الايمو والجامعة العراقية -عبد الخالق خضير
Sun, 26 Feb 2012 الساعة : 12:32

قبل أيام اطلعت على تعميم لوزارة التعليم العالي العراقية موجه للجامعات تلفت فيه النظر الى انتشار ظاهرة الايمو بين طلبة الجامعات دون التعريف بها ولو بأسطر قليلة وقد نبهني للأمر سؤال احد الأساتذة عن معنى ظاهرة الايمو ,وهو الأمر الذي دفعني لجمع هذه المادة ونشرها حتى نتعرف على تلك الظاهرة ونتفهم الدواعي إليها
"إيمو" "emo" أتت من مصطلح "emotional" بما معناه حساس أو عاطفي ذو مشاعر متهيجة أو حساسة وهذه الجماعة تتبع نظام لبس معين وموسيقى معينة وتسريحة شعر معينة وأخذت الظاهرة في الانتشار بين الشباب المراهقين أعمارهم ما بين 12-17 لكن الايمو مرحلة في حياة بعض المراهقين ولكنها قد تستمر بعد 17 أيضا
يوصف الشخص بأنه إيمو إذا كان حزينا، متشائما، كثيبا، صامتا وخجولا،أو إذا كان يفضل الأمور التي تندرج تحت الأحاسيس السابقة، وقد كانت تستخدم كوصف معين، أو إشارة، مثلا عندما يقال لشخص كئيب: لا تتصرف كإيمو, مما يلقي بتأثيره النفسي على الشخص ذو الأوصاف السابقة فتتجذر فيه النفسية الكئيبة المتشائمة الغير منخرطة في المجتمع بشكل إيجابي يوجد البعض الذي يقول أن كل الايمو يقطعون بأيديهم أو أرجلهم 'self harm' وهذا ليس صحيحا إذ انه يوجد القليل ممن يقطع أو يحرق جسده لكن كل الايمو لا يفعلون ذلك بل القلة القليلة.
بدأت ظاهرة "الإيمو" المعروفة في الغرب بالانتشار في أوساط الشباب العراقي، خاصة في بغداد. إذ بات من الطبيعي رؤية شباب يرتدون ملابس يغلب عليها اللون الأسود، وإكسسوارات على شكل جماجم وتسريحة شعر مميزة لهذه الظاهرة.
لم تعد ظاهرة "الإيمو" تقتصر على أوروبا والعالم الغربي، بل امتدت إلى دول عربية كثيرة. ففي العراق انتشرت الظاهرة بشكل كبير بين الشباب من الجنسين، لدرجة دفعت المحال التجارية العراقية لطرح الكثير من الملابس والإكسسوارات الفضية والقلائد التي تكون غالبيتها على شكل جماجم، والتي يفضل شباب "الإيمو" ارتدائها.
و"الإيمو" متأصلة في ثقافة موسيقى الروك والبانك، وهي ثقافة تستهوي المراهقين في أمريكا الشمالية ، والذين يرون فيها وسيلة للتعبير عن مشاعرهم. وتتميز هذه الجماعة بارتداء ملابس معينة والإصغاء إلى موسيقى خاصة بها، وتسريحة تتميز بإسدال الشعر على أحد جوانب الوجه حتى يغطي إحدى العينين. وعرفت هذه الظاهرة طريقها مؤخراً إلى العراق، حيث يشاهد المرء المنتمين إلى هذه الظاهرة في المدارس والجامعات العراقية، يرتدون بناطيل جينز ضيقة ويضعون قلائد وأساور وخواتم، بالإضافة إلى تسريحة الشعر المميزة.
