بزيارته للاعظميه والموصل اخرس سماحة السيد عمار الحكيم الطائفيه الى الابد./عبد الستار السعيدي

Tue, 21 Feb 2012 الساعة : 7:56

لم يسلك سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي السبل التقليدية في الإفصاح عن أفكاره إنما يتجه إلى المواجهة المباشرة لأفراد الشعب حاملا انفتاحه ووطنيته المتغلبة في كل نهجه الواضح فهو عندما أراد أن يخرس الأبواق الداعية للطائفية والتي تقف وراءها أجندات خارجية ذهب إلى الاعظمية وزار مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان ( رض)وتجول في ربوع الاعظمية محاطا بالحب والتقدير من أبنائها داحضا كل الادعاءات التي تريد فرقة أبناء الوطن الواحد معلنا تغليب الروح الوطنية والهوية الوطنية على كل الاعتبارات الأخرى وهذه ليست بالظاهرة الجديدة لسماحة السيد عمار الحكيم الذي أعلن أيضا من مدينة الموصل الحدباء التي زارها مؤخرا ، أن على الجميع تغليب مصالح الوطن على المصالح الأخرى, مؤكدا أن كتلة المواطن تدافع عن شؤون أبناء محافظة نينوى كما تدافع عن شؤون أبناء المحافظات الأخرى، ودعا الحكيم في كلمته خلال لقائه جمعا كبيرا من شيوخ عشائر ووجهاء أهالي محافظة نينوى، إلى الإسراع بحل ملفات المعتقلين بأسرع وقت مبينا أن الحكومات تتغير كل أربع سنوات وأن صندوق الاقتراع هو الذي يعين المسئول ويضع آخر مكانه وأشار إلى أن قدومه من العاصمة بغداد تعبيراً عن حمله رسالة محبة ووئام وتعاون مؤكدا أنه ليس للعراقيين إلا العراق ووحدة الكلمة، وأن قوتهم ومنعتهم هي في تراص صفوفهم مضيفاً بأنه سيبقى قريبا من المواطن والى جانبه وفي خدمته ، وأعرب سماحته عن اعتزازه بالعشائر الموصلية ودورها الكبير في التصدي للإرهاب ومنع المحافظة من الوقوع في أيدي الإرهابيين الدخلاء ، مشدداً على ضرورة رص الصفوف في هذه المرحلة وتفويت الفرصة على الأعداء موضحا أن المشاكل في البيت الواحد ليس فيها غالب ولامغلوب، أما أن ينتصر الجميع أو يخسر الجميع ، مؤكدا بأنه يريد واقعا فيه العزة والشموخ للوطن والمواطن وأوضح أن العراق لاينقصه شيء وأن كل عناصر النجاح متوفرة فيه وكل مايحتاجه هو الرؤية والخطة وآلية العمل داعيا إلى أن تكون الموازنة العامة للبلاد هي موازنة للمواطن وفي خدمة المواطن ويشعر بها على مائدة طعامه ومحل سكناه وفرص عمله كما سبق لسماحة السيد عمار الحكيم إن طرح مبادرة من خمس نقاط لحل الأزمة الحالية والمضي بالعملية السياسية نحو الاستقرار والبناء وإن أغلب الكتل السياسية أيدت مبادرة رئيس المجلس عمار الحكيم والذي لم يعلن موقفه فانه ليس معارضا لها وأضاف في بيان أورده المركز الخبري للمجلس قبل مدة عندما يكون الدستور مرجعية للكتل السياسية، فلعيها أن لا تنظر إليه نظرة من جهة واحدة، وإن الحكيم عرض نفسه والمجلس الأعلى أن يكون في خدمة كل من يتقدم بخطوة ايجابية لدفع التجربة الديمقراطية ، وأن المجلس يستثمر علاقاته مع الكتل لأجل حماية العملية السياسية ،وكان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم قد حدد خمسة مبادئ لحل الأزمة السياسية القائمة في البلاد داعيا في الوقت ذاته الكتل السياسية إلى أبداء رأيها بالرفض والقبول بشأنها. وإن هناك مبادئ أساسية لحل الأزمة السياسية في البلد وهي أن تجتمع الكتل وتتحاور للخروج بحلول جذرية وليس الاجتماع من