العلاقات الخارجية: تعيين السفير السعودي ببغداد رسالة خليجية لحضور القمة العربية

Wed, 22 Feb 2012 الساعة : 7:45

وكالات:

اعتبرت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، الثلاثاء، أن تعيين السعودية سفيراً لها في بغداد بعد أكثر من 20 عاماً رسالة خليجية لتأكيد حضور القمة العربية، واصفة الخطوة بالإيجابية لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام.

وقال عضو اللجنة ياسين مجيد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "إعلان المملكة العربية السعودية عن تعيين سفير لها في بغداد خطوة إيجابية لتنقية العلاقات بين البلدين ودفعها إلى الأمام بعد أن واجهت الكثير من المشاكل خلال الفترة الماضية".

وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، اليوم الثلاثاء (21 شباط 2012)، أن السعودية عينت سفيراً لدى العراق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين في خطوة تعتبر الأولى منذ العام 1990.

وأكد مجيد أن هذه الخطوة هي بمثابة "رسالة خليجية" لحضور القمة العربية التي ستعقد في العاصمة العراقية في 29 آذار المقبل، لافتاً إلى أن "الأنباء التي تحدثت عن أن السعودية تسعى إلى سحب القمة من بغداد لعقدها في الرياض عارية عن الصحة".

ونقل عدد من وسائل الإعلام عن مصادر دبلوماسية في العاصمة الأردنية عمان والعاصمة اللبنانية بيروت قولها، في الـ16 شباط 2012، إن السعودية تبذل جهوداً مكثفة لإفشال قمة بغداد مهما كان الثمن، حيث أجرت اتصالات معمقة مع أطراف عربية لإقناعها بالمشاركة في قمة مصغرة في الرياض لتكون بديلاً عن قمة بغداد.

واعتبر مجيد أن "البعض حاول التشويش على عقد القمة ببغداد بسبب وجود مشاكل داخلية وسياسية"، مشيراً إلى أن "هذه الرسالة السعودية بينت أن تلك المشاكل تحل عبر الحوار داخلياً من دون الاستقواء بالخارج".

من جهتها، رأت عضو اللجنة عن التحالف الكردستاني آلاء الطالباني أن "تعيين سفير سعودي في العراق خطوة مهمة جداً في اتجاه العلاقات بين البلدين، بعد أن كانت متذبذة"، بحسب قولها.

وأضافت الطالباني أن "هذه الخطوة ستساهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية أيضاً".

واستبعدت البحرين التي تعتبر عضواً في مجلس التعاون الخليجي، في 4 شباط 2012، مشاركتها في مؤتمر القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة العراقية بغداد في التاسع والعشرين من شهر آذار المقبل، واتهمت حكومة بغداد وبرلمانها باستغلال الأحداث السياسية فيها وتوريد "الشر" لها يومياً، فيما نفت وزارة الخارجية العراقية، في 8 شباط 2012، تلك التصريحات، مؤكدة أن وزير الخارجية البحريني سيحضر القمة شخصياً.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أعلن، في الأول من شباط 2012، أن القمة العربية المقبلة ستعقد في بغداد في الـ29 من آذار المقبل، مؤكداً أن الحكومة جادة في توفير الأمن للقادة والرؤساء المشاركين في القمة، فيما اعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن العراق قادر على إنجاح القمة العربية، وأنه مقبل على مرحلة سيترأس خلالها العمل العربي.

وأجلت الجامعة العربية، في (5 أيار 2011)، القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في آذار 2011 ببغداد إلى آذار 2012، بناءً على طلب عراقي بعد توافق الدول العربية الأعضاء نظراً للواقع العربي "الجديد وغير المناسب" الذي أحدثته الثورات التي كانت وقتها في مصر وليبيا واليمن وتونس وسوريا.

ويعد انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد الحدث الدولي الأكبر الذي تنظمه البلاد منذ العام 2003، إذ شكلت أمانة بغداد لجنة لتهيئة وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية للمدينة، بما يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة، وقد أعلنت في نهاية شهر كانون الثاني المنصرم أن كامل الاستعدادت للقمة باتت منجزة بنسبة 100 بالمائة.

واستضاف العراق القمة العربية مرتين، الأولى في العام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، أما القمة الثانية التي حملت الرقم 12 وعقدت في العام 1990 فقد شهدت حضور جميع الزعماء العرب باستثناء الرئيس السوري السابق حافظ الاسد الذي كان في حالة عداء مع نظام الرئيس السابق صدام حسين على خلفية تنافسهما على زعامة البعث وموقف سوريا الداعم لإيران في حرب السنوات الثمانية التي خاضها العراق معها، كما شهدت القمة توترات حادة بين العراق من جهة ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة من جهة اخرى، اندلعت بعدها حرب الخليج الثانية.
المصدر:السومرية نيوز

Share |