مؤيّد الدّين أبوطالب محمّد بن احمد بن عليّ بن أبي طالب الملقب بابن العلقميّ من قبيلة عدنانية هي من اصل العرب واعني بها قبيلة (بني اسد) وهذا اسمه الحقيقي بشحمه ولحمه ، آخر وزير عبّاسي، كان ولايزال احد اهم محاور الحديث الطائفي البغيض والذي يلصق تهمة الخيانة بالشيعة من اتباع اهل البيت اضافة لبعض الاوصاف التي يندى لها جبين الانسانية والتي يعتقد مروجوها بانها انتقاص من هذه الطائفة المسلمة.
لقد سبق وان تحدثنا في موضوع سابق وباسهاب عن التلفيق والدس والافتراء حول هذه الشخصية التي خدمت الاسلام في احرج الظروف واعني بها اواخر ايام الدولة العباسية ، فقد دب الضعف في اركان هذه الدولة وكانت السيطرة الكاملة على مقدرات البلاد بيد قائد الجيش (التركي الاصل)و المسمى بالدويدار الكبير الذي اسهم بتسريح اغلبيته ، اما الخليفة فان جل اهتمامه كان يتركز على الاكثار من الزيجات واللهو والطرب ومتابعة المغنيات والجواري ومجالسة الشواذ كمستشاره (ابن الدرنوس )وهو احد السوقة المعروفين بتربية الطيوروالذي يستدل عليه الذهبي في تاريخ الاسلام عندما يتحدث عن ولعه بالحمام فيقول مانصه(كان يلعب بالحمام ويهمل امر الاسلام) ، ويذكر صاحب جامع التواريخ في ج2 ص713 عند الحديث عن نسائه التي امر هولاكوبجمعها بعد دخوله قصر الخلافه ( ثم امر باحصاء نساء الخليفة فعدوا سبع مئة زوجة وسريه ) ذلك هو خليفتنا المبجل الذي كان يحكم دولة لاتغيب عنها الشمس.
ان الهدف الذي نسعى له هو توضيح الحقائق ليس الا اما ما دأبت عليه الابواق الاعلامية النكرة فهو ديدنها في قلب الحقائق والتشويه المتعمد للاخرين بغية الانتقاص منهم ووضعهم في مقام الخونة والعملاء للاجنبي ،تما ما كما يحدث الان والذي يمكن ان نعرج عليه للاستشهاد به لاننا نعاصره، ولنا في غزو العراق واحتلاله الدروس والعبروالبراهين الساطعة ، فبعد ان سهل اكثر العرب أحتلال العراق ابتداء بمصر التي فتحت قناة السويس لمرور السفن الحربية والغواصات وحاملات الطائرات وانتهاء بالسعودية والكويت وقطر والبحرين التي فتحت اراضيها وموانئها واجوائها للجيوش الاجنبية لاستخدامها ضد العراق ، وبعد اتمام الطبخة بتدمير العراق وتسليمه لقمة سائغة للاجنبي ، بدئت اللعبة المكشوفة وبنفس الصيغة الاستفزازية القبيحة مستفيدين من القول الشائع (اكذب واكذب ..حتى يصدقك الناس) فبعد مدة من الاحتلال الذي قاده العم بوش بدء الاعلام العربي والخليجي بالذات بالترويج لنغمة خيانة الشيعة وقدومهم على الدبابة الامريكيه أوان امريكا دخلت للعراق بالاتفاق مع ايران وغيرهامن سلسلة الاكاذيب المفبركة والخزعبلات والكلام الفارغ الذي لا اساس له من الصحة على الاطلاق والاشد غرابة من ذلك هودفع هذه الانظمة بالقتلة الارهابيين والمجرمين من ازلام القاعدة الذين لادين لهم لدخول العراق وتفجير اجسامهم النتنة بين ابناء الشعب العراقي في الاماكن العامة والاسواق والمدارس بحجة مقاتلة الامريكان بينما الحقيقة هي غير ذلك فهو استهداف طائفي ممنهج ضد طائفة الشيعة بالذات وهو امر معروف ومكشوف للقاصي والداني مما جعل شعبنا العراقي يتصدى لهم وبكل اطيافه ومكوناته حيث تعاون ابن الانبار وابن ذي قار معا لحماية وطنهم وهكذا قصمنا ظهر الارهاب واخرجنا المحتل من ارضنا والى الابد.
