السيد رئيس مجلس محافظة ذي قار المهندس قصي العبادي في حفل تكريم 600 من الضباط من الجيش والشرطة في بهو الإدارة المحلية في محافظة ذي قار بمناسبة ترقيتهم
Sun, 19 Feb 2012 الساعة : 4:36

بسم الله الرحمن الرحيم
باسمي وباسم إخواني أعضاء مجلس محافظة ذي قار الموقرين وكل أعضاء الحكومة المحلية ، أتقدم بالتهنئة العميقة والمباركة لإخواني الضباط من وزارتي الدفاع والداخلية لنيلهم الترقية المستحقة في كانون والذين كانوا من قبلهم في تموز.. فكل التقدير والفخر لكم بهذه المناسبة الوطنية والتي فيها زانتكم الرتب العالية وانتم شرفتموها يا أبناء العراق الكريم وذي قار السامية التي أضفت عليكم من بهائها ونوّرت جباهكم العالية بتاريخها الطاهر وماضيها العريق..
ذي قار أم الدنيا منذ فجر التاريخ وباعثة الحياة في الأرض في الزمن الأول حيث سومر والزقورة ومعلمة الإنسان الحرف الأول والكتابة والقراءة ومبتكرة النغمة والموسيقى وواضعة القوانين العادلة حيث لم تكن تجربة سابقة ولا تعليم...
والتي سنّت أن العين بالعين والسن بالسن مستقلة في رقيها عن حضارات في الجوار حمّلت الابن جريرة الأب الميت.. ويشير اساطنة الباحثين أن مسلة حمورابي لعدلها ورصانتها إنما هي تعاليم نوح(ع)..
ذي قار التي ولدت أبو الأنبياء وشيخ الموحدين إبراهيم (ع) الذي بنى بيت الله وحج ولبى وقدم ابنه إسماعيل يذبحه بيده لأمر الله.
ذي قار أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وانتصروا برسول الله(ص).
ذي قار العلم والعقل والفن والأدب والشعر والإبداع ... مدينة الفكر وحركات التحرر والنضال.
مدينة الجهاد المعلن في الزمن الصعب الذي خضعت فيه دول بكاملها وأذعنت أخرى لسطوة صدام ونظامه أو للرشا التي كان يقدمها مقتطعة من قوت الشعب ودواء المرضى. حينها قالت (لا) للظلم ولا (للذل) فأرعبوا النظام الفاشي في تنظيمات الداخل مقدمين الشهداء تلو الشهداء وملئوا المحاجر والسجون وضاقت بهم المهاجر.. ففتقوا خاصرة المحنة وعسكروا في ارض العزة والكرامة والجهاد في اهوار الفهود والجبايش والحمار واظهروا رباطا إلهيا عزّ نظيره مع قلة العدد وخذلان الناصر فقارعوا المدرعات والدبابات والقصف الليلي والحصار والجوع مستلهمين من الحسين ( إن كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) حتى فتح الله على أيديهم (مجاهدي ذي قار) الخلاص للناس وأنفذ حكمه وسنته في صدام وأعوانه (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين كذلك).
ولولا ذي قار لما كان هناك خلاص أو حرية ودستور وبرلمان وأحزاب متعددة.
إن محافظة كهذه جديرة بالخدمة الخالصة والتفاني العالي وأول من تقع عليه هذه المسؤولية هو انتم إخواني ( رجال الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى ) حيث أن شرارة التقدم هو الأمن الذي تنطلق منه وتتفرع عنه كل مقومات المدينة العصرية من بناء واعمار ونمو اقتصادي وتعليم وصحة وغيرها.. حتى قال رسول الله ( ص ) (نعمتان مجهولتان الصحة والأمان) .
ونحن إذ نبارك لكم هذه المناسبة نستذكر وبجلاء وقوفكم الثابت في حفظ الأمن والاستقرار لهذه المدينة العريقة في أصعب الظروف وأحلك الأيام مقدمين الشهداء والجرحى ( أمثال أبو لقاء الجابري وأبو محمد زامل ومقدم عبد الأمير ومقدم علي الصافي) وأبطال الجيش الباسل الذي كان مفخرة الأمة العربية والإسلامية وأفواج شهدائه الذي كان آخرهم نزهان الجبوري وعلي السبع في حادثة أعادت اللحمة الوطنية والنسيج العراقي وغيرهم. حتى عدت محافظتنا العزيزة في طليعة المحافظات الآمنة التي جلبت المستثمرين العرب والأجانب وان رقم عقد شركة ليوان السكنية هو (1) على مستوى العراق خير دليل . وتطور الاعمار والبناء بشهادة كل مسؤولي المحافظات المجاورة وأدلة الإحصاء الصادرة من وزارة التخطيط.. وهذا بفضلكم وجهودكم وسهركم وادعوكم أن تواصلوا هذه المسيرة الثرّة بالعطاء مع وجود المحنة وعرقلة الإرهاب المصدر من خلف الحدود ويغذى من حواضن البعث والوهابية التي كانت تتحجج بمقاومة الاحتلال فطالت مفخخاتها المدارس والجوامع والكنائس والأسواق وعمال المساطر والشرطة والجنود ، ونجدهم اليوم وبكل وقاحة يقولون أن الجهاد بدأ الآن بعد زوال الاحتلال... مما يعني أنهم عازمون على القضاء على التجربة الديمقراطية وتبديد منجزاتكم التي كان ثمنها أهلنا وشهداءنا فلا تتركوا لهم أية فرصة وضيقوا عليهم الخناق واقتلوهم حيث ثقفتموهم وقال علي (ع) ( ومن نام لم ينم عنه ) وتذكروا استبدادهم وظلمهم وجورهم (( إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتّلون أبناءكم )) .
أوصيكم إخواني بتطوير قدراتكم المهنية والإدارية ومواكبة التطورات الحاصلة في العالم المتطور ونقل تجاربهم الأمنية وان تنسجم الدوائر الأمنية فيما بينها وتتعاون في مجال تبادل المعلومات وتسابقوا في فرض الأمن وبسط سلطة القانون .
ونحن في مجلس المحافظة لكم داعمون لأنكم أذرعنا وسيوفنا التي نذب بها عن المحافظة .
بوركتم وبورك عملكم والله والتاريخ والشعب معكم وهنأكم الله بهذه الرتب الغالية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته