بين كرستيان فولف وطارق الهاشمي مقارنة بين حب الذات ونكرانه /باقر الرشيد-بغداد
Tue, 21 Feb 2012 الساعة : 8:18

لم يُتهم الرئيس الألماني بعمل يتعلق بفساد مالي ، أو بعمليات إرهابية أسهمت بقتل أبناء شعبه ، لكن الرجل ولمجرد صدور قرار من النيابة الألمانية برفع الحصانة عنه بسبب إخفائه لإرباح مالية حصل عليها من مشاريع لأعماله الخاصة وعدم الإبلاغ عنها ، بادر وبقرار يبدو للعقلاء طبيعياً ، ولا يثير لدى أصحاب النفوس النقية علامة أية علامة للتعجب أو الإستغراب ، فقد أعلن أمام شعبه وعبر شاشات التلفزيون إستقالته من منصبه مقراً بشكل مباشر من مقر الرئاسة في برلين بأخطائه ، وعبّر بلغة السياسي المسؤول وبكل وضوح عن إن "ثقة" المواطنين به قد تأثرت ولهذا السبب لم يعد ممكنا أن يواصل ممارسة مهامه الحكومية .
لا أدري وأمام هذا المشهد .. ماذا تقول الثلة الخائبة من أدعياء السياسة الذين أرهبتهم الخارطة السياسية الجديدة لعراق ما بعد التحرر من البعث ، فآنكفأوا في البدء وبعد سقوط صنمهم مبتعدين عن أجواء المشاركة في حكم البلد غير آبهين أو مؤمنين بالوضع الجديد على الرغم من علمهم بأن خيمة العراق الجديد تسع كل العراقيين بكل قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم ، ولم تمض فترة حتى تسللت رؤوسهم المحشوة بالحقد ووجوههم الصفراء بدفع من أعداء العراق وشعبه الى العملية السياسية لا لأجل المشاركة بعملية بناء الوطن أوتحقيق آمال الشعب ، بل كان هدفهم الوحيد يتمثل في عرقلة العملية السياسية وإفشال كل المساعي التي يرجى من ورائها تحقيق آمال وطموحات الشعب الذي عانى منهم ومن رموزهم المقبورين لسنوات طويلة . ولأن حبال الكذب قصيرة بدأت الشعارات الوطنية الزائفة التي أوهموا الناس بها والأساليب الحرباوية الخادعة التي راحوا وبكل وقاحة يمارسونها تتكشف يوماً بعد يوم للبسطاء من أبناء شعبنا الطيب الصبور ، وكانت أول فصول التعرية لهذه الوجوه البائسة واللئيمة ممثلة بالدموع التي ذرفها المدعو طارق الهاشمي على رفاق فكره وعقيدته من الإرهابيين حينما قام بزياراته المتكررة للمجرمين القتلة في السجون واعداً إياهم بأن يكون لهم العون لإطلاق سراحهم كي يعودوا الى إكمال مسيرتهم (الجهادية) المتمثلة بقتل العراقيين وتفجير بيوتهم ومحاربتهم بكل الوسائل المدعومة من خزائن السعودية وعقولها الخرفة .
وحقق الهاشمي ما خطط له ورسمه بأدلة القضاء العراقي التي أعلنها وأكد فيها على قيام رجاله وبأمر وتوجيه منه (حسب آعترافاتهم) بـ 150 عملية إرهابية تشمل القتل والتفجير ليمثل هذا الإعلان دليلاً واضحاً غير قابل للتأويل أو النقاش على ما يحمله هؤلاء الحاقدون من أفكار سادية وحقد على الأبرياء المظلومين من العراقيين . ولعل من المناسب أن نوجه سؤالنا الى نائب رئيس جمهورية العراق طارق الهاشمي وليشمل سؤالنا كل من صدر بحقه أمر برفع الحصانة من القضاء العراقي المعروف بنزاهته .. هل لكم الجرأة في إتخاذ موقف كموقف كرستيان فولف والذي أعلن وعلى الفور إستقالته وآعتذاره من ناخبيه وكل الشعب الألماني لصدور أمر رفع الحصانة عنه لا لأسباب تتعلق بآتهامه بقتل الأبرياء من البشر أو تفجيره لمنازل ومباني حكومية بل لأن الرجل لم يبلّغ الجهات الرسمية بأرباح مالية حصل عليها من مشاريع خاصة به ليس إلا ؟؟!! أم أنكم مصرون على المضي في نهجكم الشرير وتنفيذ ما ترسمه لكم عقول الشر السعودية من مخططات لتدمير العراق وقتل أبنائه ؟


