هل ان مدينة أور الأثرية لاتُعَمَر الا بعد زيارة البابا لها ؟؟-جواد كاظم إسماعيل
Mon, 27 Feb 2012 الساعة : 13:48

قبل أيام زار وفد رفيع المستوى يمثل وزارة السياحة والآثار زار محافظة ذي قار للتشاور مع السلطة المحلية فيها حول زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة إلى مدينة أور الأثرية الواقعة على بعد 15 كم شرق الناصرية الوفد الذي يرأسه وكيل وزير السياحة والآثار التقى بعدد من المسؤولين في المحافظة للتباحث معهم بخصوص موضوع زيارة البابا الميمونة وقد رصدت الوزارة مليارات من الدنانير العراقية لهذه الزيارة كما رصدت السلطة المحلية في المحافظة حوالي مليار دينار أيضا لذات الغرض , أقول وليس من باب الاعتراض على الزيارة او الاهتمام بها , لكن قولي ينصب على ثقافة( زورني اتجمل ,,عوفوني اتبهذل) وهذه الثقافة مع الأسف قد ورثناها من عهود غابرة حيث ان أي مسؤول دائرة حين يعلم بزيارة مسؤول,, رفيع المستوى,, إلى مدينته او إلى قاطع عمله يخرج من مكتبه ويحث موظفيه لاسيما موظفي الخدمة منهم على نظافة الممرات بعد نظافة مكتبه الخاص طبعا ,كما انه يقوم بتوصية حازمة إلى كل الأقسام بضرورة تجميل السجلات وغرف الموظفين , اما الوحدات الإدارية في النواحي والا قضية حين يزورها محافظ او وزير فأنها تهب عن بكرة أبيها وتنشر عمال البلدية على طول الطريق الذي يمر منه هذا المسؤول بالإضافة إلى حث سواق ,,التناكر,, للقيام برش الماء على الشوارع والطرق التي من المحتمل يزورها هذا المسؤول المبجل . هذه الثقافة مع الأسف انتقلت عدوتها حتى إلى وزارات الدولة بل حتى إلى رأس هرم الدولة. اقول لم َ لانتظف قبل ان يزورنا المسؤول ؟ ثم لماذا لانفعل ذلك من تلقاء أنفسنا ونحن مسلمين والإسلام أوصى بالنظافة بدون زيارة مسؤول ؟و لماذا لانتقن عملنا قبل ان يحل عليه المسؤول بطعته البهية ,؟ الم يوصينا ديننا بإتقان العمل دونما رقيب كما أوصانا رسول الله_ص_ بقوله ( رحم الله امرئ عمل عملا فأتقنه ) , ثم أعود إلى موضوع زيارة البابا إلى مدينة أور الأثرية وأتساءل الا تستحق هذه المدينة الأعمار والاهتمام بها حتى وان لم يزورها البابا ؟ الم تعد مدينة اور المركز الحضاري العالمي كونها المدينة التي انطلق منها الحرف الأول وفي أديمها تأسس بيت نبي الله إبراهيم الخليل .؟ أين كنا عنها طيلة هذه السنوات حتى نهتم بها اليوم ؟ ثم لماذا لانضع خطط علمية مدروسة وممنهجة للنهوض بالمناطق الحضارية والأثرية في عموم العراق ثم بعد ذلك الاهتمام الشامل بالسياحة بشكل عام ؟ موضوع هذا الاهتمام اليوم بزيارة البابا يذكرني بموقف نظام صدام المقبور حين أعلن البابا يوحنا بولص الثاني زيارة مدينة أور الأثرية و كان ذلك في عقد التسعينيات حيث كان يومها شعب العراق يرزح تحت دمار الحصار اللعين , رغم ذلك فقد جند ذلك النظام وقتها كل طاقم الوزارات المعنية لبناء مرافق سياحية وإنشاء طرق وتعبيد طرق أخرى لكن البابا لم يأت ولم تحصل الزيارة بالمرّة. وكانت سالفة وانتهت ,, وراح الأعمار مع دخول أول همر أمريكية للعراق وأصبحت أور اليوم مدينة موحشة قفراء فهل تتكرر ذات القضية وتصير راحت ( فلوسك يصابر) ؟ والسؤال الأخير والاهم هل ان مدينة أور لايمكن ان تُعَمَر الا بعد زيارة البابا لها أم أننا ألفنا هذه الثقافة اللعينة وليس لدينا غيرها من بديل ؟؟