إقبال متزايد على "الإيمو" في العراق
وتقول الشابة العراقية فادية البالغة من العمر 19 عاماً إنها تعرفت على ظاهرة "الإيمو" منذ شهر، بعدما شاهدت الكثير من زملائها زميلاتها يرتدون أزياء مميزة وإكسسوارات وحقائب يد وأشياء أخرى غريبة ومتنوعة. وتضيف فادية "أنا أعشق موضة الملابس المميزة، وقررت الاستغناء عن جميع ملابسي القديمة واستبدالها بأخرى حديثة تواكب موضة الإيمو. لقد أصبح لدي كم هائل من الإكسسوارات تتناسب مع كل زي أرتديه. لهذا أشعر أنني أصبحت مميزة ومثار إعجاب بين الأهل والأصدقاء".
ونفس الأمر ينطبق على ليث، الذي قال في حوار مع دويتشه فيله إنه يرى في موضة "الإيمو" وسيلة للظهور بشكل مميز، ولا علاقة للأمر بما يروجه البعض حول شباب "الإيمو" بأنهم يتحولون فيما بعد إلى عبدة الشيطان. وتقدم محلات تجارية متخصصة في عدد من أحياء بغداد، مثل المنصور والكرادة وشارع فلسطين، أزياء وإكسسوارات "الإيمو". كما يمكن الحصول على إكسسوارات وأساور وخواتم غالبيتها ذات لون فضي أو أسود من باعة الأرصفة في شوارع بغداد. ويرى أنور، صاحب محل تجاري، أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء ملابس "الإيمو"، مضيفاً أن "لدينا زبائن يتصلون بنا باستمرار لمتابعة كل ما هو جديد". ويتوقع أصحاب المحلات التجارية إقبالاً أكبر من المعتاد على ملابس "الإيمو" مع اقتراب موعد عيد الفطر، بسبب مطالبة الكثير من الأبناء عائلاتهم بشراء ملابس تحمل صور جماجم، لتقليد أقرانهم ممن ينتمون إلى ظاهرة "الإيمو".
وكنت أظن ان هذه الظاهرة ما زالت ضمن حدود العاصمة بغداد ولكن احد محلات الأزياء في منطقة ألحبوبي بقضاء الناصرية اثبت العكس .
"الإيمو محاولة للتعبير عن الذات وجلب الاهتمام"
لكن ما السر في انتشار ثقافة "الإيمو" الغريبة على المجتمع العراقي؟ الباحثة في علم الاجتماع فوزية العطية ترى أن إقبال الكثير من الشباب على ظاهرة "الإيمو" هو محاولة منهم لجذب الانتباه والحصول على نوع من الاهتمام. وتشدد الباحثة الاجتماعية العراقية، في حوار مع دويتشه فيله، على أن الظروف الصعبة وعدم الاستقرار الذي عانى منه العراق في العقود الأخيرة أثر سلباً على المجتمع، وخاصة على فئة الشباب.
وتتابع فوزية العطية بالقول إن "الإحباطات المتراكمة بسبب الحروب، وما نجم عنها من تفكك في مختلف المؤسسات بما فيها الأسرة، يؤدي إلى وجود نزاعات داخلية لدى الأفراد. فالعائلة عندما تتفكك لا تستطيع أن تلبي الاحتياجات النفسية والمادية لأبنائها، مما يدفع بهؤلاء الأبناء إلى التعبير عن ذاتهم بطرق مختلفة حتى وإن كانت غريبة عن مجتمعاتهم".
