الشهيد المظلوم شهاب التميمي-عبدالرزاق العبودي- الشطرة

Mon, 27 Feb 2012 الساعة : 13:12

في اوائل العام 1933م ولد شهاب احمد التميمي في ربوع مدينة العلم الثقافة والشعر والادب واعني بها مدينة الشطرة في محافظة ذي قار التي انجبت الفطاحل من هؤلاء امثال الدكتور هادي الحمداني و زامل سعيد فتاح وحضيري ابو عزيز وداخل حسن ومن ثم صباح السهل وعدنان شلاش والعملاق حسين الهلالي ...وووو.. وليعذرني كل مبدعي هذه المدينه.
نشأ وترعرع شهيدنا البطل في كنف عائلة محترمة من عوائل الشطرة حيث كان ديوان ابيه بذرة اولى لجمع مثقفي المدينة وبسطائها معا وهم نماذج طيبة تفوح عطرا باريج احاديثها المفعمة بحب العراق وشعبة الابي ، وهنا ولدت اولى نزعات التميمي المتمثلة بحب الناس ومتابعة اوضاعهم وهي من مكتسبات هذا الديوان.
لقد عاصر شهيدنا في بواكير عمره العديد من المآسي والنكبات ، فكان قرار تقسيم فلسطين 1947م ثم معاهدة بورتسموث التي تصدى لها وطنيوا العراق وفي مقدمتهم ابناء الناصرية والشطرة وكان شهيدنا كما تروي زوجته ايناس الخالصي في كتيبها (التميمي الصحفي والمناضل)من المشاركين المتحمسين في احداث وثبة الجسر ك2عام 1948التي اندلعت ضد المعاهدة المقبورة ، وبسببها اعتقل في 28 نيسان 1948م وجاء في قرار حكمه ((لقد رأفت المحكمة بالمجرم (شهاب التميمي) لكونه طالبا وصغير السن فحكمت عليه بالسجن اربع سنوات وسنتين تحت مراقبة الشرطه))، لقد قضى 6ستة سنوات من عمرةوهو في عنفوان شبابه بين سجون الكوت وبغداد ونقرة السلمان وبعقوبه ، ثم اعتقل مطلع 1957 واطلق سراحة بعد ثورة 14 تموز 1958،ثم اعتقل عام 1963م واطلق سراحه عام1967، هذا عن نضاله السياسي لمن لايعرف ابي ربيع اما حياته الصحفية فقد توزعت بين صحف الاخبار والتآخي والثورة والعمل والعمال والجمهورية وبغداد اوبزرفر وصوت الفلاح والاتحاد والزوراء وغيرها الكثير وانتخب لعضوية مجلس نقابة الصحفيين ومن ثم انتخب نقيبا للصحفيين العراقيين في دورتين متتاليتين بعد سقوط نظام البعث البائد .
لقد آلمني ماتعرض له هذا المناضل الشهم الذي قضي زهرة شبابه في المعتقلات والسجون دفاعا عن حقوق ومطاليب الشعب العراقي ولكن المأساة التي انتهت بها حياته تبقى هي العلامة الابرزالتي يجب التركيز عليها والوقوف عندها طويلا لالسبب ما بل لكونها جريمة نكراء ارتكبت بحق انسان شريف قضى حياته مدافعا عن الاخرين ،فهل يصح ان يقتل مثل هذا الانسان ومن صاحب المصلحة في قتله ياترى ، ثم لماذا تسجل الجريمة ضد مجهول ، واخيرا وليس آخرا لماذا لايستذكره رفاقه القدامى في السياسة واقصد بهم يساريوا العراق ، وزملائه في نقابة الصحفيين والعتب كل العتب ينصب على محافظة ذي قار التي يفترض بها ان تبادر وعلى الاقل لنصب تمثال لهذا العملاق في احد شوارع الناصريه ليكون مفخرة لها ولنا جميعا اسوة بالحبوبي البطل الذي تفخر الناصرية به وتقيم له تمثالا في وسط اهم شوارعها رغم كونه من محافظة اخرى ، وهكذا يبقى شهاب التميمي ذلك الشهيد المظلوم الذي لم ينل مايستحقه من اعتزاز وتكريم حسب اعتقادنا ، ولكننا نخاطبه وهو في مثواه الاخير قائلين :- نم قرير العين ياابا ربيع واعلم باننا سوف لن ننسى جهدك وجهادك وسنبقى لثأرك مطالبين ولحقك داعين مادم فينا عرق ينبض .

 

Share |