ابو طبر يعود مجددا إلى العاصمة بغداد؟؟/جواد كاظم إسماعيل

Tue, 21 Feb 2012 الساعة : 14:11

منذ فترة طويلة وسكان العاصمة بغداد يشكون من بروز و انتشار ظاهرة السطو المسلح على منازلهم وعلى محلاتهم التجارية دون أي رادع لهذه العصابات التي تقوم بعمليات السطو وبشكل متواصل و اليوم طالعت مقالا للإعلامي اللامع فراس الغضبان الحمداني يشير إلى هذه الظاهرة ويتحدث عن انتشارها في عموم ضواحي بغداد حيث بين َ في مقاله المنوه عنه ان هذه الظاهرة شكلت عمليات نوعية في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية في اغلب مناطق العاصمة, وأن هذه العصابات التي تقوم بالسطو قد تسلحت بأحدث الأسلحة وهي تمارس عملها في كل الأوقات ليلا ونهارا, الحقيقة ان هذه العصابات قد تذكرنا بالرعب الذي زرعه ( ابو طبر) في جميع إرجاء بغداد في مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي حيث كان هذا الشخص الملقب ب( ابو طبر) يقوم باختيار منازل محددة وفي إحياء متفرقة من العاصمة ويقوم بقتل أصحاب المنزل ويستولي على كل مايروق له من حلي ومن مبالغ مالية حتى ذاع صيت هذا اللص في جميع مدن العراق وقد أصبح حالة مرعبة يقلق سكان العاصمة ويقض مضاجعهم لاسيما في أوقات الليل وعلى اثر ذلك نسجت حكايات وقصص حول هذه الشخصية التي تزامن بروزها مع بروز حزب البعث على المسرح السياسي والسيطرة على السلطة في البلاد, حتى شاع ان هذا اللص كان يمارس هذه الإعمال الإجرامية بدفع من قبل حزب البعث المقبور لتصفية خصومه السياسيين وهذا الأمر ليس بغريب على حزب إجرامي جاء للسلطة عن طريق السلاح والدم وهكذا بقى ( ابو طبر) يصول ويجول في العاصمة بغداد دون ان يجد له رادع يردعه إلى حين الانتهاء من هذا الفصل المرعب ووفق ماكان مخطط له وأصبحت قضيته من حكايات الماضي المرعبة , لكن ماذا نسمي انتشار عصابات السطو المسلح في العاصمة بغداد هذه الأيام ؟ هل هي عصابات متخصصة بالسرقة وقد وجدت ظرفي الزمان والمكان مناسبين لها ؟؟ ام ان هناك جهات تغذي وتحرك هذه العصابات لأجندات سياسية؟ ام ان هذه العصابات تتحرك بدفع خارجي حالها حال بعض الكتل السياسية المشتركة في الحكومة ؟ هذه أسئلة من الضروري البحث عن أجوبة لها لأن اليوم كل شيء وارد في العراق في ظل غياب الأمن والتخاصم السياسي بين الشركاء في الحكومة( التوافقية)؟
نعم ان من أمن العقاب أساء الأدب , (( فان هذه العصابات التي انتعشت بفساد الأجهزة وضعف الحكومة ستجد طريقها يوما بقواها المسلحة إلى المنطقة الخضراء والمناطق الحساسة الأخرى ولا غرابة إن نسمع أنها قامت بالسطو على بيوت قادة الرئاسات الثلاث ..!!ّ)). كما أشار إلى ذلك في مقاله الزميل فراس الحمداني ,, وحقا علينا ان نتساءل مع سكان بغداد ,لماذا هذه الظاهرة انتشرت بشكل لافت اليوم ؟ ولماذا تقف الحكومة صامتة إزاء ذلك ؟ وماهو دور السيطرات المنتشرة والمنشطرة كالاميبياء في جميع نواحي وطرق بغداد ؟ ام اننا نشهد ظهور( ابو طبر ) جديد يزيد من رعبنا ومن خوفنا المزمن الذي لازال راسخا في ذاكرتنا الحافلة بقصص ,, الطنطل,, إلى اليوم ؟

Share |