وإلى جانب الظروف الاجتماعية، تعتبر العطية أن الانفتاح المفاجئ على وسائل الإعلام الحديثة يساهم في انتشار ظاهرة "الإيمو" وغيرها من الظواهر المستوردة. وتقول في هذا الصدد إن "الانفتاح المطلق للمراهقين على وسائل الاتصال الحديثة كالفيسبوك والفضائيات والإنترنت يدخل الشباب في حالة نزاع تجعلهم لا يدركون أي الطرق هو الأصح، مما يولد لديهم قابلية لتقليد الكثير من الأشياء وتجريبها، خاصة في ظل غياب جهات ترشد وتوضح للشباب حقيقة هذه الظواهر". وتضيف الباحثة الاجتماعية بأن القيم الاجتماعية في المجتمع العراقي ترفض مثل هذه الظواهر
وليس ادل من انتشار هذه الظاهرة الاهتمام الذي توليه لمتابعتها الوزارات ذات الشان ومنها وزارة الداخلية ففي حديث مع احدى وسائل الاعلام :
كشف مدير عام مديرية الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية ان ظاهرة "الايمو" متابعة من قبلهم، ولديهم موافقات رسمية بالقضاء عليها بأقرب وقت ممكن، لكون ابعادها على المجتمع بدأت تأخذ منحى آخر، وباتت تهدد بالخطر .وتشهد ظاهرة "الايمو" انتشارا كبيرا بين اوساط المراهقين، ليس على صعيد العراق بل اغلب المجتمعات، و يعتمدون على المظهر والحركات كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم وتجسيد إراداتهم في السلوك والنظرة الى الحياة. ونقلت وكالة البغدادية نيوز عن العقيد مشتاق طالب المحيمداوي " ظاهرة الايمو اتمت مراقبتها من قبل عناصر مديريتنا في العاصمة بغداد وتمت دراستها واعدت تقارير وبحوث عنها ورفعت لوزارة الداخلية لاستحصال موافقات لمتابعة هذه الحالة وكيفية القضاء عليها."
وتابع ان وزارة الداخلية"اخذت هذا الامر بجانب من الاهمية والأولوية وتم استحصال موافقة وزارة التربية لاعداد خطة متكاملة باشرافي شخصيا والسماح بدخولنا لكافة المدارس في العاصمة."
وقال: تم تأشير بعض الحالات لانتشار الظاهرة وتحديدا في مدارس بغداد، لكن تواجهنا صعوبة بالغة متمثلة بعدم توفر كادر نسوي في المديرية كي نتمكن من متابعة بعض التفاصيل خاصة وان الظاهرة منتشرة بشكل اكبر بين الفتيات من اعمار 14ـ 18 عام . وظاهرة الايمو بحسب المحيمداوي تمتاز بالانطواء العاطفي وتبدو ملامح الانطواء على البنت وتعتبر نفسها انها بنت عاطفية جدا وفقط هي من تشعر بنفسها وبقية العالم لا يشعر بها او الآلام التي تصيبها ، ويحاولون او تهيمن عليهم فكرة الشذوذ الجنسي لكلا الجنسين ، مثل ظاهرة (السحاق واللواط)، منوها الى ان هذه الافكار قدمت للمجتمع العراقي مع الانفتاح على وسائل الاتصال الحديثة.
ومن أدواتهم، بين المحمداوي، أنهم يلبسون ملابس غريبة وضيقة وعليها رسومات مثل جماجم ، ويستخدمون أدوات مدرسية على شكل جماجم، ويضعون اقراطا في أنوفهم وألسنتهم وغيرها من المظاهر الغريبة .
وبشأن الترويج لبعض الظواهر التي ترافق هذه الافكار مثل المخدرات والعلاقات الجنسية المنفلته، واوضح المحمداوي، ان ظاهرة المخدرات موجودة في المجتمع ولا يمكننا نكرانها، لكننا نعمل على القضاء عليها، ونحن الآن نريد الدخول للمدارس ليس فقط لعلاج ظاهرة "الايمو" وانما ظواهر كثيرة بينها امكانية تفشي المخدرات، وهنا ندعو وزارة التربية الى تسهيل مهامنا بشكل اكبر كي نستطيع دس عناصر من شرطة المجتمعية كطلاب بينهم ومدرسين للحد من الظواهر السلبية ووضع الحلول المناسبة لها , فحقيقة ان المدرس والمدرسة لا يستطيعان معالجة هكذا حالات خوفا على حياتهم وتعرضهم للتهديد، لكن نحن كأجهزة أمنية نستطيع ذلك بطرق قانونية وايضا طرق اجتماعية عبر التواصل مع الآباء وعوائلهم واسرهم كي نجد الحلول المناسبة لهذه الظواهر .
