لماذ تم وأد مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية - حيدر البوهلالة- النجف الاشرف
Tue, 28 Feb 2012 الساعة : 10:14

بسمه تعالى : ان النتيجة التي وصلت اليها الخطط وبرامج العمل والتخصيصات المالية الضخمة لانجاز مشروع : النجف عاصمة الثقافة الاسلامية , اعتقد انها تكشف لنا بوضوح عن حقائق كثيرة قد يكون من غير الممكن التحدث عنها لولا هذه التجربة القاسية والمحزنة فعلا , ولااريد ان القي اللوم على احد فاغلب المقصرين والذين تسببوا عن قصد بافشال هذا المشروع الثقافي هم معروفين في كل الاوساط الثقافية والسياسية , ولكن مااريد التحدث عنه بايجاز وتركيز هو :
1- ان الابعاد المترتبة على اجهاض هذا المشروع هي جدا خطيرة على المجتمع لكونه يتم تحت مظلة الثقافة الاسلامية والولاية للامام علي عليه السلام ولكنه فشل بيد جهات طالما تبجحت علينا بهذه الشعارات واعتمدت عليها في كسب رصيدها وبالتالي فان ذلك يؤكد افتقارها للامانة وعدم تحمل المسؤولية في الجوانب الحياتية الاخرى للمجتمع وان وجودها على هرم الحكم انما يسبب تهديدات خطيرة على المصلحة العامة وامن المجتمع .
2- انا اوجه كلامي لكل الجهات التي هي مسؤولة عن المشاركة لانجاح هذا المشروع بشكل رسمي او بشكل غير رسمي (التزام ثقافي واخلاقي ووطني ) ولااستثني اية جهة على الاطلاق فيما عدا الاحزاب العلمانية طبعا وحزب البعث الكافر , وبالتالي فان على هذه الجهات ان تلتزم الواقعية في رسم برامج عملها وفي اختيار كوادرها للادارة والتخطيط والتنفيذ وان تحاول تجاوز مرحلة المحسوبية والمجاملات في برامج عملها خاصة تلك المتعلقة بالامن الاجتماعي والعقيدة لان ماحصل يكشف عن هوة كبيرة بينها وبين كل المواصفات المطلوبة في تلك الكوادر.
3- من الواضح جدا ان الله والدين والثقافة والحرية والديمقراطية ليس حكرا على اية جهة شريفة دون اخرى ولايخص اي فرد دون اخر وبالتالي فان مايفرضه العقل والعلم من ضرورة الالتفات الى بناء - اعمار الانسان وحماية كرامته بتوفير مستوى ثقافي - اقتصادي مقبول هو المطلب الذي لازال يفرض نفسه ولايمكن التعتيم عليه بكل الشعارات الطنانة , وقد وصلنا الى المرحلة التي لم نعد نستسيغ التبجح الكلامي دون انجاز فعلي ووراقعي فالرجاء الرجاء من كل الاخوة الذين تسببوا بالحاق الضرر بالمصلحة العامة للمجتمع من اية جهة كانت ان يعودوا الى رشدهم ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه , فهم قد قدموا انموذجا سيئا للادارة ولابد من نشوء جهة اتحادية تهتم بامن الشعب العراقي على كل المستويات والى ان يتحقق ذلك لابد لنا من الاقرار بان الاحتلال لازال جاثما على صدورنا باسوا اشكاله واثاره لانه يمارس حاليا برامج الاستغفال بدلا من الاكراه المسلح .