نواب أم حرامية شعب ..!!؟-جواد كاظم إسماعيل-الناصرية

Sat, 25 Feb 2012 الساعة : 14:54

على مدى شهور ودهور من الأيام والعراقيون ينتظرون وعلى أحر من الجمر إقرار قانون الموازنة لعام 2012 حيث تعطل بسببها كثير من مشاريع التنمية ومشاريع الخدمات التي لها مساس بحياة الناس, بصراحة انا واحد من الناس أتسمر إمام التلفاز حين اسمع مناقشة الموازنة من قبل أعضاء مجلس النواب(( ممثلي الشعب)) لأني أرى في إقرار هذا القانون مستقبل البلد مثلما أرى ذلك في وجوه وقوانين أخرى ورغم ان الموازنة دخلت دهليز المحاصصة والمقاصصة والمساومة بين هذه الكتلة وتلك على حساب مستقبل ومصير الشعب الا إنني بطبعي متفاءل و في اغلب الأحيان والمناسبات انا كذلك , لكن الاستخفاف والاستهتار يصل بممثلي الشعب إلى درجة إقرار قانون لهم يقضي بشراء ((350 مصفحة وبمبلغ 60 مليار دينار))ر أمر يدعو إلى فقدان الأمل والإحباط والأسف على ماقدمناه لهؤلاء حتى أوصلناهم إلى هذه الدرجة التي جعلتهم يرسمون لنا مستقبلنا وحياتنا على هواهم لا على مانريد ونرغب: هذا الموضوع ذكرني بموقف شعب دولة افريقية حين استوردت حكومتهم سيارات رئاسية فهب الشعب إلى المطار مستنكرا هذا الفعل من قبل حكومته لان الشعب جائع ويريد ان يأكل وبدلا من استيراد هذه النوعية من السيارات على الحكومة الاهتمام بمعيشة الشعب ورغم إلحاح الحكومة ومفاوضتها مع الشعب لكن هذا الشعب الأسود إصر على إرجاع السيارات إلى منشأها الأول وفعلا تم استرجاع هذه السيارات رغما على ذقن الحكومة ..اعتقد ان نوابنا وحكومتنا قد وجدوا شعبا ًيقبل بكل شيء فهو شعب خانع ومستسلم وشعب مخدر ولا أريد أ ن أصنفه بتصنيف اقسى من هذا إنما هو شعب لايشبه حتى نفسه لذلك فأن القرارات التي تصدر من السلطة التشريعية وحتى التنفيذية تأتي لخدمة ومصالح الأحزاب والكتل السياسية وليس لمصلحة الشعب المسكين , وكان واجبا ان كنا شعب او على الأقل واجب على شريحة المتقاعدين أن يتظاهروا ويتجمهروا في كل مدن العراق ويطالبوا بإلغاء قرار شراء المصفحات لأعضاء مجلس النواب وتخصيص المبلغ المرصود لهذه المصفحات إلى المتقاعدين او تخصيص هذه المصفحات إلى القضاة الذين هم أحق بها من النواب حيث ان النائب ليس بحاجة إلى مصفحة فهو لديه حمايات وسيارات وأموال كما إننا لم نسمع بان نائب قد تعرض إلى استهداف إرهابي فلم َهذا الإسراف وهذا الاستخفاف ؟ علما بأن هذا القرار قد تزامن مع تفجيرات يوم الخميس الدامي مثلما تزامن معه قرار إبقاء المنافع الخاصة للرئاسات الثلاث : !!! فهل هناك استهتار واستخفاف أكثر من كل هذا: فنحن قد قبلنا بالموازنة على عِلاّتها وقبلنا ضياع كل الوقت الذي أهُدر بالمناقشات العقيمة تحت قبة البرلمان وبالغرف المظلمة لكن يصل الأمر إلى هذا المستوى فو الله لن نرى خيرا بعد اليوم طالما لنا نواب من هذا الصنف وطالما لنا شعب لايدرك مايحيط به من مخاطر ,, والحقيقة ان هذا القرار يمثل انتكاسة لأمال الشعب وأن فعل برلماننا هذا ليس له مثيل في تاريخ برلمانات العالم كله .. فماذا قدم هؤلاء الأدعياء حتى يطالبوا بهذه الامتيازات لهم ..؟؟ وأي منجز قد حققوه لهذا الشعب المسكين الذي يطارده المرض و الموت والإرهاب في كل حين؟؟ وأي مصيبة حلت على رؤوس العراقيين؟؟ وأي بلاء اكبر من بلاء برلماننا الذي أبتلع كل شيء ولازال يفكر بمكاسب إضافية أخرى له رغم ماوصلت به التخمة حد التعفن ؟ لكن لابد لنا هنا ان نطالب وبكل قوة على ضرورة حل البرلمان وإجراء انتخابات سريعة حتى نتخلص من هذا البلاء الذي جثم على صدورنا بإرادة جهلنا او رغما عنا
وعجيب امور غريب قضية, والك الله ياشعب العراق ..!!
 

Share |