المالكي بين (( دكتا إيثاريته )) و (( الدكتاتورية ))-ابو تبارك الناصري-الناصرية

Tue, 28 Feb 2012 الساعة : 11:10

في جانب من آخر الأزمات المُفتعلة بين القائمة العراقية والسيد رئيس الوزراء , والتي لم تنته تداعياتها بعودة السادة نواب و وزراء القائمة العراقية لجلسات مجلس الوزراء والبرلمان , اثر تصريحات السيد نائب رئيس مجلس الوزراء التي وصف فيها المالكي بانه ( دكتاتور هدام ) في الوقت الذي كان فيه المالكي يثل العراق في واشنطن للتفاوض على ترتيبات الانسحاب الامريكي , بعد ان القى الكرة في ملعب البرلمان والسادة زعماء الكتل وقدم اليهم ملف كامل عن أمكانيات الجيش وقوى الأمن والتحديات على المستوى الداخلي والخارجي وقال لهم أدرسوا الموضوع وقرروا , هل نمضي بالاتفاقية أو نحتاج لتمديدها , أو أضافة بند لها , أنا أضعكم بصورة الإمكانيات العسكرية العراقية وأنتم قرروا , طبعا جاءت هذه الخطوة من السيد المالكي في الوقت الذي ينادي فيه الجميع بالشراكة بالقرار السياسي , فما كان جواب السادة البرلمانيون وزعماء الكتل سوى الصمت وتسويف الموضوع , حتى جاء موعد الرحيل في الاتفاقية فسافر السيد المالكي الى واشنطن لبحث ترتيبات الانسحاب , وجاءت تصريحات المطلق وهو يقيم في عمان بان المالكي دكتاتور هدام !!!
لم نتجاوز تداعيات هذه التصريحات حتى خرج علينا بيان من السيد مقتدى , حقيقة لا أعلم في أي مكان يقيم الان ( اكيد وهو خارج العراق ) في ظروف مشابهة للظروف التي أطلق فيها المطلق تصريحاته ( سآتي على ذكرها لاحقاً ) يصف المالكي وبوصف مشابه لوصف المطلق يصفه بيان مقتدى ((بدكتاتور الحكومة)) !!!
الفرق هو فقط بين الهدام والحكومة .
جاءت هذه التصريحات والاتهامات في البيان اثر خلاف بين الكتلة الصدرية ودولة رئيس الوزراء حول ترحيب المالكي بترك عصائب أهل الحق السلاح ودخولها في مشروع المصالحة الوطنية تمهيد لدخولها العملية السياسية , عصائب أهل الحق تصنف على انها من بُنَيّات التيار الصدري ( الا اذا اراد السيد مقتدى الصدر النهج منهج اقصائي واحتكار اسم الصدر ) فهي خطوة تعتبر اشراك لجهة تؤمن بالخط الصدري وتنتمي اليه ...
ما بين ايثار السيد دولة الرئيس اشراك الكتل البرلمانية في القرار الاستراتيجي للأنساب واشراك مكون من مكونات التيار الصدري في مشروع المصالحة يأتي هذه التصريحات والاتهامات التي تصف المالكي بالدكتاتور وهو في قمة (( دكتا إيثاريته ))..
تأتي هذه الاتهامات من جهات لم تستوعب بعد حقيقة الموازنة بين المسؤولية والتعبير عن الراي , من جهات لا تملك من ثقافة قبول الراي الاخر واحترامه , سوى الاتهامات ونعوت الاخرين بصفات لا تملك ان تنفيها عن نفسها , ولم تتجاوز ثقافتها بعد , فالسيد صالح المطلق لم يجف بعد حبر الورقة التي كتب عليها تعهده بالبراءة من حزب البعث والنظام الدكتاتوري , فهو يحتاج لوقت طويل حتى يثبت للعراقيين بانه كان صادق مع توقيعه بالبراءة من حزب البعث ..
والسيد مقتدى هو ايضاً يحتاج ان يثبت للعراقيين ثقافته الديمقراطية في تقبل الاخرين وعدم احتكار مسميات التيار الصدري , فلم يكف اتباعه بعد حملات التسفيط على جميع التيارات المنطوية تحت لواء الصدر, لا زالوا يقصون من هذه القاعدة الواسعة اتباع اليعقوبي والصرخي وحزب الدعوة وعصائب اهل الحق . ويعتبرونهم جميعهم ليسوا من التيار الصدري , والتيار الصدر حكر على مزاج مقتدى الصدر ..
الاولى بهم ان يخرجوا انفسهم من دائرة الاتهام , وبعد ذلك فليتهموا من يشائوا
 

Share |