حرق مكاتب المرجعية والفتنة النائمة-سهيل نجم
Wed, 22 Feb 2012 الساعة : 13:21

لا يخفى على احد ان الكثير من الخلافات التي طفت الى السطح بعد العام 2003 في الوسط الشيعي هي بسبب ظهور الكثير من الواجهات الشيعية وبعمائم سوداء وبيضاء في وقت لم يكن المواطن العراقي والشيعي البسيط على وجه التحديد يعرف غير مرجعية الحكيم او الخوئي والشهيد الصدر وغيرهم من الذين توفاهم الله تعالى وكذلك الأحياء منهم كالسيد السيستاني اضافة الى المراجع الثلاثة الاخرين معه في النجف الاشرف حفظهم الله جميعا ، وكأننا نلحظ حالة من ظهور بعض (الزعامات ) الدينية التي يمكن لنا ان نعتبرها قنابل موقوتة تحت الرماد تطفو الى السطح واحدة منها كل حين فتثير زوبعة من المشاكل التي لا حصر لها لتبتلي الحكومة العراقية بمعالجة ما يتخلف عنها وتكون عبئا اضافيا عليها مع ما تعانيه من معالجة للكثير من المشاكل السياسية ومزاجيات البعض في عدائيتهم الشخصية لرئيس الوزراء ، فهناك من يدعي المهدوية ، وهناك من يدعي ان الله اجتباه وهو رباني والهي بكل معنى الكلمة مثل المدعو فاضل الرباني، وهناك من يقول ان المرجعية لا تعرف غير الخمس والطهارات والنجاسات ولا بد من متصدي سياسيا ومجتمعيا كالذي يسمي نفسه آية الله الشيخ حسين المؤيد وكأنه حامي الحما والمدافع الوحيد القدير على تدبر امور المجتمع، وأعتقد أن كل ذلك ترسمه اجندات خارجية مدعومة بأموال قذرة تحاول زرع الفتنة داخليا ضمن المذهب الواحد وهناك معلومات تشير فيما مضى على ان بعض الحركات السلفية في الامارات دعمت من يسمونه (فاضل الرباني) بحيث كانت امكاناته المادية تصل الى فتح قنوات فضائية ومكاتب كبيرة في الداخل والخارج وباموال طائلة لا حدود لها لكن الله تعالى كشف عري هؤلاء حفاظا على أرواح الأبرياء من مساكين الشيعة الذين كادوا نا يكونوا رمادا لتلك المخططات التكفيرية المشبوهة، كما لاحظنا ايضا ما حصل في الزركة في مدينة النجف وما أفرزته من مخططات وجدت لتدمير العراق ابتداءا من الحوزة العلمية من خلال قتلهم المراجع العظام في النجف الاشرف لتكون فتنة ما بعدها فتنة ، ثم مخططات فتنة الحسني الصرخي في محافظات الوسط والجنوب وجعلها سكين خاصرة في صدر المرجعية المعتدلة وان هؤلاء يتحدثون بالدين وأسهل ما لديهم هو قتل الابرياء بالقنابل اليدوية والعبوات الناسفة وتهديم المجتمع وعسكرته من خلال ما فعلوه في السنين الماضية في كربلاء التي راح ضحيتها العشرات ثم لا نعلم من اين لهم هذه الاموال الطائلة ليفتحوا فقط في كربلاء المدينة الصغيرة عدد من المكاتب وليس مكتبا واحدا ألسيت هذه غريبة فمن اين الاموال اذن؟؟؟!!!، فبأي حق تراق الدماء البريئة نتيجة نزوات شخصية عند البعض ممن يبحثون عن الزعامات فوجدوها الوسيلة الاقرب عبر عدة أمتار من القماش الابيض او الاسود لتكون عِمّة كبيرة تعبر عن صورة المرجعية مع قليل من وداعة الوجه وطيب التعامل ومساعدة فقير هنا وفقير هناك كي يسيطروا على عقول البعض.
للاسف ما يحصل اليوم في محافظات الأكثرية الشيعية هو ما تم التخطيط له منذ سنوات باشعال هذه الفتنة بين ابناء البلد وتحديدا بين ابناء المذهب الواحد وهو فعلا ما رسمت له دول مثل السعودية والامارات وقطر وبعض هذه المخططات تم الاعداد لها في اليمن والاردن بدعم المنظمات السلفية التكفيرية مستعينة بشكل كبير على من يمثلون هيئة علماء المسلمين أمثال الضاري والفلسطيني الفيضي والجهة الاخرى يقودها مثنى ابن حارث الضاري بالتنسيق مع المخابرات الاسرائيلية انطلاقا من مصر قبل اربعة سنوات وها هي اليوم تؤتي ثمارها عبر هذا التقاتل وهذا النزاع الذي يجوز لنا تسميته بالفتنة القذرة .
فعلى كل اهلنا في الوسط والجنوب الانتباه الى كل ما يجري وفهم الحقائق بصورة صحيحة وعدم الانجرار خلف هؤلاء الموتورين والمعتوهين وعليكم الالتزام بالمرجعية الحقيقية والخضوع الى منطق العقل والتفكير السليم ومساعدة الدولة في الحفاظ على أنها وسلمها الاجتماعي لا أن نزيد مشاكلها أكثر مما تحتمله والاستقرار مطلوب من اجل الرفاهية والحياة الكريمة ،،،وإلا ستكون العواقب وخيمة على استقراركم وأمنكم كما انكم ستكونون أضحوكة مُسلّية لعربان الشر الذين لا يرغبون برؤيتكم كبشر على وجه الارض وسيجعلون منكم حطب نيران هذه الفتنة التي بدأ لهبها يتصاعد في مدنكم وقراكم وحتى في مساجدكم.