القمة العربية....العراق-الشيخ د.خالد عبد الوهاب الملا
Sat, 3 Mar 2012 الساعة : 16:31

ايام تفصلنا عن القمة العربية التي سوف تُعقد في بغداد السلام بغداد العراقيين جميعا وهذا حدث تأريخي مهم للغاية حيث فيه استعادة لمكانة العراق الى محيطه العربي الذي تعمدت اطراف ابعاد العراق بعمد وقصد عن دوره الريادي وخبث واضح لأنهم في الاصل لم يؤمنوا بالعراق الجديد بل عملوا على اضعافه وعزله ليكون ضعيفا غير مؤثر ولكنهم تناسوا ان العراق عمقه بعمق التاريخ ووزنه بوزن الارض فهو محور الاقتصاد والسياسة والاجتماع والحضارة فما يذكر العلم إلا ويذكر مع العراق ولا يتحدث الناس عن الحضارة إلا ويتُحدث فيه عن العراق فعندما تُعقد قمة بغداد فهي العودة الحقيقة لدور العراق التاريخي والمؤثر بين الدول العربية ونحن
نفتخر بانتمائنا العربي وقد آن الآوان أن يتعامل الأشقاء العرب مع العراق باعتبار وزنه وثقله التاريخي والجغرافي والسياسي والاقتصادي ولابد ان تكون قضية امن العراق واستقراره هي الأهم من بين القضايا التي سوف تُناقش في مؤتمر القمة ولذلك نحن نخشى من امور ننُبه لها ونحذر من وقوعها :
أولا: محاولة الأطراف المسلحة المتطرفة ضرب بعض المواقع والأماكن كي يبعثوا برسالة الى زعماء العرب أن الوضع في العراق غير مستقر وغير آمن هذا من جهة ومن جهة اخرى زرع وإثارة الفتن الطائفية بين ابناء الشعب العراقي .
ثانيا: خشيتنا من بعض الأطراف السياسية من خلال اطلاق التصريحات المتشنجة وقد بدأت بعض الشخصيات بتكثيف الظهور الاعلامي ومحاولة خلط الاوراق على الشارع العربي من جديد وهي محاولات يائسة يبعثون بها رسائل فاشلة الى القيادات العربية بأن العراق يعاني من مشاكل داخلية معقدة وبالتالي العراق غير قادر على أن يناقش الواقع العربي ويعالج قضايا العرب التي يعانون منها وهذا لا يعني انه لا توجد مشاكل او خلافات في البلاد او ضعف في الجهاز المؤسساتي او الاداري او اخفاق في بعض محاور العملية السياسية و الدستور الذي عليه كلام وفيه فقرات تحتاج الى تغيير ومناقشة كل هذا موجود لكن هل من الصحيح ان ننشر غسيلنا امام الناس ولو سألنا سؤالا وجيها هل في الكويت او في تونس او في السعودية او او في اي من الدول الاخرى فيها من المشاكل ما فيها لكنها تحل في اطار دولتهم من الداخل لأننا وبصراحة ماذا نفهم من قيادي كبير وسياسي بارز يتحدث في الاعلام العربي ويقول المواطن في العراق على درجتين مواطن درجة اولى وثانية او يقول بأن العراق يحكم بطريقة طائفية او ان القضاء مسيس ومن هنا فنحن نفسر هذا الكلام انه استدعاء للآخر ان يتدخل في شؤوننا الداخلية لان التدخل انواع اهمها وأخطرها ارسال المجاميع المسلحة لضرب المواطنين الذين يتحدث عنهم هذا السياسي ويتباكى بدموع التماسيح عليهم!!!!
أما المخلصون الوطنيون فإنهم يراهنون على انعقاد القمة في بغداد كي تعود عاصمتنا الحبيبة كما كانت حاضرة العالم وبوابة الخير الى العرب والناس في كل مكان وأننا نعول على نجاح هذه القمة كي يبدأ العراق مرحلة جديدة في علاقات رصينة متينة مع محيطه العربي ومن ثم هذا سوف يصب في مصلحة الشعب العراقي خاصة اذا تعاونت الدول العربية بمنع التسلل او مجيء بعض المتطرفين من بلدانها والاستفادة من الخبرات في البناء والتنمية التي يمتلكونها وكذلك هم سوف يستفيدون من التجربة العراقية وهي تجربة مهمة مع كل ما يقال عن سلبيات هنا او هناك وأخيرا كلمتي الى الاخوة السياسيين وخاصة من هم في الصف الاول اتفقوا جميعكم على انجاح قمة بغداد واجعلوا العراق شامخا بكم واذكروا قول الله تعالى ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))!والريح هي القوة وقوتنا في العراق من قوتكم وإرادة شعبنا تلك الارادة التي تغلبت على كل الصعاب وليس هناك اكثر من صعوبة الارهاب الذي ضرب العراقيين في صميم جسدهم ولكنهم صمدوا وصبروا واثبتوا للعالم ان ارادتهم اقوى من كل شي فإننا ندعوكم ايها السياسيون لجعل العراق شامخا باتفاقكم وتغلبكم على خلافاتكم .
الشيخ د.خالد عبد الوهاب الملا
رئيس جماعة علماء العراق
كتبت بتاريخ السبت، 10 ربيع الثاني، 1433 ،03/03/2012 12:00 م