شذرات من سيرة الامام الحسن العسكري مع تهنئه بمناسبة ولادته (عليه السلام)-عبدالامير الخرسان-فنلنده

Sat, 3 Mar 2012 الساعة : 12:25

قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى . صدق الله العلي العظيم
نهنئكم ونبارك لكم شعبا وأمّة وعالما عيد ميلاد الامام الحسن العسكري الاغر الميمون ونهنىء ونبارك سيدنا ومولانا الامام الحجه المنتظر عجل الله فرجه الشريف بهذه المناسبه العطره المباركه التي تمر على العالم الاسلامي وهو يعيش ظروف القهر والمحن والمصائب التي يجددها الاستكبار العالمي والصهيونيه اليهوديه وتحاول النيل من كرامة الاسلام والمسلمين وعزتهم وشرفهم وتبث فيهم روح الفرقه والتناحر والابتعاد عن بعضهم وتحاول طمس المعالم الاسلاميه ورموزه الربانيين وعلمائه الابرار . لقد تنكرت الصهيونيه لمبادىء الاسلام وعقيدته الربانيه وحاربت المسلمين ومازالت تحاربهم بشتى الوسائل والطرق الحربيه بدوافع السيطره على بلاد المسلمين واحتكار ثرواتهم ومواردهم الاقتصاديه واقامة السوق الأستهلاكيه لمنتجاتهم ليبقى المسلمون استهلاكيون ومتخلفون اكثر مما هم منتجين ومتحضّرين ومتطورين .لقد يعيش المسلمون في هذه الفتره المظلمه كما عاشها المسلمون في زمن الامام الحسن العسكري عليه السلام ايام الحكم العباسي الذين قتلوا المسلمين وتنكروا للاسلام وأرادوا عودة الجاهليه الى أحضان الجزيره العربيه وبقية الدول الاسلامه بغيا منهم على المقدسات الالهيه وخلفاء الرسول (ص) وأوصيائه الذين اختارهم الله لقيادة البشريه . لقد استلم الامام الحسن العسكري (ع) فلم يجد الاسلام والمسلمين بل وجد الخوف ينتاب المسلمين والسلطات العباسيه لاتقل شراسة عن السلطه الامويه بل فاقتها اضعافا مضاعفه تلاحقهم وتعطي الاموال والذهب لمن يقتل مسلما او يسلمه لسلطتهم الغادره والفاجره , ومن هنا يبدأ دور الامام الحسن العسكري (ع) الرسالي والقيادي دور التحدي والصمود والفكر الرصين الذي يعتمد الاصاله والنهج الالهي القويم والمواجهه الحقيقيه لانعاش الاسلام والمسلمين وعودة الحياة الى ربوعه . ان الامام الحسن العسكري (ع) استطاع ان يجمع شمل الامه الاسلاميه ويؤسس القواعد الشعبيه المثقفه التي يعتمد عليها في تبليغ الرساله وأقامة الثوره ضد الظالمين والطغاة وتهيئة واعداد الطبقه القياديه الواعيه التي تعرف كيف تقود المسلمين من نصر الى نصر .
ولد الامام الحسن العسكري عليه السلام في اليوم الثامن من ربيع الثاني سنة 232 هجريه في سامراء من أم نوبيه اسمها سليل اي اي نقيه من الآفات والعاهات تمثلت الطهاره والعفه والفضيله كلها فانجبت هذا السيد الامام الهمام الذي جعله الله اماما معصوما ونصبه علما هاديا للامة الاسلاميه وكل العالم , الائمه عليهم السلام هم شموس الانسانيه وأقمار البريه وسفن النجاة الجاريه ومصدر الشريعه الاسلاميه من تبعهم نجى ومن تخلف عنهم هوى وغرق لان التخلف عنهم يسبب فراق للحق واتباع الشيطان وهذا ما أشار اليه الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله)حيث قال (النجوم امان لاهل السماء من الغرق واهل بيتي امان لاهل الارض من الاختلاف فاذا اختلفت عنهم فرقه صاروا حزب الشيطان) . وكان الشيطان لربه كفورا.
للامام الحسن العسكري (ع) دور ريادي وقيادي عظيم :1 في تأصيل الاسلام ورفع مستوى المسلمين العقائدي والعلمي والفقهي والثقافي وحتى رفع حاجاتهم الماديه الدنيويه لانه كان كأجداده يرسل الطعام والاموال لكل المحتاجين . 2 كان الامين والحافظ والمدافع عن الشريعه الاسلاميه من الانحرافات والتشويهات التي حاول المنحرفين ان يدخلوها على الشريعه كعلم القياس في الفقه او التأويل الغير صحيح في تفسير القرآن او الافكار الضالّه التي ادخلوها على العقيده لينحرف المسلمون عن عقيدتهم الساميه .
3 فتح الحوزات العلمية وتخريج الوكلاء الفقهاء وارسالهم الى المدن والدول الاسلاميه للحفاظ على المسلمين والاسلام .
4 الاتصال بساحة الحكومه عن طريق اصحابه وتعديل الميول والانحراف عند قادة الدوله والمسؤلين فيها
5 فتح باب الحوار ومناقشة الامور المهمه التي تخص الساحه الاسلاميه التي يحاول ان يثيرها خصوم الاسلام مثل قصة الجاثليق الذي خرج يستسقي اي يطلب من الله الغوث والاستسقاء للارض والناس في زمن الامام الحسن العسكري وفعلا عندما رفع يده الجاثليق انهمرت السماء بالمطر في حين خرج قبله المسلمون فلم يستجب لهم الله وجاؤوا للامام ونقلوا له القصه فقال ليحضر يوم غد ونرى فحضر الجاثليق وكل المسلمين والنصارى وطلب الجاثليق من الله المطر فتلبدت السماء بالغيو السوداء فرأى الامام عليه السلام بيد الجاثليق عظما فأخذه منه وقال له ادعوا الله الان فلما دعا لم يستجب منه الله وانكشفت الغيوم فقال له الامام هذا الذي عندك وتقسم به على الله هو عظم لنبي انت اخرجته من قبره فأقر الجاثليق للامام ثم دعا الامام عليه السلام بالاستسقاء فتلبدت السماء بالغيوم البيضاء ومطرت مطرا نافعا فقال الامام للجاثليق عندما تكشف عظم نبي للسماء الله لايرضى ويغضب لهذا الفعل فعندها اسلم الجاثليق ومن حضر معه . ومثل هذه القصص الف والف قصه وقصه يذكرها اصحاب السيره والتاريخ .
6 التمهيد لظهور الامام الحجه عجل الله فرجه حيث كان يعلم شيعته على الامام من بعده وكيف يختفي ويغيب عن الانظار في غيبتين صغرى وكبرى وينبغي في هذه الفترة القاسيه على المسلمين ان يهيؤوا انفسهم ويصلحوها ويشبعونها بالعلم والمعرفه والثقافه الواعيه وان يصلحوا واقعهم ويملؤوه بالاصلاح والمعروف الخير والتعاون وان لا يتهاونوا بالعمل العبادي والطاعه ويمتثلوا اومر الله ونواهيه ليعجل الله فرج وليه الامام الحجة المنتظر روحي وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.

Share |