جمهورية ألمصفحــّــــات .. !!!!المهندس / جمال الطائي - ألسويد

Sat, 3 Mar 2012 الساعة : 13:21

من المعروف اِنّ َ أيّ بلد ٍ في العالم لابد أن يتميز بشيْ ينتجه أو يزرعه أو ينفرد به عن دول أخرى ،لو أ خذنا ( على سبيل المثال ) ايران فسيتبادر لذهننا فورا ً ألسجاد الايراني بانواعه الذي طغت شهرته في ارجاء العالم
لبنان ستتبادر فورا ً مناظره ألخلابة وقدرة شعبه الفائقة في تجارة السياحة واجتذاب رؤؤس الاموال ، ألصومال (الذي دائما ً ما يستهزأ به ألكثير من مثقفينا ) سيتبادر فورا ً لتفكيرنا ألموز الصومالي الذي اكتسب شهرة لا تُضاهى ،ألبرازيل ورغم تطورها الصناعي وتسيّدها في زراعة البن ستتبادر لاذهاننا روعة كرة القدم فيها ، وجمال كرنفالاتها وحلاوة رقصة السامبا البرازيلية ، وهكذا أي بلد ستذكره لابد ان تجد مايتميز به سواء ً في الصناعة أو ألزراعة او الرياضة او الفنون بانواعها أو أي مجال انساني اخر ، ...
صِدقا ً حاولت أن أستحضر في مخيلتي أي شيء ، وأقصد أي شيء يمكن أن يتميز به العراق فلم أجد ، فبلد ٌ في صناعته يستورد حتى حفاضات الاطفال وحفاضات النساء وملابسه الداخلية ،ويستورد كل مايأكله وحتى قناني المياه ألتي يشربها ، وبلد بلا فن ولا ثقافة ولا أي نوع من أنواع المساهمات الحضارية و ألابداع الانساني، ماذا نسميه؟
ألعراق بلد متخصص بانتاج الطغاة والمجرمين والحرامية ، نحن بلد ينتج السياسيين الحرامية بنفس سرعة انتاج البلاستك المعاد من ( النعلان المستعملة ) في منطقة بوب الشام وخلف السدة !!
ليُعطي كل من يقرأ هذا ألمقال لنفسه فرصة دقيقة واحدة يحاول أن يستحضر فيها أسماء عدد من الحرامية من السياسيين ورجالات الاحزاب والمتنفذين من فرسان الفضائيات ألذين يعرفهم ، وأنا واثق انه لن يخرج باقل من عشرين اسما ً على أقل تقدير، ولو أمسكت كل واحد من هؤلاء الحرامية فانه سيعطيك على الاقل اسم 500حرامي زميل من جماعته سواء بالحزب او الكتلة او الوزارة التي يعمل بها ، وهكذا ستجدون اننا سنصل الى رقم خرافي من السرّاق والخارجين على القانون ، ولكن ، هل هذا فعلا ً شيء يمكن ان نفخر انه يميزنا عن غيرنا من أمم الارض ؟
نحن أبناء الارض التي تخصصت بانتاج الطغاة منذ الحجاج انتهاء ً بابن صبحه المقبور . وعلى غرار جمهوريات فرنسا ألخمسة نحن ابناء جمهوريات العراق الخمسة ؛ جمهورية الخوف التي وصفها / كنعان مكية ، وبعد التغيير صرنا ابناء جمهوريات الموت والجثث المجهولة والرؤؤس المقطوعة وجمهورية المفخخات والعبوات اللاصقة وجمهورية الكواتم وجمهورية الفساد والحرامية من كل الاصناف والانتماءات
أفلا يحق لنا أن نبحث عن شيء أقل دموية ووحشية وسقوطا ً أخلاقيا ً يمكن أن نعتبره مميزا ً لنا عن غيرنا ، هذه فرصة قدمها لنا ساستنا في سلطات ألفساد الثلاثة على طبق من ذهب ، تعالوا لنحسبها وستجدون اننا متميزون بها عن غيرنا فعلا ً ،
فمجلس الوزراء ( برئاسته ووزراءه ) ومن تبعهم باحسان يملك مالا يقل عن 200 سيارة مصفحة ، رئاسة الجمهورية ونوابها ( ألمستقيلين والهاربين ومن هم بالخدمة ) ومن تبعهم باحسان يملك مثل هذا العدد من المصفحات ،رئيس البرلمان وحده ( كما صرّح اليوم احد النواب ) يملك 15 سيارة مصفحة ،عدد من أعضاء البرلمان يملكون سيارات مصفحة حصلوا عليها من رؤساء كتلتهم أو ( هدايا ) من تجار وشركات ، رؤساء الكتل والاحزاب والمتنفذين يملكون العشرات وربما ألمئات من السيارات ألمصفحة ، تيمنا ً بالقمة العربية المقدسة استوردت حكومتنا ألمبجلة 400 سيارة مصفحة لتحمي بها من سيأتي لهذه ألقمة من مسئولي الخط الثالث او الرابع من الدول العربية، شرّع برلماننا في ميزانيته الحالية استيراد 325 سيارة مصفحة لنوابه ، الدرجات الخاصة ووكلاء الوزارات سيشملهم هذا التقليد ايضا ً لانهم هم أيضا ً يحسبون أنفسهم مُستهدفين من الارهاب ، و ربما ستطالب مجالس المحافظات أن يُشمل اعضائها والمحافظين بمثل هذه المصفحات ليتسنى لهم التواصل مع المواطنين حتى أقصى بقعة من العراق؟؟ ، وسيطالب المدراء العامين و موظفي امانة بغداد بالسيارات المصفحة ايضا ً ليتسنى لهم تقديم افضل الخدمات لاخوانهم المواطنين؟؟؟ ، ربما سيطيرالسيد عمار الحكيم أوهادي العامري (كونهما يدا ايران في العراق ) ويقنع ألسادة في طهران على توريد سيارات مصفحة ايرانية يتم بيعها بالتقسيط للمواطنين العراقيين ، وبهذا سنضمن أن يكون ( لكل عراقي مصفحة ) ونصبح بحق ( جمهورية المصفحات ) ،
عندها سيصبح بامكان وزراءنا أو نوابنا اذا زاروا أي دولة ان يفخروا بما يقدموه لنظرائهم من الهدايا،فاذا زاروا الصومال مثلا ً فلا بأس أن يهدوا الصوماليين سيارات مصفحة ( استيراد العراق ) وسيهديهم الصوماليين حتما ًموزا ً صومالياً ، لن يكون مهما ً جدا ً أن نعرف ماذا سيفعل به نوابنا ان كانوا سيأكلوه ( أقصد ألموز ) أم يضعوه في مؤخراتهم ... لا فرق !!

 

Share |