د.أياد علاوي ، يعجبني جدا ً ما تقول !!!-ألمهندس / جمال الطائي - السويد
Mon, 30 May 2011 الساعة : 10:38

خلال اليومين المنصرمين كثّف الدكتور أياد علاوي ( وعلى عكس عادته ) من ظهوره للإعلام ، فظهر في مؤتمرين صحفيين وحوار تلفزيوني مطوّل على فضائية الشرقية ،ولأنني أزعم إني متابع للشأن السياسي العراقي فمن الطبيعي أن أتابع أطروحات رئيس القائمة العراقية التي لابد أن يكون لها تأثيرها على مجمل الأوضاع في العراق ..أدهشتني جرأت علاوي في طلبه من رئيس الوزراء بعقد جلسة علنية لمناقشة اتفاقية سحب القوات من العراق , وقال علاوي انه يرفض لقاءات ما أسماها بالغرف المظلمة التي لا يدخلها ضوء الشمس ،و أكدّ إن من حق الشعب على السياسيين أن يعرف كل ما يجري في البلاد وأن لا تُقدم الكتل السياسية على اتخاذ أية قرارات بعيدا ً عن مراقبة الشعب ودون علمه .. وأنا إذ أشدّ على كلتا يديه بحرارة وشكر أتمنى عليه مخلصا ً أن يذكر لنا ماهية الاتفاقات التسعة ( التي يسميها بروتوكولات ) والمشهورة باسم اتفاقية أربيل التي تقاسمت فيها الكتل الثلاثة الكبار العراق من بابه إلى محرابه .. ألم تُبرم هذه الاتفاقات في الغرف المغلقة التي لا يدخلها ضوء الشمس والتي اكتشفنا أخيرا ً إن للدكتور علاوي حساسية منها ، مَن انتخبناهم لم يطلعونا على ما وقعوا عليه وما قدموه كي يبقوا في الحكم فيا حبذا أن تكون أكثر شجاعة منهم وتطلعنا على هذه الاتفاقات مادمت تؤمن إن من حق الشعب أن يطلع على ما يجري بين السياسيين ،بدل أن تهدد شركاؤك في هذا الاتفاق بأنك والقائمة التي تقودها ستتخذون موقفا جادا ً و حاسما ً كما حدث في مؤتمرك الصحفي الثاني الذي وضعت فيه سقفا ً زمنيا ً لشركائك ينتهي يوم الاثنين القادم ولسان حالك يقول ( وقد اعذر من انذر ) ما جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا فتهديدات قائمتكم دوما ُ تعني الكثير من أعمال العنف والقتل والكواتم التي لم تنقطع يوما ستنشط بشكل استثنائي لتُحيي روح النصر العراقية ، نفس الكواتم التي زفًت قبل يومين شهيد العراق ( علي اللامي ) الذي يبدوا انه كان شوكة كبيرة في صفحة من صفاح قائمتكم مما حدا بأكثر من قيادي لديكم أن يظهر فرحه بل وشماتته لهذا المصاب الأليم .الدكتور علاوي دائما حين يتكلم عن مواضيع مهمة تختلف فيها الكتل يتكلم بنوع من التعالي والاستخفاف أحيانا فيقول ( هذا القانون اللي ما أدري شأسمه !!) فيصحح له واحد من الواقفين خلفه قائلا ً ( المسائلة والعدالة ؟؟ ) فيا سيد علاوي : أيُعقل انك لا تعرف اسم القانون الذي من اجله اصدر حزب البعث الساقط بيانا ً لشراذمه ( من تسميهم جماهيرنا ) لينتخبوا قائمتك بعدما رفعت لواء إعادة البعثيين إلى مفاصل الدولة و وزاراتها وبدأت خطوتها الأولى يوم كنت رئيسا للوزراء ومازلت ماشيا على دربها يساعدك ( جحوشنا ) المتشبثين بالسلطة والحكم حتى وان انتهى بهم المطاف أن يكونوا دمى ورقية تحركونها كيف شئتم !!!
أخيرا ، في حديثك التلفزيوني مع قناة الشرقية لم تدخر كلمة من كلمات التسقيط لم توردها حول رئيس الوزراء ،أنت قلت إن نوري المالكي فشل في إدارة الحكومة العراقية وليست الدولة لأنك تقول لا توجد حتى الآن دولة عراقية ، وأنا معك قلبا وقالبا فيما قلته فنوري المالكي وحزب الدعوة وكل الأحزاب ( الإسلامية ) بل ودعني أزيدك من الشعر بيتا ً كما يقولون معظم العاملين في الساحة السياسية العراقية ( إن لم اقل جميعهم ) فاشلين و بامتياز ، لكن ماذا عنك؟ ماألذي يجبرك أن تعمل مع الفاشلين ؟ بل وان تعمل بإمرتهم ( فالمالكي رئيس الوزراء) أليس من الأجدر أن تصارح شعبك ( وجمهورك ) بان هؤلاء فاشلين وان العمل معهم سيؤدي للفشل حتما ً، بدل أن تطالب بامتيازات اربيل ؟ ثم ، إذا لم تكن في العراق دولة كما تقول ، فمن انتم؟ وما سبب وجودكم في السلطة وكل هذه الأموال والامتيازات التي
( تشفطوها ) من أموال العراق ، وأنا لا أعنيك وقائمتك فقط بل اعني كل الموجودين على المسرح العراقي!!!
