مقدمة عريان السيد خلف لمجموعتي (شارع المتنبي)/علي الملا الخزاعي
Tue, 21 Feb 2012 الساعة : 8:22

انه حارس واعد
يقول الدكتور علي جواد طاهر (ان الشعر ليس زخرفة لفظية وانما هو شعور ورسالة ) ولذلك يجب ان يوجه الى خدمة المجتمع والارتقاء به واعداده ..اصبح شعر الرعيل الاول من الشعراء الجدير بالتقدير .. بشكله ومضمونه .لما ارتفعو به من معنى ودلالات ومكانه جعلت الشاعر ذو اهمية كبيرة في مجتمعه لان الشعراء كانو يستجيبون لظروف تستدعي مواقف واضحة ورصينة وينتفعون بما يصل اليهم من الاداب الاخرى وهكذا نكاد نلمس صدقهم وحماسهم ورأينا مالا نقدر رؤيته لديهم من سعة الافق .
وبعد المدى ونضج الفكر وقد مهدو الطريق لكثير من المواهب .
ان الشعور بأن يكون الفن اساسا للشعر والادب الابداعي يبدو اليوم ميسورا لكل متحدث بينما لم يكن كذلك سابقا ثم ان الريادة في الشعر لاتقف عند السبق الزمني والدلاله التأريخية وانما تحمل مع هذا المعنى سمات من الابداع .
واصبح الشعراء الرواد تجسيدا لما يكون عليه الشاعر فأستمالو مثلاً وقدوة للطالعين من الناشئة والشباب الذين تداعبهم احلامهم في ان يكونو شعراء .
ان هولاء الشباب لاينكرون عندما ينظرون الى انفسهم انهم ازاء قامات شعرية شامخة فيشعرون بالرهبة والتردد وهذا مايجعلهم اكثر تواضعا ويحثهم على ان يجدوا في تزويد انفسهم الزاد الذي يحقق امنيتهم ثم لم لا يكون بعضهم او من بينهم من يريد ان يكون شيئاًًمهما غير مظفر النواب وعلي الشيباني ورواد المدرسة الحديثة للشعر الشعبي العراقي .
ان هولاء طموحين جدا ومؤمنين بالادب ايمانا لايقل عن سابقيهم ان لم يزد وتحدثهم نفوسهم بان يكونو شيئاً كبيراً
وتذكي المراهقة الشعرية من هذا الشعور .لذلك عليهم ان يزودو انفسهم بالقراءة والتعليم والاطلاع ويتلقفون كل مايرد من الكتب والمجلات الادبية والفنية ويناقشون ماتثيره فيهم هذه الكتب والمجلات من مشاعر .
مادام الشعر الشعبي محور من محاور الحياة اخذ يبرز بعد التخلص من السياسات المشروعة لقوانين الاضطهاد الفكري وتكسر تلك القيود الحصينة التي كبلت حصان الشعر الجامح لسنين عديدة زمرت فيها ابواق البعض للاجهزة الدكتاتورية ورموزها لما ابقى الشعر في قاع الركود وعدم التنفس من هواء الثقافة الرطب , ومع ذلك برزت بعض الاسماء والكفاءات الشابة الجديرة بالاهتام والتي تحث الخطى كي تصقل موهبتها بما يكفي ويزين نتاجها التي تطرحه كدليل على هذه المهمة والبحث والتقصي ومنهم شاعرنا علي الملا الخزاعي حيث اخذ يقتنص بعض الاضاءات في القصائد محاولا الخروج عن السرد الممل والمثقل للقصيدة .
خل نزرع ورد كدام باب الموت
وأنوكف الصبح كدام عين الليل
وكنت احب ان يستعمل مفردته الجنوبية لتكون اكثرا تأثيرا (جدام) بدلا من (كدام ) الغريبة على بيئته ونراه هنا يقول :
ممنوع التجول رفقا ابغداد
خلي بغداد تلع تفتر أبغداد
انه يتفص الالم في وطنه, ليتوجع هو بدوره فيقول :
وجان الصوت الليل يبجي ..ودمعه كحله
واسمع أبصوتي يغني (ياحريمة انباكت )الاثار والناطور نايم
ثم يتساءل :
وياضمير اليقبل ايبوكون بخته ....؟!
انه يحاول وباصرار فضح الجرائم التي ترتكب بحق الوطن واعتقد جازماً انه سيكون حارسا شريفا ليحمي ما يستطيع حمايته وهو يطرق بمفرداته على أبواب المدينة النائمة ليوقظ اهلها النائمين ..
عريان السيد خلف


