الخامس والعشرين من شباط 2011 ومضة نور في تاريخ شعبنا الحديث
Sat, 25 Feb 2012 الساعة : 14:44

التيار اليساري الوطني العراقي
تمر بعد أيام قليلة ذكرى عزيزة على قلوب العراقيين, ذكرى الهبة الجماهيرية الكبرى ضد حكومة الفساد والنهب المنظم لثروات الشعب, حكومة أمراء الطوائف وبرلمان الغفلة, من اللصوص والمزورين و شذاذ الآفاق عديمي الأخلاق وفاقدي الولاء للوطن .
تلك الهبة التي استلهمت وقفة ( محمد البوعزيزي ) الخالدة وثورة تونس المسروقة من قبل قوى الإسلام السياسي والسلفيين عبر مهزلة الإنتخابات وما تلاها من هبة شعب مصر البطل ضد نظام مبارك الطفيلي المعتاش على دماء الغلابة من أبناء أرض الكنانة .. في الخامس والعشرين من يناير .
فكانت رغم محاولات الحكومة الرامية لتشويه صورتها, عبر إستجداء فتاوي المراجع البائعة لضميرها والتي اتهمت كل من يروم المشاركة بالتظاهرة بأنه خارج عن الملة, وإنه أما بعثي أو تكفيري, ووصل الأمر برئيس الوزراء ذاته لأن يخرج على الفضائيات في رسالة موجهة للشعب يستجديهم فيها عدم الخروج في اليوم المحدد وإنه سيوفر لهم الحماية إذا ما رغبوا بالتظاهر في أي يوم آخر .
وسيرا ً على درب النظام المقبور إتخذت الاجهزة الامنية كل الإجراءات القمعية المخالفة للدستور,والتي تمثلت بمنع التنقل بين المحافظات صعودا إلى منع التجول وغلق كافة جسور بغداد بالكتل الكونكريتية .. لكن عشرات الآلاف من أبناء شعبنا تحدت كل الإجراءات التعسفية تلك وحضرت إلى ساحة التحرير سيرا ً على الأقدام قاطعة مسافات طويلة من جنوب بغداد وشمالها وغربها إلى الشرق منها .
ساحة التحرير التي حولت إلى ترسانة حربية أستعرض فيها كل أسلحة ( الديمقراطية ) المزعومة التي بشر بها مجنون أميركا وأقزامه .. فبدءا ً من ساحة كهرمانة وإلى ساحة الخلاني كانت قوات قمع الشعب بكافة أصنافها بما في ذلك القناصين اللذين أحتلوا أسطح العمارات على جانبي شارع السعدون , ووضع قيادة العمليات في مقرها المتقدم في بناية المطعم التركي المهدمة منذ يوم الغزو الأول .. تلك القيادة التي أمرت القوات بقمع التظاهرة مساء ذلك اليوم لتنطلق سيارات مكافحة الشعب بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ورش المياه الساخنة ثم أفراد تلك القوات بدروعهم الزجاجية والهراوات .. لتختتم الحفلة بنزول القوات الخاصة ( سوات ) المدربين أمريكيا ً بالرصاص الحي ليستشهد من أستشهد من المتظاهرين ويجرح من جرح .
إن الدلائل الكبيرة التي حملتها تلك التظاهرة تجلت في كشف زيف الدعاوي والوعود المعسولة بالإصلاح التي تلفع بها اقطاب العملية السياسية الفاسدة..
وعلى الرغم من تحقيق بعض الإنتصارات الهامشية على المتظاهرين .. من خلال إختراق بعض المجاميع من جهة وإلقاء القبض على أخرى من جهة ثانية وتجييش أبناء العشائر والمدفوعي الأجر من منتسبي الإستخبارات والمخابرات وحتى حمايات الوزراء والمهزلة الكبرى المتمثلة في مشاركة منتسبي حماية وزير حقوق الإنسان في التصدي للمتظاهرين ضمن المظاهرات المؤيدة له .
فأن حالة الغليان ما زالت قائمة وهي تسري كالنار تحت الهشيم ويوم الحساب آت لا محالة .. لكل من شارك في عملية إذلال هذا الشعب الأبي الصابر .. وسوف لن تنفع ساعتها أية علامات للندم .
إن استعادة القوى اليسارية التجديدية العراقية للصفحات المشرقة في تأريخ العراق الحديث سيساعد على نقل الحراك الجماهيري الذي بدأ في 25 شباط 2011من موقع النضال المطلبي الى النضال السياسي الهادف إلى تغيير نظام المحاصصة الطائفية والأثنية الفاسد والذي قامت على أساسه العملية السياسية الفاسدة, بكل الوسائل النضالية المتاحة والمكفولة بموجب الدستور العراقي. فالفترة التأريخة الراهنة في تأريخ الدولة العراقية الحديثة, هي فترة المعركة الفاصلة للعراق وطناً وشعباً, معركة وجود او عدم وجود الوطن, معركة بين قوى التقدم والعدالة الاجتماعية التي يقف اليسار العراقي في قلبها من جهة, وقوى الردة والتخلف والاستغلال والاستعباد في الجهة المقابلة .
المجد للشهداء .. والنصر لقضية شعبنا العادلة
التيار اليساري الوطني العراقي
اللجنة القيادية
بغداد
23/02/2012