وفي حالة استخدام تجمعاتهم لخرق القوانين كترويج المخدرات قال نعم فهذا الأمر يعاقب عليه القانون وايضا هي مظاهر منافية للشريعة والقوانين ، ونحن اذا وجدنا مثل هذا الأمر فسنطبق القانون بصرامة سواء شذوذا جنسيا او غيره وهناك عقوبات قانونية وكذلك المخدرات عليها عقوبات مشددة ، وأفكار خارقة للقانون نعاقب عليها ، لكن نقول ان هنالك حالات يمكن معالجتها عبر الحوار والتوعية وإمكانية إصلاح الشباب بعدم الانجراف لمثل هذه الافكار الغريبة .
وبشأن إمكانية استهداف هذه الشريحة من قبل الجماعات المتشددة قال العقيد مشتاق ان الجماعات المتشددة لم تتدخل نهائيا وحتى الآن بهذا الأمر ، ولم تحدث أي ردة فعل ، ونحن نقوم بعلاج الظاهرة بكل هدوء وجدية بدون تأثيرات على المجتمع والمواطنين ، ورغم ضبطنا حالات غريبة ونعاني منها بسبب صعوبتها ، وبخاصة الاختلاط معهم اي مع الايمو ، لان جماعات الايمو لا يتحدثون إلا مع ايمو آخر ولا يتحدثون مع شخص طبيعي آخر وهنا تكمن الصعوبة ، وهنا كبداية الجيد أننا اكتشفنا الظاهرة في بدايتها وبدأنا بوضع العلاجات لها ، ولو كانت منتشرة بشكل اكبر فمن الصعب وضع الحلول لها , وكل ما نحتاج هو مزيد من التعاون من قبل الوزارات الأخرى ، وأيضا نحتاج لكادر نسوي كي يكون دوره فعالا بشكل اكبر . و منذ أكثر من عام ونصف رافق انتشار هذه الظاهرة طرح الأسواق أنواعا مميزة من أحدث الملابس والإكسسوارات الفضية والقلائد والأساور التي تكون في غالبيتها على شكل جماجم" .
وهناك محال تجارية متخصصة لبيع أزياء وإكسسوارات "الإيمو" والتي تبدو غريبة لأنها موشحه بصور الجماجم وصور أخرى لمشاهير وبعضها كتب عليه عبارات باللغة الانجليزية فضلا عن الأحذية الغريبة إلى جانب ذلك انتشر أيضا باعة الأرصفة لعرض أشكال غريبة من الإكسسوارات والقلائد والأساور والخواتم غالبيتها من اللون الفضي أو الأسود .كما ان هناك ادعاء بان بعض الرسوم متحركة محملة بقيم جماعة الايمو وهو ادعاء بحاجة للتثبت والدراسة
لقد عرفت المجتمعات العربية المجاورة هذه الظاهرة قبل العراق بعدة سنوات وما زال الصوت يرتفع بين الفينة والأخرى مطالبا بوضع حد لانتشار مثل هذه الظواهر دون العمل الجدي لاحتواء الشباب بمختلف طبقاته واهتماماته .
-اعتقد ان معالجة هكذا ظاهرة لا يتم بالتهويل من آثارها حتى لا نضخم الظاهرة وتكون مثيرا مميزا على المستوى النفس اجتماعي ومن ثم تجذب إليها مريدين كثر (كل مرغوب ممنوع) وارى أن بعض المحافظات العراقية ما زالت بمنأى عن انتشار هكذا ظاهرة لأسباب دينية وأخلاقية واجتماعية معروفة.
واعتقد أيضا أن هناك مؤسسات تابعة للدولة تهمل دورها الأخلاقي أو لا تلتفت إليه فالأزياء والإكسسوارات والهدايا التي تخمل رموز تلك الظاهرة يتم استيرادها تحت مرأى ومسمع جميع مؤسسات الدولة وأظن أن وزارة التجارة تتحمل جزء من هذه المسؤولية.
المعلومات في هذا المقال ماخوذة من مواقع الكترونية مختلفة