المواطن الكريم بين الرموز الوهميه والضياع- عبدالامير الخرسان- فنلنده

Thu, 1 Mar 2012 الساعة : 14:00

 كل شعوب العالم تلتزم الرمز الذي تختاره وتؤيده وتجعله قائدا وسيدا لمواجهة الابتلائات والمحن التي تمر بها ويمثل حركتها وجهادها ومواجهاتها ضد الظلم والطغيان او الاحتلال الاجنبي او لطرد الفتنه والقضاء عليها ,
يتحمل اعباء ومسؤوليات وتطبيق النظام والقانون الحضاري الذي يرضي الشعب وينهض بالوطن ويرتفع به الى اعلى مستويات الحضاره والعلم والتطور . كلما كان الرمز القائد والموجّه قويا ومتكاملا في الشخصيه والعلم والسياسه والاقتصاد والاجتماع كان شعبه ايضا قويا ومتكاملا ومتوحدا ومثقفا وبالعكس لو كان الرمز القيادي ضعيفا مزاجيا متخلفا يكون نصيب الشعب التخلف والتمزق . كذلك لو زاد عدد الرموز القياديين الذي يدعي كل منهم هو الرمز والقائد هذا يمثل قمة الهشاشه لهؤلاء الرموز والضعف وبالتالي يؤدي الى تشتت الشعب فرقا واحزاب وطوائف , وهذا ماوقع به الشعب العراقي الجريح من كثرة الاحزاب والمنظمات والهيئات الحاكمه وكل حزب ومؤسسه منها تنتفخ وتصرخ هي القياده والرمز , وهذا ما يفسد الاداره السياسيه وبالتالي تنعكس سلبا على المواطن وتهدر حقوقه وان كان كل عضو منتخب هو رمز للذين انتخبوه ولكن ليس رمز لكل المواطنين فينبغي على كل عضو ان يتصرف ضمن عمله الموكل به وضمن الدستور العراقي . نحن نريد الرمز والقائد سواءا كان أحزاب او مؤسّسات او تجمّعات كلها تلتقي في بيت واحد ومؤسسه واحده وكتله واحده لافرق بين الابيض والاسود والعربي والفيلي والكردي والشيعي والسني والمسيحي والمندائي كلهم سواء اخوه متحابين متآخين متعاونين ذا راي واحد وكلمه واحده وقائد واحد ينتخبونه عن قبول وتراضي لايفرطون به ولايخالفونه ولكن يحاورونه ويجمعون امرهم بينهم للقضاء على هذا التناحر ومواجهة العدو الارهابي والعفلقي والامريكي والفساد الاداري والنظر لحاجات الشعب الاقتصاديه والخدميه والامنيه برويّه وحلم ودراسه وتخطيط. فهل يستطيع الاخوه الرموز وقيادي الشعب العراقي ان يقبلوا بدخول الاطار الواحد والبيت الواحد ويرسموا صورة القائد الواحد والرمز الواحد ليكون هو المسؤول والمحاسب امام الله وأمام الجماهير التي انتخبت رغم الاوضاع الخطيره والصعبه .ليكون الرمز لعموم الشعب وليس لحزب اومؤسسه على حساب الاخرين . الرمز الذي لاتغرّه السلطه ولا تزيده كثرة الهتافات عزّه بقدر الدفاع عن العدل والحق والصدق . على القائد الرمز ان يكون ذا موقف ثابت من القضايا المصيريه التي يمر بها العراق وكسب كل قوى الشعب العامله الى جانبه وعدم هدر ثروات الوطن والحفاظ عليها وكذلك عدم حرمان الشعب من هذه الثروات ليعيش سعيدا كريما , القائد الرمز لايتراجع عن مواقفه في نصرة وطنه وحكومته وعليه التزام مبدء الكفاف والزهد لمواساة الشعب وفقراؤه الذين لم يملكوا عملا او دخلا يوميا او شهريا وعلى هذا القائد توفير العمل وصرف الرواتب بشتى الوسائل .الشعب العراقي يطالب بقائد رمز وموجه لهذه الحكومه لم يقتصر على حزب او مؤسسه بل يلتزم الجميع ويلتزم كل ابناء الشعب العراقي المحروم .لم يداهن ولايماري يمتلك الرؤيه الثاقبه التي تشخص كل نقاط الضعف التي يمر بها الشعب العراقي وحكومته ليضع لها الحلول السليمه الناجحه .ينبغي ان يكون صاحب فكر ثاقب ومرجعيه ثابته ياوي اليها الجميع عند الضروره وفي كل الاوقات . ليكون الرمز مخلصا للشعب منصهرا في مصلحة الوطن ويدعو الى التي هي اقوم وان كان فيها صعوبات وعراقيل لانها بالتالي تصب في مصلحة الجميع . ينبغي ان يكون الرمز القائد منبثقا ومنتخبا من الشعب العراقي ويعيش في وجدانهم ويتحمل كل آلامهم ومعاناتهم ويكون المنقذ والمصلح لهذه الاوضاع الفاسده العقيمه .ان اهداف الشعب العراقي لن تتحقق الا بانتخاب الرمز الذي يقبله الجميع وكذلك الالتزام بالوحده الوطنيه المشتركه وقبول مساعي العلماء والمفكرين العراقيين الاصلاحيه والتوجيهيه وعدم الاستبداد بالسلطه والقرار . اذن على الشعب العراقي ان يقرّر التغيير في اول انتخابات قادمه (وياحبذا لو سارعوا في تقديم الانتخابات ) بالتزام رمز قيادي وموجّه لهم في ازمتهم هذه يحبهم ويحبونه ويضحي من اجلهم ويتفانى من اجل حقوقهم وسعادتهم لينتخبوه , ينبغي لهذا الرمز او الرموز المنتخبه ان تكون وطنيه عراقيه نابعه من رحم الشعب العراقي وملتزمة يكل العهود والوعود والمواثيق امام الله ورسوله والشعب العراقي الكريم .
 

Share |