هناك سؤال يلح ّ علي ّ دأب السيد / علاوي على ذكره في كل لقاء تلفزيوني يجرى معه ، فهو يذكر انه في كل سفرة يسافرها خارج العراق يرسل رسالة إلى رئيس الوزراء يسأله إن كان محتاج لواسطة أو شفاعة عند أي مسئول أو رئيس فهو سيتدخل ( بحكم علاقاته المتينة ) بكل الرؤساء والقادة ، قادة دول القرار السياسي كما سماهم في لقاءه الأخير وسماهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا و روسيا والصين ، حسب ما أعرف فأن الدكتور علاوي يشار له عند تقديمه ب ( رئيس الوزراء الأسبق ) وان رئاسته للوزارة لم تدم إلا شهور قليلة ، فما هي البصمة التي تركها على السياسة الدولية حتى يستقبله الرؤساء وقادة دول ( القرار السياسي ) بعد عزله عن رئاسة الوزارة بسنين ؟ وبعد ثورة الاتصالات والمعلومات التي حدثت بالعالم ، هل يحتاج قادة الدول العظمى إلى وسيط بينهم وبين قادة العراق المنتخبين ديمقراطيا حتى لو كان رئيس وزراء سابق؟
شخصيا كنت شاهدا على مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا ( السابقة ) والتي كانوا يسمونها المرأة الحديدية وشهدت كيف انتهى وجودها في الحياة السياسية بعد سقوطها بالانتخابات وكذلك الأمر مع طوني بلير وحتى جورج بوش الابن الذي غيرّت أمريكا بعهده ( بحربها على الإرهاب ) وجه العالم لقرون قادمة ، يوم انتهت فترته الرئاسية عاد كمواطن أمريكي عادي ،لم نسمع بأي رئيس أو قائد من قادة دول ( القرار السياسي ) أو القادة الأوربيين يلتقي بأي من هؤلاء بعد خروجهم من وظائفهم الحكومية ليستنير بأفكارهم أو يناقشهم في أمور سياسية ، فيا ترى هل الدكتور علاوي أكثر تأثيرا وفهما ً في السياسة الدولية من طوني بلير أو جورج بوش حتى يصر قادة الدول على اللقاء به دون رئيس وزراء العراق الأصلي ؟
بجميع الأحوال ، لم اسمع في أي وسيلة سواء كانت صحف أو تلفزيون منذ عام 2003 حتى اليوم أي رئيس دولة أوربية يلتقي بالسيد علاوي ( كسياسي أو رئيس قائمة ) عدا فترة رئاسته للوزراء .أما ما أميل إليه فان الدكتور كان يلتقي بقادة أجهزة مخابرات لدول أوربية فهذا جائز خاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار إن الدكتور نفسه كان قد اعترف بعلاقته بأجهزة المخابرات لدول عديدة ، ومما يؤكد ما ذهبت إليه إن مثل هذه اللقاءات ( لو حدثت ) لا يتم الإعلان عنها ، وهذا ما يفسر عدم ظهور السيد علاوي في وسائل الأعلام الأوربية.
أخيرا كنت أتمنى على الدكتور اياد علاوي أن يستغل احد المؤتمرين الصحفيين أو المقابلة التلفزيونية ليبرأ نفسه وقياديين في قائمته من التهم التي قاربتهم في برنامج العراقية والحدث قبل يومين والتي كشفت فيه القوات الأمنية عن مجموعة من القتلة الطائفيين التي تلطخت أيديهم بدماء العشرات من العراقيين ويقودهم شخص يرتبط بعلاقة وثيقة مع الدكتور علاوي وقياديين في قائمته سهلوا لهذا المجرم الدخول للمعتقلات العراقية وتلفيق أخبار كاذبة عن عمليات تعذيب اتهمت بها الأجهزة الأمنية واستغلتها وما تزال العراقية لمهاجمة الحكومة وإظهار نفسها بمظهر الدفاع عن حقوق الإرهابيين والقتلة بل وتباكي بعض قادة القائمة على أحوال المجرمين في السجون متناسيا الدماء البريئة التي أهدرها هؤلاء القتلة الأنجاس ، كنا نتمنى أن يعلن الدكتور علاوي براءته وقائمته من هذه التهمة ، أو أن يتحدى الحكومة لتقديم الأدلة ( كعادته ) أو أن يهدد اللواء / قاسم عطا مثلا بأخذ القضية إلى مجلس الأمن للتحقيق فيها .. ولكن السيد علاوي ( على غير عادته ) طنّش ولم يأتي على ذكر هذه القضية رغم أهميتها وما تحمله من اتهام مباشر عسى المانع يكون خيرا ،يا ترى هل هو عدم اهتمام بها لصغرها أو تفاهتها ،أو لان في بال الدكتور أشياء أهم من دماء العراقيين تشغله كاتفاقات اربيل مثلا؟ الله وعلاوي فقط يعرفان !!