيني، غير أن تلك المخططات باءت بالفشل نظرا للتقارب الكبير بينهما، إذ يعدان شعبا واحدا تجمعه أمور أكثر مما تفرقه، كما يمتلك الطرفان ذات الآمال والطموحات باستعادة فلسطين ووقف عملية التهويد الجارية بمدينة القدس الشريف.تاريخيا كان الأردن مأوى للأحرار، ولم ينبذ أي ضيف حل على أرضه الا من أساء لتلك الأرض، لذا فقد توافد عشرات الآف السوريين والليبيين لعملان وبقية المدن الأخرى رغبة في الحصول على الأمان والطمأنينة فضلا عن المتطلبات الصحية اللازمة.وستكون تلك الإقامة مؤقتة ريثما تستقر الأحوال في سوريا وينتهي علاج نحو 20 ألف ليبي يقيمون ضيوفا في الأردن التي تستضيف ما يزيد عن مليون عراقي ومصري يقيمون فيها للاستثمار والعمل منذ سنوات طويلة من دون أن تضيق على أحد منهم الا من أبى ذلك.
- هل يخيفكم صعود الإسلام السياسي في العالم العربي؟
الحقيقية أنه لا يخيفني نظرا لأنه يمثل إرادة أغلبية الشارع العربي التي ملت من الشعارات التي حملتها أنظمة سابقا ولم تطبقها، فكان لزاما عليها تجربة الفكر الإسلامي بعد فترة الربيع العربي.هذا الأمر يضع التيار الإسلامي العربي أمام امتحان حقيقي، إذ أنه مطالب ببرهان قدرته على قيادة المرحلة المقبلة، بما يتوافق مع الفكر الإسلامي الذي يحض على العدالة والمساواة فضلا عن الشفافية ومنح الحقوق لأصحابها، وأتمنى أن تتكلل هذه التجربة بالنجاح.العلمانيون بالعالم العربي لم يستندوا لقواعد فكرية رصينة حين حكموا بلادهم خلال العقود الأخيرة وكذلك القوميين الذين غلبت شعاراتهم على أفعالهم، لذا فقد بات لزاما صعود نجم قوى توافق شعاراتها أفعالها لتكتسب ثقة الشارع العربي الذي يعيش مصاعب ومتاعب البطالة والفقر والأمية.على كل سيكون حكم الشارع على هذه التجربة الإسلامية في مرحلة انتخابات أخرى وستكون صناديق الاقتراع حكما على نجاح أو فشل هذه التجربة.
- هل تتوقعون حربا إسرائيلية ضد إيران؟
من غير المستبعد حصول ذلك، رغم أنني لا أرجح حصول تلك الضربة في ظل الدعم الروسي لطهران من جهة وتخوّف الولايات المتحدة الأميركية على مصالحها بالشرق الأوسط من جهة ثانية، إذ أن أي فعل قد يوازيه ردة فعل من قبل إيران التي قد تستهدف المصالح الإستراتيجية لواشنطن في الخليج وتحديدا فيما يتصل بالقواعد العسكرية والنفط.إذ أن الواقع المختلط المرتبط بالملف السوري وتحالف طهران قد يفضي لتوسيع رقعة مواجهة المصالح الأميركية في المنطقة في حال قيام واشنطن بخطوة عسكرية مع إسرائيل ضد إيران.
- كخبير اقتصادي كيف يواجه الأردن أزمة الغاز المصري المتقطع وصوله للأردن؟
يقع الأردن في موقع استراتيجي من الناحية الجغرافية، غير أنها دولة حبيسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ تعاني من غياب مصادر المياه والوقوع على البحار كما أنها تعاني عجزا في مصادر الطاقة، ما يجعلها بحاجة للدول الأخرى في الحصول على حاجات المياه والطاقة.طيلة السنوات الماضية ظل اعتماد الأردن على مصر لتوريدها بالغاز الذي انقطعت إمداداته لنحو 12 مرة بفعل التفجيرات التي طالت خطوط الإمداد على إثر الثورة المصرية في 25 يناير من العام الماضي.تبحث الأردن عن مصادر بديلة للغاز المصري من خلال إجراء مباحثات مع كل من العراق وقطر، حيث يمكن الحصول على الغاز العراقي عبر الأنابيب، أما القطري فعبر الناقلات البحرية.في هذه المرحلة تعتمد الأردن على النفط السعودي الثقيل لإدامة الكهرباء والحاجات الأساسية المتمثلة بالصناعات والاستهلاك المنزلي وغير ذلك.صعود أسعار النفط العالمية ضاعفت فاتورة مستوردات المملكة لمستويات مقلقة، ما يؤثر سلبا على ميزان مدفوعات البلاد، وفي هذه الحالة ، فإن المساعدات الخليجية ستكون كفيلة بتغطية العجز، لكن الحل المستقبلي لهذه المعضلة يتمثل في استثار الطاقات المحلية المتمثلة بطاقة الرياح واستخراج الصخر الزيتي.
**************************************************************8

 

Share |