المصفحات تعلو على صوت تفجيرات اليوم-سهيل نجم

Sun, 26 Feb 2012 الساعة : 10:16

لم تكن تفجيرات يوم أمس التي ضربت عددا من المناطق في العاصمة بغداد وبعض المحافظات العراقية الأخرى بالأمر الهيّن او أن نعتبره يمر مرور الكرام دون أن نقف عنده وعند الارواح التي زهقت تحت صواعق الموت المتحرك الذي مارسته أيادي الحقد والكره المدعومة والمنظمة والموجّهة من قبل بعض العاملين على الساحة السياسية العراقية ، كما لا يمكن ان يتقبلها انسان يحمل ولو ذرة من الضمير الانساني لكن البهائم السابلة الينا من ظلمات تورا بورا وبؤر التخلف العربي من المؤكد أنها لا تمتلك تلك الذرة من ذلك الضمير.

لا أعتقد أن النواب المبجلين والمدللين في برلماننا العراقي كانوا بعيدين عن أصوات التفجيرات التي حدثت قريبا منهم وعلى الأقل في منطقة الكرادة داخل وبالذات تقاطع السبع قصور الذي لا يبعد عن أبواب الخضراء سوى عشرات الامتار كما شرح لي صديقي الساكن هناك ، فلا بد أنهم استمعوا الى موسيقى الموت هذه التي قبضت أرواح الناس الابرياء وفي نفس الوقت الذي كان فيه برلماننا الموقر والنزيه والحريص على أرواح الناس يصوتون على (350) سيارة مصفحة بمعدل واحدة لكل نائب وقيمة السيارة هذه خمسون ألف دولار امريكي ما يعني ان الميزانية العراقية ستصرف من ملياراتها بما يقارب (60) مليار دينار عراقي (يعني مليار ينطح مليار وخل الشعب العراقي ياكل خباز لأنه غير مُكلِف كونه ينبت مع الحشائش في طبيعة الله الينا) ، في الحقيقة انا أقف في ساحتي ومربعي الذي يحيطني مذهولا أمام هذا البذخ المقرف وعدم المبالاة لما يحصل لأبناء شعبنا الفقراء وتركه ساحة خلفية لكل خردة السياسة والفاشلين فيها والذين تلبسوا بالاجرام لينتقموا من الفرد العراقي ، أنا أرى أن كل مرة يعمل البرلمان فيها على  اقرار مخصصاتهم وترفهم وفوائدهم الاجتماعية نجده اسرع من البرق في إقرارها في الوقت الذي نجد فيه العشرات من القوانين التي تهم المواطن الفقير مركونة على الرف وحتى التراب جزع منها فتحول الى رفوف اخرى لانها أصبحت بالية وكذا اصبح الشعب العراقي نتيجة هذه القساوة واللامبالاة العمياء من قبل النواب الكرام الخائفين على الشعب (كلّش) !!!!

أنا أعتقد أن البرلمان العراقي في واد والشعب في واد آخر وكل من هؤلاء النواب له اهتماماته التي تخصه وتخص حاشيته وحزبه الذي يمثله فكيف له أن يتمكن من الالتفات الى قضايا وهموم من انتخبوه وأوصلوه الى أن يكون احد الجالسين تحت قبة البرلمان.

ورب معترض يقول ان أعضاء البرلمان صوتوا على عدد من القوانين التي تهم الشعب مثل إعطاء منحة الى بعض المتقاعدين  وإلغاء فوائد المصرف الزراعي والإسكان ،، فنقول صحيح :::: ولكن هل ذلك فيه فضل على المواطن ألم تكن تلك من حقوقهم الدستورية ومن حقهم على بلدهم أن يحتضنهم ويعيشون من خيراته فلماذا نحمل المواطن "المنيّة" ونذله عندما نعطيهم منحة قد لا تتعدى في مبلغها وجبة عشاء في احد المطاعم الفخمة التي يدعو فيها احد النواب أصدقاءه مثلا!!! ولكن هل ذلك يبرر شراء هذا الكم الكبير من السيارات المصفحة إن لم تكن تلك القوانين هي لإسكات المواطن وعدم فتح المجال أمامه ليدخل في سجالات جانبية تنتقد كل مسؤول لا يحترم حقوق الاخرين ، فلماذا اذن نتحدث عن المنافع الرئاسية وغيرها ويعلو صراخنا على الحكومة وعلى الفساد أليس هذا هو الفساد بعينه يامؤتمني الشعب ؟؟ فلماذا تعيبون الآخرين وأنتم غاطسون الى آذانكم((( من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجارة /// ولو زجاج المصفحات صعب تكسيره

Share |