، اذن فمن الطبيعي ان يعودوا الى ذات المنوال و يرددوا نفس النغمة لاسيما اذا تعلق الامربسقوط الخلافة العباسيه في العام 1258 م وهو تاريخ بعيد عن يومنا هذا حيث يعتقد امثال هؤلاء ان كل ما يقولوه تتقبله الناس دون تدقيق وتمحيص وكأن كتابة التاريخ اصبحت حكرا عليهم هم فقط وعلى الاخرين القبول بها كامر واقع فلا نستبعد تزوير الحقائق والصاق التهم الباطلة بالشيعة في مثل هذه الحالةلانفراد فئة معينة بالكتابة وبحسب هواها .
ونحن في الوقت الذي نؤكد فيه بان زمن استفرادكم بالامر قد ولا وبلا رجعة فاننا سنتولى تعرية المزورين وكشف اساليبهم وتوضيح الحقائق للجميع ،ولهذا كله فسوف اتحدث على المكشوف كما يقال بعيدا عن الرموز والاشارات، فليس من المعقول ان التصرف اذا صدر من الشيعة حتى وان كان عن حسن نيه فانه يفسر بسوء نيه اما اذا صدر من غيرهم فلا شائبة عليه و يكون صحيحا ومقبولا، اتقوا الله في اخوانكم في الاسلام ياناس ،فلو افترضنا ان الرجل وحاشاه ذلك قد تصرف خطأ عندما حاول اقناع الخليفة بارسال الهدايا الى هولاكو لغرض ابعاده عن عاصمة الخلافة العباسية (بغداد ) وان الخليفة وافق ثم رفض بتاثير الاخرين وحدث احتلال بغداد ،فما ذنب ابناء الطائفة عموما في تصرف شخص من ابنائها يعمل مع بلاط الخليفة ومن ثم فهو ليس رجل دين ولاقائد او مرجعا او انه اختير كممثل للشيعة في الحكومة لكي تحسب اساءته على الشيعة عموما ، ثم ماذا تقولون عن تصرف ابن عمه( واقصد ابن عم ابن العلقمي) واعني به فيصل الدويش المطيري شيخ قبيلته الذي قاد الاخوان (الوهابيه) في غزوهم للعراق ومانتج عنه من احتلال وتخريب وتدمير وقتل للاطفال والنساء وترويع للسكان في كربلاء والنجف ابان القرن التاسع عشر ولمن لايعلم فقبيلة بني مطير في السعودية والخليج العربي هم نفسهم قبيلة بني اسد في العراق التي ينتمي اليها ابن العلقمي (يراجع كتاب قبيلة بني مطير لمهنا الدويش المطيري ط1 مطبعة منير 1992م وغيره من كتب الانساب) فهل يعتبر الموما اليه خائنا او مجرما ياترى ام انه قائد وفاتح وو.... ، ولهذا كله فاننا نستغرب اصرار البعض على سلوك طرق ملتوية لالصاق التهم بالشيعة وهم ابرياء منها فهل يعقل بانكم يافطاحل المؤرخين من اخواننا اهل السنة لاتعرفوا بانه كان مع جيش هولاكو عدد كبير من اهل الكرج(بضم الكاف وفتح الراء) وهم من سكان جمهورية جورجيا الحاليه لان زوجة هولاكو النصرانية (منكو قان ) كانت من تلك البلاد ، اليس من العيب عليكم ان تبدلوا الجيم خاءا وبذلك تغيروا مجرى التاريخ وتجعلوا بتغيير موضع النقطة من اهل كرخ بغداد الشيعة يقاتلوا اخوتهم من اهل رصافتها السنة وهو امر لايمكن قبوله او تصوره على الاطلاق.
ان الابتعاد عن النفس الطائفي والاعتراف بحقيقة وجود الاخرمن البديهيات التي لااختلاف عليها عند كل الشعوب والامم اللهم الا من كان من شذاذ الافاق من اصحاب النفوس المريضة والنيات السيئة ، فالرجاء من اخواننا واحبتنا المسلمين السنة الانتباه لبعض الاخطاء التاريخية التي تعمق الخلاف بين ابناء الدين الواحد ووأد الفتنة في لحظتها وعدم السماح بتكرار هذه الادعاءات الباطلة ضد اخوانكم الشيعة ودعونا نعيش اخوة متحابين يحترم احدنا شعائر وثوابت الاخر .... والى لقاء آخر لاجلاء الحقيقة.