من هم الأصدقاء ؟! يا أحبائي؟!/سيد صباح بهبهاني-المانيا
Tue, 21 Feb 2012 الساعة : 4:29

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة /31.
(وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
وأن الله سبحانه وتعالى خلقة آدم علمه المضمون كما في الآية 31 من سورة البقرة أعلاه . لأنه قال لملائكة أني جاعل في الأرض خليفة ! وهنا تنطبق على الأبوين عندما يريدوا أن يعملوا طفل يجب أن يكونوا لهم علم في التربية والأخلاق والعلوم ليتسنى لهم تعليم الطفل من البدائية حتى يكون في المستقبل قادر على التميز بين صديق السوء والصديق الصالح ويعلمونه على المحبة والمعرفة وحب الآخرين كما أمرنا الله لقوله : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}.
لقد صادفنا في حياتنا الكثيرين من الأصدقاء والأصحاب فمن نختار منهم لكي يكونوا إخواننا في حياتنا؟
والجواب : بما أن الصديق له الأثر الكبير على الإنسان فلا بد أن نختار من يكون تأثيراته محمودة.. فالواجب أن لا نبحث عن الصديق، بل عن الصفات التي يتمتع بها هذا الصديق, أي لابد من البحث عن الصفات التي نحتاج نحن اليها, ثم نبحث عمن يحمل هذا الصفات فنصادفه. فما هي تلك الصفات :
1 ـ العلم
2 ـ الحكمة
3 ـ العقل
4 ـ الزهد
5 ـ الخير والفضيلة
6 ـ الصداقة الوفية
7 ـ الخلق الكريم
أما الذين لا تستحق ولا تصح معاشرتهم ولا مصادقتهم وهم :
1 ـ مصادقة الأحمق
2 ـ مصادقة البخيل
3 ـ مصادقة الفاجر
4 ـ مصادقة الكذاب
5 ـ مصادقة الخائن
من هم الأصدقاء / يقول الإمام الشافي :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه *** ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة *** فلا خير في ود يجئ تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله *** ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده *** ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها *** صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وللأسف نرى اليوم أن العنف بين تلاميذ مدارسنا في مرحلة المراهقة قد انتشر وحتى في أكثر الشوارع وساحات كرة القدم والملاعب الرياضية والمسألة تحتاج لوقفة جادة للتصدي لها كظاهرة وافدة على مجتمعنا المدرسي، وسلوك مرفوض في مجتمعنا الذي يختزن موروثا من الحب، والتفاهم والتناغم، ويتمتع بقيم، وأخلاقيات متفوقة، وبعض المختصين يرون أن الأسباب تعود لوقت الفراغ الكبير غير المستغل، وغياب توعية الطلاب بأهمية المشاركة في الأنشطة الطلابية، وعدم قيام أولياء الأمور بتوعية أبنائهم؛ بأهمية العلم، بجانب العلاقة بين أفراد الأسرة، ووجود خلل في العلاقة بين الأسرة والمدرسة، كما طرح المختصون العلاج للتصدي لمثل هذه الظاهرة الخطيرة، وتشمل ضرورة زرع الجو الديمقراطي في المدرسة، والمشاركة الفردية، والجماعية في الأنشطة المدرسية اليومية من إذاعة، وتنظيم المسابقات، والندوات، والابتعاد عن أسلوب التلقين في التدريس، واستخدام أسلوب التعلم بالوسيلة، وتفعيل دور المجالس الطلابية، وجذب الطالب للمدرسة بأسلوب الترغيب وليس الترهيب .
وللآباء مسك العصا من النصف لعله يعودوا لوعيهم أو بطرق تربوية بحت صحيحة وتركيز الأباء على مصادقة الأولاد كما يقول المثل العربي لو كبر أبك خاويه .. ولا تنسوا أن التربية الصالحة هي التي تضمن أمن ونجاح المجتمعات وعليكم يا آباء والأمهات الصبر والعمل على التربية الصحيحة وترك النزاع فيما بينكم لأن انفصالكم عن البعض يترك تأثير عكسياً لهؤلاء الأولاد ولا تنسوا أن الفراغ الغير مستغل سوف يؤدي لعواقب وخيمة أيضاً ويداً بيد للتعاون لنشر العلم والفضيلة وتربية الأولاد لنحصل على مجتمع راقياً متحضر يقيموا المبادئ التربية العقائدية ويتعهدوا بمبادئ التكافل والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.


