حين يصبح الدين تجارةً-عقيل الموسوي- المانيا

Thu, 23 Feb 2012 الساعة : 10:27

لا يختلف اثنان على ان رجل الدين يتجمّل بالاخلاق والأدب أكثر مما يتجمّل بالعلم والمعرفة , ورغم أن الأخيرتين هما سلاحه الذي يصول به ويجول في نطاق تكليفه الشرعي الاّ أنه بدون الأخلاق والأدب يصبح كشجرةٍ غير مثمرةٍ لا يقصدها سوى طالب الفيء في حر الهجير لايلبث أن يغادرها بمجرد انحسار السبب لذلك
فجأة وبدون سابق أنذار وحين أصبح للحرية في العراق هامشٌ يكفل سلامة مَن يعبر عن رأيه بعد أن زالت الضغوط التي كان النظام المستبد مصدرها .. حتى وجدنا أنفسنا نتعثّر بما يُسمّون أنفسهم ( رجال الدين ) بل وصل الامر بالكثير من رجالات الأمن الصدامي ومن اخرين لا يحملون شهادة الابتدائية الى ارتداء العمامة التي تمثل العلامة الفارقة الاولى لهم بعد دراسةٍ لم يتعدَّ امدها أشهراً معدودة ربما لم يهضم خلالها حتى المقدمات وذلك حين أصبح للعمامة سطوةٌ كتلك التي كانت للزيتوني أيام حكم العفالقة , وكان من أفرازات هذه المرحلة أنْ برز أكثر من شخصٍ أدّعى الأعلمية قبل أن تصلنا بحوثه ومؤلفاته وراح يماطل كبار العلماء بالكلام الذي لايسمن ولا يغني من جوع عبر مختلف الوسائل الاعلامية بطريقةٍ أفتقرت الى الأدب كما افتقرت الى اللباقة في الطرح طالبا المنازلة مع سماحة السيد السيستاني بالذات عبر مناظرات ومباهلات وحتى مهاترات , وما يزيد الامر أثارةً واستغراباً هو أدعاء أحدهم بأن أحدى أخواته قد أقترنت بالامام المهدي كما راح اخر الى الأدعاء بأنه حفيد الأمام وقد هيّأه عليه السلام ليقوم بحمل رسالته الى أتباعه ومريديه وأنهما على لقاءات شبه دائمية لذا فهو يتحدث بأسم جده دون أن يذكر لنا خبراً عن أقترانه بأخت الأعلم الأول .. وهنا وبمعادلة بسيطة يدركها ابسط الناس سأضرب ( الأعلَمَين ) ببعضهما لبيان أفتراء ودجل أحدهما على أقل تقدير , فقد ادّعى احدهم أنّ الأمامَ مقترنٌ بأحدى أخواته كما ورد سابقاً بينما أدّعى الآخر أنه حفيد الأمام .. فهل يُعقل أن المهدي المنتظر الذي نعوّل عليه وراثة الأرض ومباشرة أدارتها بشكل يحقق العدالة للجميع ضمن دولة العدل الألهي يقف ساكنا أمام نسيبه وحفيده وتخرصاتهما دون ايضاح الأعلم منهما والذي يجب على الناس أتباعه ؟؟؟ لذا أرى أن عليهم يبرزوا لمناظرةٍ تجمعهما لأثبات من منهم على حق ومن منهم تمرّن على الدجل وأستخدم الدين تجارة تدرّ عليه رزقاً مغموسا بغضب الله ورسوله وسخط الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف ولنا بعد ذلك حديث اخر
وبعيدا عن مطالباتهم بمناظرات مع السيد السيستاني والذي لم يدّعِ الاعلمية فأننا لم نسمع بأنهم طالبوا بمناظرةِ احدهم الآخر بأعتبارهم الاعلَمَيْن أو مناظرةٍ مع الأعلم الثالث الذي برز من بين أعقاب السجائر التي تركت اثارها على اسنانه ليتخذ من عمان حوزةً له يتبادل الآراء مع الشيخ المجاهد حارث الضاري وذيله المعقوف سماحة الشيخ جواد الخالصي .. كل هذا والامة تتخبط باحثة عمّن يضع لها النظرية الاسلامية حيّز التطبيق ليخلّصها من طعون الاخرين بسبب تلك النظرية التي يهدد تطبيقُها بشكلٍ صحيح مصالح اولئك الاخرين
ومن الملفت للنظر ايضا ان فتاواهم راحت تترى في تكفير وتسقيط السيد السيستاني والنيل منه بينما لم نسمع بأنهم اصدروا فتوى تكفّر المدعو احمد القبانجي وهو زعيم ما يسمى بالاسلام الليبرالي والذي طعن في الذات الالهية وفي شخصية الرسول الكريم وسفّه القرآن نهارا جهارا وهو على مرمى حجر منهم او من اتباعهم , يبقى سؤال يطرح نفسه بألحاح حيال وضع هؤلاء ( العلماء ) وهو من أين لهم هذه الامكانية المادية التي تمكنهم من فتح مكاتب لهم وأدامة عملها عبر وكلاء بهذه الاعداد خصوصا اذا ما علمنا أن اتباعهم لا يشكلون رقما منظورا في معادلة الحياة على مستويي الكمية والامكانية !!!
 

Share |