بعد القومچيه والدينچيه هل جاء دور العرگچيه ـ عقيل الموسوي

Mon, 27 Feb 2012 الساعة : 14:08

وصلني ايميل يتحدث عن قصة حقيقية حصلت في أبوظبي لصائغ مجوهرات كبير السن متعلق بالدين , ففي احدى الليالي دخل عليه شيخٌ يحمل خاتما مكسورا يريد اصلاحه فأخذه منه الصائغ وبدت عليه علامات الذهول من شكل هذا الشيخ فقد كان البياض عنوانه أبيض البشرة ، أبيض الشعر ، أبيض اللباس ، أبيض النعل ذو لحية طويلة وبيضاء فقال له الصائغ: هل لك ياسيدي أن تستريح على هذا الكرسي حتى أنتهي من تصليح خاتمك فجلس الرجل دون أن ينطق بأي كلمة وفي هذه الاثناء دخل رجل وزوجته إلى المحل فبادرت الزوجة بالسؤال عن عقد أعجبها فقال لها الصائغ دعيني انتهي من اصلاح خاتم هذا الرجل الجالس , وفي نظرة استعراضية ابدى الزوجان ما ينم عن ذهولهما وخرجا من المحل بحركة تركت انطباع تعجب لدى الصائغ , وإذا برجل يدخل وبيده إسورة مكسورة فقال للصائغ : إني على عجلة من أمري وأريد تصليح هذه الإسورة .. حاضر ياسيدي ولكن دعني أنتهي من تصليح خاتم هذا الشيخ .. اجاب الصائغ , وهنا تلفّت الرجل يميناً وشمالاً في حركة مصحوبة بالتعجب المصطنع ليقول أجننت يارجل اني لا أرى أحداً هنا !! ، ليخرج بعدها غاضباً ويترك الصائغ في حيرةٍ من امره , وهنا ينطق صاحب الخاتم قائلاً لاتخف أيها الرجل المؤمن إنما أنا مرسل من عند ربك الرحيم فلا يراني إلا عباده الصالحين وقد أُرسلت لأقبض روحك الطيبة إلى جنة النعيم فقد كنت قبل قليل في بيتك المنير بالجنة وقد شربت من ماء نهرك العذب وأكلت من بستانك العنب .. فطار عقل الصائغ فرحاً وبدأ يحمد الله وأكمل الرجل قائلاً : كما أني أحمل منديلا أخذته من بيتك بالجنة فأبشر برائحة الجنة ، فأخرج المنديل من جيبه وقال أيها العبد الصالح شم رائحة الجنة فأخذ الصائغ المنديل فشمه شمة قوية ثم قال آآآآه إنها رائحة لا تخطر على بال بشر ثم أخذ شمة أخرى وقال يالها من رائحة تذهب العقل يالها من رائحـ ثم أغمي عليه , ليفيق بعد فترةعلى خراب بيته , وهو يتلفت يمنة ويسرة ليجد محله قد سرق بالكامل أذ لم تكن تلك الرائحة لامن الجنة ولا عنبر المشخاب بل كانت من مادة مخدّرة ولم يكن الرجل ذواللباس الابيض مبعوثاً من الجنة بل كان عضواً في عصابة يشترك معه الزوجان والرجل ذو الاسورة المكسورة والقانون لا يحمي المغفلين
قد تكون هذه القصة مجرد نسجٍ من الخيال الّا انني أجزم بأننا نعيش مثيلتها على الواقع , نعيش مثيلتها مع اولئك الذين اعتلوا كراسي الحكم بأسم الدين اولئك الذين ولدوا مختنين وولدوا مختمين باليمين ويحنثون باليمين ويحملون مسابح ميه وواحد ويرتادون مسابح العراة اولئك الذين قال عنهم بيت الدارمي ( چويه وثلث خرزات واربع محابس .. گبل السقوط بيوم زيتوني لابس ) .. فقد قاموا بنشر جلابيبهم التي اعتلاها غبار زوّار الحسين ـ ع ـ وصورهم التي تعكس نور الايمان من جباههم المعفرة من اثر السجود امام عيوننا ليحجبوا عنا سوء عملهم ولتسكرنا طرق استخراجهم الحديث من بطون صحاحه ونشوة النصر من الله والفتح المبين هذه المرة وليس القريب كما اسكرتنا انتماءاتهم الى السادة والاشراف وبني هاشم .. لنفيق بعدها على خراب العراق بأكمله وليس البصرة لوحدها كما يقول المثل
