فوازير رمضان في تصريحات اعضاء البرلمان/عقيل الموسوي
Sun, 19 Feb 2012 الساعة : 3:45

أكو واحد خلّوله صفر صار عشرة .. وأكو واحد قسموه على اثنين صار نصّين .. وأكو 320 واحد صعدوا للبرلمان .. صارت تصريحاتهم شبيهة بفوازير رمضان مقلّدين بذلك الفنانة نيللي في برنامجها الشهير ( فوازير رمضانية ) .. أجل فقد دأب برلمانيونا وسياسيونا ومنذ سقوط الصنم ولحد الآن على أطلاق تصريحات نارية ملغومة ومبطنة بالتلميحات تجعلنا نشك بأنفسنا قبل أن نشك بهم أو بمن تعنيهم تلك التصريحات , فقد راحوا يتحدثون عن جرائم ومخالفات دستورية تهدد العملية السياسية وتبدد المال العام وتزهق أرواح الأبرياء بطريقة لا تخلو من عنصري الاثارة والتشويق , ولكنهم وبدل القيام بواجبهم في الكشف عنها ومحاسبة مرتكبيها عمدوا الى الحديث بلغة مجفورة وحروف سقطت منها نقاطها بشكل مقصود لتذكرني بقصةٍ سمعتها عن حادثة تاريخية لا أعرف أبطالها أو تاريخ وقوعها ولكنها حدثت حتماً أيام تجارة العبيد حين كانوا يتبادلون الخطابات والرسائل بحروف غير منقّطة وكانوا من الحسچة أنْ يلگفوها وهي طايرة .. فقد بعث أحدهم الى عامله برسالة خطية وليست أس أم أس جاء فيها أمر ( أحصِ العبيد ) ولا أدري أن كان المرسل تاجرا أو مسؤولا أمنيا أو أداريا في البطاقة التموينية .. ولأن مستلم الرسالة حذقٌ مافيه الكفاية بسبب خبراته في التعامل مع العبيد فقد فهم حاء الاحصاء خاءً ( خوفي أن يكون مصير الجهاز المركزي للأحصاء بهذا المفهوم !!! ) لذا بادر على الفور بأزالة الأعضاء الزائدة لديهم !!! , تصريحات السادة البرلمانيين والمسؤولين بصورة عامة تبعث على القلق لأنها تتهم جهات لم يسمّوها لحد الان لذا جاءت كل تصريحاتهم بشكل لانستطيع التمييز بين المُجرِم والمُحرِم رغم انهما لطالما تبادلا موقعيهما في السنوات الاخيرة فأصبح المجرمُ محرماً ملبيا لله وشاكرا له أنعمه في وقت صار فيه المحرم مجرماً عاث الفساد في البلاد وتسلط على رقاب العباد , وقد وصلت أخيراً حمى التصريحات المبطنة والتهديدات الى الفنانين الذين هم خارج الوسط السياسي بل وخارج العراق ايضاً , فها هي الحسناء الفاتنة غادة عبد الرازق تهدد أحد السياسيين العراقيين بفضحه أن لم يدفع مبلغ ماْئة وخمسين الف دولار كمصاريف لطلاقها منه بعد ان تزوجها في السر ليحصل منها على سر الليل .. فهل اشرف على ذلك الزواج السري والطلاق العلني فضيلة الشيخ القرضاوي لتصل مصروفاته الى هذا الحد ؟ ولماذا يكون الزواج في هكذا مواقف سرياً والطلاق علنياً ؟ .. ويعلم الله أني لو كنتُ شبيها لبطل مسلسل يوسف الصديق لأدّعيت على أحدى عوانس برلماننا الموقر بأنها تزوجتني بالسر وأطالبها بتطليقي علناً لعلّي أحصل على خمسة عشر دفتر , ولكن .. ويا للأسف فأني على يقين تام بأن صلعتي ستفضحني ويردّ القاضي دعواي لأتكبّد بعدها مصاريف هكذا دعوى ان لم أُغرّم بتهمة الأدعاء الكاذب وازعاج السلطات , لا أدري لماذا يستخدمون هذه اللغة المبطّنة ولا يجاهرون بتوضيح الحقائق وفضح الجرائم والمجرمين رغم ان أكثرهم ليسوا ابناء حسچة أو من الاشارة يفهمون .. فهل يخافون الكواتم والمفخخات ياترى ؟؟ لا أعتقد ذلك لأننا لم نشاهد العلم العراقي يلفّ أحدهم أثر كاتم أومفخخة رغم أنها نالت بعض حمايات بعضهم وكأنهم أتفقوا على لعبة أكباش فداءٍ مكشوفة , أو ربما أعتبروا التصريح العلني وتسمية الاسماء بمسمياتها ضربا من ضروب أكل لحم الاخ ميتا فكرهوه كما كرهوا أموال السحت والرشاوى وعمولات الصفقات التجارية وبقية المحرمات الاكثر كرها وفي مقدمتها حلق اللحى بالشفرة حتى وصل الامر أنْ خلت مساكنهم من شفرات الحلاقة عدا تلك التي تستخدم لأغراض البنى التحتية .. أو ربما ذهبوا الى التلميح بتصريحاتهم تلك خوفا من زعل نسائهم اللواتي يرتبطن مع بعضهن بعلاقات صداقة مبنية على التفاخر والتكاثر في البذخ والأقتناء والحج والعمرة .. قد يكون هذا السبب هو الاقرب الى التصديق لو لم يفنّدوه بتصرفاتهم التي أجمعوا أمرهم من خلالها بأتخاذهم الصبايا والجميلات كعشيقاتٍ أضْفَوا عليهن صفة السكرتيرات ومديرات المكاتب كما أضْفَوا الشرعية على تلك العلاقات بعقود المتعة والمسيار وزواج السر دون الخوف من نسائهم هذه المرة .. يبقى هناك أحتمال واحد مالم يُفصحوا عن تصريحات واضحة بأسماء وأرقام وحوادث موثقة وهو أنهم أتقنوا الكذب والغش والخداع وفنونها ظناً منهم أن شعوبهم لا تعي مراوغاتهم وصراعاتهم المحمومة من اجل المصالح الشخصية لنبقى حيال تصريحاتهم الغامضة نتساءل هل نحن امام فزّورة سياسية لم ندرك ماهيتها بَعْدْ .. أم أننا أمام خطابٍ يهدد بقايا ذكورتنا بالبتر بسبب سوء فهم هكذا خطاب بعد أن نهبوا خيراتنا وراحوا يتاجرون بنا بسياساتهم السيئة ليعيدونا الى أيام تجارة الرق والعبيد