إنهم يزرعون البسمة في عيون شعوبهم شعوبهم-دلال محمود- المانيا
Sun, 26 Feb 2012 الساعة : 14:00

قبل يومين من حوادث الانفجارات الحقيرة التي حدثت في العراق الغالي وحصدت المئات من الأرواح البريئة في مختلف المدن العراقية, دون تندى , ضمائر من كانوا سبباً فيها , ودون ان يكلفوا انفسهم الوقوف ولو لبضع دقائق حداداً,على أرواحهم الطاهرة التي أستهدفها أعداء العراق واعداء الحرية والسلام.
أقيمت هنا في المانيا الأتحادية , احتفالات كبيرة اشبه بالمهرجانات الرائعة الجمال حيث جابت الكرفانات مختلف المدن الالمانية كان عملها الملقى على عاتقها هو ,زرع الفرح والضحك والمرح في نفوس البشر. .
تلك الكرفانات المتنقلة لم تنتقي او تختار فئة معينة او مذهب معين لتزرع الفرح في قلبه , فلقد كادت , الشوارع أن تغوص بها وهي تجول لتنثر الحلوى والشكولاته بكل انواعها لاعلى التعيين بل على اختلاف الأجناس وكل الفئات العمرية حيث تساوى فيها الطفل والشيخ والصبي , والحدث.
عربات مخصصة للفتيات الصغيرات واخرى للفتيات الشابات واخرى للشباب واخرى للرجال الكبار وجميعهم كان يوزع وينثر الحلوى والشكولاته, كان الكل يغمره الفرح والحياة . حين كنت انظر الى الشوارع وأراها مليئة بالحلويات التي صار من النادر ان ترى شخصاً يكلف نفسه في تقويس ظهره كي يلتقط ماملقى على الارض منها ,لأنه قد وصل الى حد الأشباع . كاد الحزن أن يقضي على بقاياي َ وأنا أتذكر أطفال شعبي وهم يتسولون الفرح ويتوسلوه من ولاة الحكم , في العراق الجديد حيث لافرح ولاضحك ولاحلوى , بل على العكس تماماً فلا غيرالحزن والبكاء والجوع حميم .
إذاً, الايجب علينا كعراقيين في المهجر وأطفانا هنا غارقون بملذات هذا البلد من حلوى وحب وحياة أن نفكر الآف المرات , علنا نصل الى الطريقة العظيمة التي جعلت الحكام هنا يتفنون في زرع الحب والسعادة للآخرين والذين أغلبهم , لو اجرينا بحوثاً حول أصولهم سنتفاجيء انهم شعوب هجينة من أجناس وأعراق متعددة.
بلد تتراوح كثافته السكانية بمالايقل عن خمسة وثمانين مليون نسمة, وبلد لايمتلك تلك الثروة الطبيعية النفطية التي يغرق بها عراقنا , يعيش الناس فيه بأمن وأمان لدرجة تجعلك تنذهل كيف يكون الأخلاص وكيف تكون الأمانة وهم يتقنون أعمالهم كل حسب أختصاصه وعمله المنوط به, وكأنهم خلايا نحلية أتقنت واجبها خير أتقان من غير أن يجبرونك على ان تدفع رشوة.
من الطبيعي جداً أن اليوم الذي يلي هذا الاحتفال الضخم , سيكون صعباً ومتعباً حيث الشوراع غارقة بالمخلفات من فضلات المواد التي كانت توزع مجاناً للآخرين وبهذا سيكون العمل شاقاً فليس من المعقول ان تترك الشوارع وهي متسخة, لاتندهشوا يا سادتي القراء, فحين تبدو الاماكن العامة متسخة هنا سيبدو الأمر مريباً وغير معقول تماماً ,على النقيض منا حيث التعجب يرسم خطوطه على ملامحنا حين نرى المكان نظيفاً, أليس كذلك؟
قلبي ينبؤني انكم تتنتظرون كلماتي بلهفة كي تعلموا كيف كان منظر الشوارع في ذاك اليوم.
لقد كان العمال المخصصين لتنظيف الشوارع يرتدون ملابس العمل وكلٌّ ممسك بأداة التنظيف التي خصصت له, كي يؤدي واجبه دون منّة.
اتمنى عليكم أحبتي ان تقارنوا الحال هذا بحال شوارعنا بعد كل مناسبة تقام في شوارع مدننا الحبيبة وتتخايلوا منظر الأمكنة التي كان يجوبها البشر, إن كان هناك مجالاً للمقارنة , أملي ان تخبروني بالقليل من تلك المقارنة لعل, َّالأمل القليل يحبو على بقايايَ فيعيد إليَ بقايايَ الباقية..