فبعد ان استنشقنا عطر القومچية المضمخ بالوحدة العربية المتبوعة بحرية لا تنعم بقية الامم بمثيلتها فضلا عن رخاء الاشتراكية , وأذا بنا نفيق على تفتيت وحروب وسجون وتعذيب واجهزة مخابرات تحسب علينا انفاسنا لتصادر كل نفسٍ حالمٍ بأنحناءة حرف الحاء من كلمة حرية , لقد جرّبنا القومچية سادتي الافاضل وها نحن نعيد الكرّة مرة اخرى في خضمّ تجربة الدينچية او ربما الدودچية وعلى ذكر هذه الكلمة فقد سألت جدتي رحمها الله والتي كانت تسكن مع بيت خالي في محلة الشواكة ذات يوم عن عمل زوج جارتها التي تزور جدتي وهي مدندشة بالذهب فقالت ( يا يحبّوبه رجلها يشتغل دودچي ) .. شنووو ؟؟ ليتبين لي فيما بعد انه صاحب مكوى ( اوتچي ) , أقول وبعد ان اتضح لنا أمر اولئك الذين نادوا بالأفكار القومية والافكار الدينية رائعتي الصياغة والمعاني سيئتي التطبيق فهل حان الوقت لنشارك الممثل القدير دريد لحام نخبه الذي احتساه في مسرحية كاسك يا وطن حين يأتي دورالعرگچية ؟ وهنا اسمحوا لي ان اسوق لكم بعضا من خصائص السادة العرگچية في دعاية مجانية لدورهم المرتقب والذي سيرفعون فيه شعار ... بات سكران ولا تبات ندمان
اولا . سوف نبقى في ظل حكومتهم حذرين متيقظين لأننا لا نمنحهم ثقةً مطلقةً كتلك التي اخذها القومچية منا عنوةً او التي اعطيناها للدينچية وأحنه مغمضين
ثانيا . لايسرقون من اوقات العمل كأولئك الذين جنّدوا الشعب لمسيراتهم القومية والفعاليات التعبوية او الاخرين الذين ضيعوا الاوقات في الصلوات والصلاة الوسطى وقاموا بالاموال سارقين حتى حاول البعض منهم نقل صلاة الغفيلة الى وقت مابين الظهر والعصر لأنه يقتطع بذلك من وقت العمل , فضلا عن الزيارات وما يترتب عليها من تعطيل
ثالثا . لن يلوثوا سمعة المراجع مثلما عمل القومچية حين جعلونا نكره انفسنا لأننا عرباً كما يزعمون أو ما عمله الاخوة حين تغطوا بلحاف المرجعية الدينية وهم جُنُبا من الحرام
رابعا . لن نتفاجأ ونصبح عرضةً للغلطة القلبية وداء السكري اذا ما اكتشفنا ان حكومة العرگچية قد سرقوا الاموال او نهبوا الخيرات رغم أنهم لن يسرقوا البلد تحت اسم الحمايات والسيارات المصفحة
خامسا . لا يستطيع العرگچيه الهروب في حالة اجرامهم لوقوعهم تحت تأثير المخدر كما انهم لا يهتمون بشكل الطاولة ان كانت مستديرة او مستنيرة بنور البعث بقدر اهتمامهم بما يطرح فوق تلك الطاولة من بَلَنگو
سادسا . لن يهددوا البلاد بالذوبان في البلدان الاخرى بأسم القومية ولن يهددوها بالتقسيم بأسم الطائفية ولن يهددوا العباد بحرب كردية او حرب البوابة الشرقية ولا حرب القتل على الهوية لأنهم لا فرق عندهم بين عربي شيعي او كردي سني الّا بقدر ما يقدم من اللبلبي
سابعا . من المعروف ان العلاقات التي تربط بين السادة العرگچيه علاقات متينة , الامر الذي سينعكس ايجاباً على الشارع بصورة عامة والشارع السياسي على وجه الخصوص
ثامنا . قد يقوم العرگچيه بأجبار الشعب على تناول البلنگو الذي من اعظم فوائده ان المواطن سوف يكون تحت تأثير المسكر فلا يرى صورة حيدر الملا ولا يسمع تصريحاته المقززه

Share |