ماقاله السياب/ابو غزوان السهلاني

Sun, 19 Feb 2012 الساعة : 3:25

نبتعد قليلا" عن السياسه ووجع الرأس ونستمتع بما قاله السياب في مدينة السندباد
الموت في الشوارع ,
والعقم في المزارع ,
وكل ما نحبه يموت
الماء قيدوه في البيوت
والهث الجداول الجفاف
هم التتار اقبلوا ,ففي المدى رعاف ,
وشمسنا دم , وزادنا دم , على الصحاف
محمد اليتيم احرقوه فالمساء
يضيء من حريقه , وفارت الدماء
من قدميه , من يديه , من عيونه
واحرق الاله في جفونه
محمد النبي في " حراء " قيدوه
فسمر النهار حيث سمروه
غدا" سيصلب المسيح في العراق ,
ستأكل الوحوش من دم البراق
................................
يا أيها الربيع
يا أيها الربيع ما الذي دهاك ؟
جئت بلا مطر
جئت بلا زهر ,
جئت بلا ثمر ,
وكان منتهاك مثل مبتداك
يلفه النجيع ....
وأقبل الصيف علينا اسود الغيوم
نهاره هموم ,
وليله نسهر فيه نحسب النجوم :
حتى اذا السنابل
نضجن للحصاد
وغنت المناجل
وغطت البيادر الوهاد ,
خيل للجياع أن ربة الزهر ,
عشتار , قد أعادت ألأمير للبشر ,
وكللت جبينه الغضير بالثمر ,
خيل للجياع ان كاهل المسيح
أزاح عن مدفنه الحجر
فسار يبعث الحياة في الضريح
ويبريْ ألأبرص أو يجدد البصر ؟
من الذي أطلق من عقالها الذئاب ؟
من الذي سقى من السراب ؟
وخبأ الوباء في المطر ؟
الموت في البيوت يولد ,
يولد قابيل لكي ينتزع الحياة
من رحم ألأرض من منابع المياه
فيظلم الغد
وتجهض النساء في المجازر ,
ويرقص اللهيب في البيادر ,
ويهلك المسيح قبل العازر :
دعوه يرقد ,
دعوه فالمسيح مادعاه :
مايبتغون : لحمه المقدد
يباع في مدينة الخطاه ,
مدينة الحبال والدماء والخمور ,
مدينة الرصاص والصخور :
أمس أزيح من مداها فارس النحاس ,
أمس أزيح فارس الحجر ,
فران في سمائها النعاس
ورئق الضجر ,,
وجال في الدروب فارس من البشر
يقتل النساء
ويصبغ المهود بالدماء
ويلعن القضاء والقدر :
.............................................
كأن بابل القديمة المسوره
تعود من جديد ,
قبابها الطوال , من حديد
يدق فيها جرس كأن مقبره
تئن فيه والسماء ساح مجزره
جنانها المعلقات زرعها الرؤوس
تجزها قواطع السيوف
وتنقر الغربان من عيونها ,
وتغرب الشموس
وراء شعرها الخضيب في غصونها .
أهذه مدينتي ؟ أهذه الطلول
خط عليها : عاشت الحياة
من دم قتلاها , فلا اله
فيها , ولا ماء , ولا حقول ؟
أهذه مدينتي ؟ خناجر التتر
تغمد فوق بابها , وتلهث الفلاه
حول دروبها , ولا يزورها القمر ؟
أهذه مدينتي أهذه الحفر
وهذه العظام ؟
يطل من بيوتها الظلام
وتصبغ الدماء بالقتام
لكي تضيع , لايراها قاطع ألأثر ؟
أهذه مدينتي ؟ جريحة القباب
فيها يهوذا أحمر الثياب
يسلط الكلاب
على مهود اخوتي الصغار ..... والبيوت ,
تأكل من لحومهم . وفي القرى تموت
عشتار عطشى , ليس في جبينها زهر ,
وفي يديها سلة ثمارها حجر
ترجم كل زوجة به . وللنخيل
في شطها عويل
:

Share |