أجل المجاملات السياسية ، و لابد من الصراحة والمكاشفة وأن تكون هناك نظرة هادئة وصادقة من أجل حل هذه المشاكل والابتعاد عن المناورات السياسية حتى نستطيع إنجاح الحوار والوصول إلى حوار وطني شامل وإن على جميع الكتل السياسية أن تكون مستعدة للتنازل عن مطالباتها وطموحاتها حتى نصل إلى الحلول الوسط للتغلب على المصالح الشخصية ، إذ إن الحوار يجب أن لايكون على أساس الربح والخسارة ،فلا ربح إذا خسر العراق ، وإذا ربح العراق فسيربح الجميع وإن الحوار يجب أن يكون على أساس تفكيك الأزمات وليس التصعيد ومعالجة الأزمة بأخرى وهذا يتطلب تحديد مساحات الالتقاء والمشتركات ومواطن الاختلاف وأن الحلول الجزئية أو التوقيعية لايمكن أن تعالج مشاكل البلد ودعا إلى اعتبار الدستور السقف الذي يتم التفاوض على أساسه والقبول به بشكل كامل وليس جزئي.وحذر الحكيم من الاتفاقات السرية والثنائية والصفقات التي تجرى تحت الطاولة ، ودعا إلى الخروج باتفاقات تعلن أمام الشعب ليكون هو الفيصل بمن لايلتزم بها فليس العبرة ان يتصالح المرء مع الآخرين بمنأى عن التصالح مع ذاته ، فالعبرة الأسمى أن تعي من أنت وكيف توجه حزمة اسقاطاتك وما ينعكس عنها ، بهذا الاستقراء الواقعي لما يدور حولك تستطيع أن ترتقي بالتأثير والتأثر في ان واحد .وإذا ما ركزنا على فهم شخصية السيد عمار الحكيم نجد أنها خلاصة وطنية تحتفي بالماضي لتسعف به انكسارات الحاضر المشبع بالخلاف ، وهذه دلالة واضحة على استيعاب فكري يحتوي المعطيات المنبعثة من الواقع الاجتماعي ووفق ما تقدم من رؤى فكرية ، نستطيع أن نلحق زيارة السيد عمار الحكيم إلى منطقة الاعظمية وتجواله فيها ومن ثم زيارة مرقد أبي حنيفة النعمان (رض) بمناسبة المولد النبوي الشريف وأخرى قام بها إلى الموصل بهذه المعنوية المهذبة ذات الدلالات الوطنية العميقة التي تتوخى نبذ الفرقة وتتبنى استحداث أواصر أخرى غير التي اعتادها الساسة إذ يجتمعون على الموائد في الصالونات أو أمام كاميرات الفضائيات. فسماحة السيد عمار الحكيم حين راح يجوب كل أرضنا الطيبة إنما أراد أن يخنق أنفاس الطائفية المقيتة بسلوكه القيادي الوطني ، ليداوي الجرح ويعطي دروسا بليغة في العمق الوطني ولنظرة مستقبلية يجب أن نتطلع إليها جميعا . على السادة المسئولين والسياسيين في مقدمتهم الإسراع إلى عقد مؤتمر للتفاهم والمصارحة للخروج من هذا المأزق الخطير الذي تعيشه الساحة السياسية العراقية فحينما يجتمع المعنيون لابد أن تكون لغتهم الصدق والموضوعية والمصارحة لبناء العراق كما يرون ويخططون وحدهم من دون غيرهم وليبتعدوا عن تلك الأجندات البعيدة عن تطلعاتهم وأهدافهم والتي هي بالتالي بعيدة عن أهداف شعبنا التي ناضل من اجل التحرر والديمقراطية عشرات السنين وحينما يجتمعون وفي إي بقعة من عراقنا الطيب المعطاء ِ وفي إي محافظة ابتداء من اربيل أو البصرة فأنهم يؤكدون للآخرين.
والى كل من يريد النيل منهم بأنهم قادرون على تجاوز أي خلاف أمام المصلحة الوطنية وإنهم سياسيون بحق قادرون في الحفاظ على مكتسبات شعبهم وكرامة بلدهم ولتكن النقاط الخمس التي اوضحها سماحة السيد رئيس المجلس الاعلى وثيقة عمل او نقاط التقاء خاضعة للدراسة والتمحيص لتلتقي عندها كل الفعاليات السياسية لانها تمثل الاحتواء الكامل لكل ابعاد الازمة السياسية الراهنة.

Share |