بيان من رابطة المنتفضين العراقيين
Mon, 27 Feb 2012 الساعة : 13:07

المرسل: رابطة المنتفضين العراقيين- النرويج
---------------------
بمناسبة الحديث عن ترشيح احد ابناء الانتفاضة لحقيبة وزارة الداخلية
منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت مختلف الاوساط الاعلامية و السياسية في العراق تتناقل و تتداول في موضوع ترشيح السيد توفيق الياسري لتولي حقيبة وزارة الداخلية. أننا في رابطة المنتفضيين العراقيين نرحب بتداول هذا الموضوع و سنكون سعداء بتولي السيد الياسري او اي منتفض يقع عليه الاختيار لتولي وزارة الداخلية أو أي وزارة اخرى.
لاشك ان السيد توفيق الياسري ثبت موقفا موطنيا ناصعا يليق بكل ضابط شريف عندما اختار الوقوف و القتال في جبهة اخوانه و ابناءه المنتفضيين عام 1991 ضد سلطة الجهل و الغدر, و الحق ان موقفه هذا و مواقف ضباط كبار اخرين وقفوا نفس الوقفة كانت, ملهما لكثير من ابناء القوات المسلحة الشرفاء بالحذو حذوهم و الاصطفاف مع ابناء شعبهم في انتفاضتهم المجيدة التي تمر هذه الايام ذكراها السنوية ال 21, و التي كانت فعلا ثوريا عظيما جابهت ابشع دكتاتوية عرفتها المنطقة في تاريخها السياسي الحديث, و كسرت حاجز الخوف لما تبعها من السنين عند ابناء الرافدين ليزيدوا من مقاومتهم لسلطة البعث المقبور رغم كل ضروف الحصار اللعين الذي كان حصارا مزدوجا على ابناء شعبنا من قبل مجرمي السلطة في بغداد و تقاطع ارادات المجتمع الدولي. لكن الانتفاضة المجيدة سجلت بداية للمنعطف الذي انتهت عنده الحقبة الدكتاتورية في ربيع عام 2003, لتبدأ بعدها العملية السياسية التي يناضل فيها كل ابناء العراق الشرفاء و في كل يوم منذ 2003 من اجل دحر الارهاب و المتعاونين معه و ترسيخ قيم الديمقراطية و احلال الامن و صون حرية و كرامة الانسان, و لم يكن ابناء الانتفاضة بعيدين عن ابناء شعبهم خلال هذه المسيرة الحافلة بالتضحيات و كل حسب مقدرته و موقعه و وعيه. و كعسكري و سياسي و منتفض لم يكن السيد توفيق الياسري بعيدا عن هذا المخاض بكل تفاصيله, فقد انبرى مباشرة بعيد الانتفاضة للعمل مع اقرانه لجمع ضباط الجيش المشاركين في الانتفاضة تحت اطار سمي حينها بالضباط الاحرار و بسبب مكان تواجد الضباط الاحرار في السعودية جنبا الى جنب مع معتقلي رفحاء و الارطاوية من المنتفضين, كان على الضباط الاحرار التعاطي مع حركة الوفاق الوطني و مع كل الحركات و الشخصيات السياسية العراقية التي تمكنت من وضع قدم لها في السعودية على امل ان تتمكن السعودية من حل الموضوع العراقي في مؤتمر كان يرتب لعقده في الطائف تحت مسمى (الوفاق الوطني العراقي) بالضبط على غرار مؤتمر الطائف عام 1989 الذي انبثقت عنه وثيقة (الوفاق الوطني اللبناني), و قد تم استخدام نفس الاطار لانهاء الازمة اليمنية نهايات 2011 فتشكلت حكومة (الوفاق الوطني اليمني), و كذلك التدخل في البحرين مؤخرا تحت لافتة حوار (الوفاق الوطني البحريني). انه اطار لمجموعة من المبادىء غالبا ما تتبناه السعودية لتدخل من خلاله في ازمات المنطقة و ترعاها و تضع الحلول لما يناسب استراتيجيتها. لكن العراق –كالعادة- عصى عن ان يكون طيعا لهذا الاطار و لغيره من الاطر الجاهزه و المحاولات التي ترتب عبر الحدود و في الغرف الداكنة, و ترك العراق العراق لمخاض ابناءه, اللا ان الاحتلال عجل بالاطاحة بالطاغية لكنه اخر كثيرا من فرص الانعتاق و التقدم و الذي بدأت بوادره الان بعد خروج الاحتلال اواخر 2011.
خلال الاعوام التسعة المنصرمة منذ 2003 شارك الياسري بفعالية بكل المنعطفات السياسية المهمة التي رسمت صورة العملية السياسية الحالية, فمن الضباط الاحرار الى الوفاق الوطني العراقي و من ثم التحالف مع الاشتراكية العربية في كتلة شمس العراق, و كان في كلها فعالا, اللا ان البوصلة على الارض كان لها اتجاهها الذي استقرأه الياسري مؤخرا و عاد لصفوف اخوانه و ابناءه المنتفضين و لفعله الثوري المنتفض و الذي لايرى سواه فخرا و مجدا, عاد ليمثل المنتفضين في صفوف تشكيلات التحالف الوطني, ليبدأ اسمه بالتداول وزيرا للداخلية.
اننا نهنىء السيد توفيق الياسري و نهنىء انفسنا في الرابطة و كل المنتفضين العراقيين على هذا الانجاز, اذ انه من الصعب ان تجتمع الاراء على شخصية معينة في خضم هذا الصراع الحميم على المناصب, و حتما ان هذا الاجماع على استيزار الياسري, له صلة ما بالانتفاضة و المشاركة فيها, وبأخلاق المنتفضيين الثوار و بتواضعهم, و فوق كل ذلك وطنيتهم و انسانيتهم و ترفعهم عن الصغائر ,وولوجهم في كل ما يجلب الخير للوطن و الشعب.
ان ابناء الانتفاضة الخالدة و كل اعضاء رابطة المنتفضين العراقيين في داخل العراق و خارجه يشعرون بالفخر و الاعتزاز على تأهل احد ابناء الانتفاضة للاستيزار, و برفعة نصف الامر انه تشريف للوزارة اكثر من كونه تشريفا للمرشح لها, لانه ببساطة منتفض. و سيبقى فخرنا هذا كما هو حتى لو تبدلت اهواء و مزاجات القائمين على العملية السياسية و تطورت الامور بأتجاهات اخرى بعيدة عن السيد الياسري, ذلك لان الوزارات الامنية باتت عقدة تمثيلها تلقي ظلالها على كل العملية السياسية في العراق.
لابد ان نهيب بالسيد الياسري ان يكون اكثر فعالية بنصرة ايتام و ارامل شهداء الانتفاضة, و المعوزين منهم, و الاستمرار برفع صوته متناغما و متفاعلا مع ابناء الانتفاضة في مسعاهم لنيل حقوقهم الدستورية اسوة بمناضلي العراق من الحركات السياسية الاخرى.
المجد و الخلود لشهداء الانتفاضة و الوطن
المجد للعراق ..وطننا, و لشعبه.. اهلنا
و الله ولي التوفيق
رابطة المنتفضين العراقيين
26 شباط 2012